عندما تضيع لغة الحوار

الرياضة 2023/02/07
...

خالد جاسم



كما في بقية مجالات الحياة الراهنة تفتقد العديد من المؤسسات والجهات الرياضية إلى ثقافة الحوار الصريح والمتجرد من أجل توصيف المشكلات وتشخيص السلبيات وتعيين مكامن الخلل ثم التوصل إلى أرضية مشتركة تبنى عليها مقاربات منطقية وحلول واقعية ومعالجات موضوعية حتى في ظل الحد الأدنى من التفاهمات الممكنة.

وبغير لغة الحوار سوف نمضي في المزيد من الخلافات والتقاطعات والتناحرات التي تضاعف البؤس وترسخ التخلف وتعمق محنة الانقطاع وعدم التواصل مع كل ماهو جديد ومفيد ومثمر في الرياضة . 

واللافت أنَّ غياب الحوار لا يشكل علامة فارقة في مجمل واقعنا الرياضي بين الجهات الرياضية المختلفة مع عدم استثناء الجمود وليس فقط البرود في العلاقة بين وزارة الشباب والرياضة واللجنة الأولمبية على طريق ترسيخ قاعدة التعاون والتنسيق والتفاهم بينهما في شتى المسائل الحيوية التي تشكل هاجساً مشتركاً بين المؤسستين الكبيرتين.

بل نرى حبل الحوار مقطوعاً حتى داخل المؤسسة نفسها نتيجة التعنت والعناد برغم قناعة الجميع أنَّ ثقافة الحوار والرأي والرأي الآخر يجب أن تكون منطلقاً حقيقياً في تجاوز الصعاب وتبديد الشكوك والتوصل إلى تفاهمات وقواسم مشتركة تنهي حالات الشد والجذب والخلافات والتقاطعات التي تأكل من جرف الزمن والجهد في بناء رياضة حقيقية للوطن.

وأعتقد متى توفرت النية الحسنة والعزم الحقيقي على إزالة ترسبات الماضي وما ترسخ من ظنون وانطباعات ليست حسنة في النفوس كما أنَّ الصراحة والموضوعية التي تفرش مائدة الحوار كفيلة بمسح أشكال التوتر والانقباض في العلاقة بين أي طرفين مختلفين وهو أمر له انعكاساته الطيبة والإيجابية في الزمن المنظور على الأقل ويطوي صفحة من ضعف الثقة وضعف التواصل بين المؤسستين المعنيتين برياضة الوطن ويوصل رسالة بليغة جداً لمن يريدون خلط الأوراق والحرص على النفخ باستمرار على نار الخلافات والاختلافات مهما كان لونها وحجمها لغايات لم تعد مجهولة .