ملاعب ضخمة

الرياضة 2023/02/08
...

د عدنان لفتة


اعتذرت دولة الإمارات عن استضافة بطولة غرب آسيا لكرة القدم التي كان مقررا إقامتها في آذار المقبل وتصاعدت المطالبات: لماذا لا ينظم العراق البطولة ويضرب ضربة النجاح الثانية بعد خليجي البصرة.

لاشك، أن بلدنا جاهز تقنيا من حيث الملاعب والفنادق ومستلزمات التنظيم الأخرى، لكننا يجب أن نلفت الأنظار إلى قضية في غاية الأهمية؛ هي القدرات الاستيعابية لملاعبنا ومدى قدرتنا على إيفاء حق المشجعين وهي قاصرة ولا تلبي حاجة الشغف المتزايد ورغبة الشباب بالحضور. تنظيمنا لدخول الملاعب كان فاشلا بامتياز منذ مباريات افتتاح ونصف نهائي ونهائي خليجي البصرة وصولا إلى قمة الزوراء والجوية الأسبوع الماضي، وليس لدى المؤسسات العراقية أي خطط لإنهاء هذه الفوضى!. 

الحديث الآن بعد النجاح الإعلامي والجماهيري لخليجي البصرة عن رغبة العراق في تنظيم بطولات وملتقيات أكبر، وهو حق مشروع وأمل يحدونا جميعا لمغادرة سنوات الحرمان والعزلة، والسؤال: ما هو المخطط الجديد؟ هل سنكتفي بملاعب الـ 20 و 30 ألفا التي بنيت في مختلف المدن؟ بالطبع لا، فهي غير كافية ولا تسع محبة وعشق جمهورنا المحب، والحل يكمن في تشييد ملاعب كبيرة بسعات تزيد على 100 ألف متفرج، بل حتى أكثر من ذلك. لدينا ملعب الشعب الذي يمكن هدمه وبناء ملعب مكانه بسعة تفوق الـ 100 ألف، وبتصميم جميل يحافظ على تراث وحضارة بلاد الرافدين، ولدينا ملعب التاجي الذي يمكن أن نحوله إلى ملعب هائل بسعة أكثر من 100 ألف متفرج، ولدينا ملاعب أخرى في المحافظات يمكن تطويرها بسعات تقترب من 80 ألف متفرج . هذا المخطط القاضي بإنشاء ملاعب ضخمة سيجعل العراق مكانا مفضلا لدى الاتحادين الدولي والآسيوي لاستقبال واستضافة البطولات والمباريات والأحداث الكبيرة، وسينقل العراق من حال إلى حال.

 ليست المغرب والإمارات أفضل منا، وهما يحتضنان كأس العالم للأندية، وليست دول أوروبا بأفضل منا في الحشود الجماهيرية الحاضرة للملاعب، كل ما علينا فعله هو توظيف الطاقات البشرية والإمكانيات اللوجستية لصالح تحرير بلدنا من الجمود والتقاعس، والانتقال إلى النشاط والتأثير في الساحة العالمية. العراق بلد غني وشاب ويحتاج إلى إثارة الحماسة في أوساط مشجعيه ودعم توجهات رياضته وكرته في الانطلاق والتوهج، الموضوع يحتاج إلى تخطيط وعمل يمكن أن يكون ناشطا وفاعلا في السنوات القريبة المقبلة التي يمكن أن توفر لنا البيئة المناسبة القادرة على إنجاح مساعي العراق كي يكون منصة تنظيم فاخرة لأبرز الأحداث والبطولات وبدعم دولي يرى في بلادنا إرادة فولاذية لتحدي الصعاب وتجاوز المحن وكتابة حروف مشرقة يمكن أن تكون أنموذجا في مختلف أنحاء العالم. 

نتمنى أن نبدأ مشروعا حكوميا لبناء ملاعب ضخمة تلبي حاجة العراق المتطلع إلى أكبر النجاحات، فملاعبنا الحالية غير كافية ولا تناسب حجم الكثافة السكانية العراقية، لابد من أن نتطلع إلى المستقبل بثقة، ونحن واثقون بأننا إذا اتحدنا وعملنا كفريق واحد فسنحقق الآمال والأهداف ونرسم مستقبلا هائلا لعراقنا للتفوق على كل دول العالم، وهو أمر ليس بمستحيل على الإرادة العراقية التي تحدت أقسى ظروف الحياة وأبقت الحب والسلام في أرضنا.