بغداد: سرور العلي 

تنوّعت لوحات الشاب خلدون الناصر بأسلوب رسم الحروف والأشكال معاً، الأمر الذي خلق له بصمة خاصة بين الخطاطين الآخرين، إذ يرسم معظم لوحاته التعبيريّة بخط الجلي الديواني كتعبير دلالي بمعنى وشكل واحد، فضلاً عن انسيابيّة حروفه، وميلان زواياه وانحراف كلماته التي فيها من الحرية الكثير، ما جعلته مختلفاً عن باقي الخطوط، إذ يمكن تطويع الحروف والكلمات في معظم الأشكال المراد رسمها.

ويقول الناصر: عند دخولي عالم الخط العربي وجدت الكثير من اللوحات المتشابهة، فقررت تقديم شيء مختلف، فبدأت بصنع قوالب ولوحات مختلفة، وبأشكال هندسيّة وأخرى فنيّة، ونجحت في جذب الناس والمتذوقين لهذا الفن الجميل.

وفي سؤالنا له عمّاذا يمثل له الخط، وما هو وضعه في العراق والدول العربية اليوم، يضيف أن "الخط العربي يمثل لدي وللكثير من الناس سواء الفنانين وغيرهم أيقونة الجمال، ففي حروفه واتصالات كلماته تكمن أسرار الجمال، وهناك بصيص أمل في عالم الخط العربي في العراق، فنجد اليوم إقبالاً كبيراً على الخط من قبل المحبين والمتعلمين في المجالات كافة، أما في الدول العربية فهناك اهتمام كبير جداً، كما أن ظهور الحاسوب واستخدام التصاميم العشوائيّة شكل تراجعاً في الخط اليدوي، وإهمال الكثير من الناس للخط واللغة، مما أثر سلباً على 

مكانته".

ويشير إلى أن الخط العربي كغيره من الفنون التي تعتمد على الدراسة والمتابعة، والتمرين المجد والصبر والمواصلة، "وبالتأكيد درست الخط العربي عند العديد من الأساتذة، وكنت اراجعهم وأتمرن ما يقرب من الثماني ساعات يومياً، وما زلت أتعلم وأطور من مهاراتي"، على حد قوله. 

أما عن كيفية اختيار لأفكار لوحاته فَلَفَتَ الناصر إلى أنه يختار الفكرة بدقة قبل الكتابة، فأحياناً يلهمه بيت شعر يرى به صورة ورسمة معينة، وأحياناً يقع على صورة أو يتخيل لوحة تنطبع بمخيلته، ومن ثم ينفذها، أما الأدوات التي يستخدمها فهي الحبر العربي، والورق المقهر المصنوع يدويّاً، والقصب والسلايات، والأقلام الخاصة بالخط العربي، مؤكداً: "انجزت أكثر من خمسين لوحة بفكرة ومعنى دلالي، وكذلك اِقتنى الكثير من الناس لوحاتي، وبدول عدة وأماكن ثقافية عامة".

ويشير إلى أن الصعوبات قد تواجه الكثير من الفنانين مادياً ومعنوياً، ولكن على الفنان الذي يريد الوصول والاستمرار ألّا يلتفت للمعوّقات وأن يضعها وراء ظهره.

شارك الناصر خريج أكاديمية الفنون الجميلة بجامعة بغداد في العديد من المعارض الفنية داخل العراق وخارجه ومنها، معرض النون والقلم في بغداد، ومعرض رسول الرحمة في أربيل، ومعرض تجمع فناني العراق في كركوك، ومعرض الخيل في نقابة فناني 

العراق.