بغداد: الصباح
من المؤمل أن يزور رئيس الوزراء محمد شياع السوداني دولة الإمارات العربية المتحدة بدعوة رسمية من رئيسها الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، وكشف السوداني، أمس الأربعاء عن جدول أعمال زيارته، مبيناً أنَّ الإمارات تعدّ من أبرز الشركاء التجاريين للعراق، حيث يفوق حجم التبادل التجاري بين البلدين 16 مليار دولار.
وقال السوداني في مقال نشرته صحيفة "الاتحاد" الإماراتية: إنَّ "زيارته إلى الإمارات تأتي تأكيداً على رغبة العراق الصادقة في استمرار وتنمية التعاون التجاري والاقتصادي وجذب الاستثمارات لمختلف القطاعات ومنها الطاقة المتجددة وإدارة الموانئ ومراكز الخدمات اللوجستية".
وتابع، أنَّه "على سبيل المثال، ريادة الإمارات في إدارة الموانئ العملاقة قد تكون نواة للمشاركة في إدارة ميناء الفاو الكبير الذي يسعى العراق، لأن يكون واحداً من أكبر موانئ الشحن في العالم باعتباره مشروعاً ستراتيجياً يربط الشرق بأوروبا عبر العراق".
وأكد أنَّ "علاقات الإخوة تتعمق عند المحن، ونحن لا ننسى دور الإمارات الشقيقة الدبلوماسي لدعم العراق، ومشاركتها في الحرب ضد (داعش)، ومساهمتها الفعّالة في إعادة ترميم المناطق المدمرة، وعلى سبيل المثال، إعادة بناء الجامع النوري ومنارته الحدباء في مدينة الموصل، فهذا الجامع التاريخي له منزلة كبيرة في قلوب العراقيين".
وأشار السوداني إلى أنَّ "هذه الزيارة تهدف أيضاً للتأكيد على إصرار الحكومة العراقية على مواجهة الفساد، وهو ما يتطلب تعاوناً وثيقاً مع دول الجوار وتبادلاً للخبرات في مجالات الحوكمة والتشريعات وتدريب الجهات المنوط بها مواجهة الفساد في الدولة واسترداد الأموال واسترجاع المطلوبين الذين قد يتخذون من الدول الصديقة ملاذاً آمناً لهم". من جانب آخر، ترأس رئيس الوزراء، أمس الأربعاء، اجتماعاً خُصص لمناقشة تكامل قواعد البيانات الحكومية، بحضور وزيرة الاتصالات وعدد من المختصّين في الأمانة العامة لمجلس الوزراء، ووزارات الداخلية والمالية والتجارة والتخطيط والعمل والصحة والاتصالات، ومفوضية الانتخابات. وذكر بيان لمكتبه الإعلامي، أنَّ السوداني أكد خلال الاجتماع أهمية أمن البيانات، وأخذ الإجراءات الكفيلة بحماية قواعد البيانات الحكومية. كما أشار إلى ضرورة أن يكون هناك هيكل واحد رئيس لقاعدة البيانات الوطنية، يمكّن كل جهة من الاطلاع على ما هو مسموح لها.
وحث رئيس الوزراء على بلورة منهجية حديثة لإدارة البيانات وفق النماذج العالمية المتميزة، وبما يحقق أمن البيانات وتكاملها ومن أجل تبسيط الإجراءات وتقليل الكلف ومكافحة الفساد. كما استقبل السوداني، صباح أمس الأربعاء، بطريرك السريان الكاثوليك الانطاكي على العالم، غبطة مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان، والوفد المرافق له، بحضور وزيرة الهجرة والمهجرين إيفان فائق والنائب دريد جميل يشوع، واستعرض الوفد في مستهل اللقاء واقع المسيحيين في العراق، والسبل الكفيلة برعاية المكونات العراقية المتنوعة.
ورحب السوداني بالوفد الضيف، مؤكداً أنَّ العراق حاضن للطوائف وهو يعتز بتنوعه الإثني ومكوناته الأصيلة التي تعكس عمقنا الحضاري، وأوضح – بحسب بيان لمكتبه - أنَّ الحكومة تعتزم إنشاء صندوق لإعادة إعمار مناطق سهل نينوى وسنجار.
من جانبه، شكر بطريرك السريان الكاثوليك الانطاكي على العالم، رئيس الوزراء، وأشاد بإجراءات الحكومة خلال 100 يوم التي عكست وجه العراق الجديد، وتحديداً في ملف تمليك أراضي الإيزيديين وبعض المسيحيين، والمبادرة الأخوية بخصوص المنكوبين في سوريا، مؤكداً دعم قطاع التربية لإشاعة المحبة والإخاء والسلم الاجتماعي.
إلى ذلك، افتتح رئيس الوزراء مركز القناة للتأهيل الاجتماعي في العاصمة بغداد، سعة 150 سريراً، بعد إعادة تأهيله في مدّة قياسية لم تتجاوز 58 يوماً، وبكلفة 2.5 مليار دينار. واطلع السوداني على أقسام المركز وردهاته والمعدات التي زوّد بها، ونظام استقبال المرضى والمستفيدين وحركتهم، وما توفرت فيه من أدوية وكوادر لتقديم العلاجات والخدمات، والتي تمثل قفزة نوعية في مجال الخدمات النفسية والاجتماعية لضحايا الإدمان .