رسائل كورونا في بيت الحكمة

ثقافة 2023/02/11
...

 هناء العبودي


أقام نادي الكتاب في بغداد مدينة الإبداع الأدبي - اليونسكو ندوة حواريَّة عن كتاب (رسائل كورونا) للدكتور صادق رحمة محمد على قاعة ستي في بيت الحكمة.

وتحدث المحتفى به في الجلسة التي أدارها مدير النادي الشاعر جاسم العلي عن فكرة الكتاب في الأيام الأولى من الجائحة والأخبار الواصلة عن الوباء ومشاهد جماعات من الناس يتساقطون بسبب المرض والمشاهد التلفزيونية لسوق اللحوم في مدينة يوهان الصينية هذا السوق هو المصدر الذي نشر الوباء، والحديث عن المختبر والتعاون بين الولايات المتحدة الأميركية كونه أحد الممولين وهذه إحدى الوثائق وإحدى التهم الموجهة له والاشتغال على الفيروسات والأمراض وكيف أسهم فيه، والفكرة الأخرى التي أتت بعد ذلك هي وجود وباء آخر، والحديث عنه وكيف ظهر في بدايات القرن العشرين والذي اسموه (الأنفلونزا الاسبانية) وكان التاريخ يعيد نفسه، وكيف بدأ البحث عن هذا المرض والناس الذين اصيبوا تجاوزوا الخمسمئة مليون بشر توفوا بسببه خمسين مليون انسان وهي فاجعة كبرى على مستوى الإنسانية، وكيف يمكن لهذه الفاجعة أن تمتد على وجه الكرة الأرضية. 

وتناول الدكتور صادق الكتاب الذين كتبوا عن هذا الوباء في تلك الفترة وأشهرهم (ت. أس. إليوت) خصوصا وأن تاريخ الرسم بدأ عام 1917 وكيف امتد هذا الوباء على ثلاث موجات مميتة من 1917 إلى 1919، وان بؤرة هذا الوباء كانت بين الجنود (جنود الحلفاء) وان الخسائر التي حصلت بين الجنود بسبب المرض أكثر من خسائر الحرب، ولماذا لم يذكر احد هذا الوباء ولا حتى الموسوعة البريطانية في تلك الفترة؟، ولماذا اختفت كل تلك الدلائل، وقد بقي هذا الوباء منسيا لمدة خمسين عاما ولم يذكره أحد على الإطلاق؟، وفي العام 1968 صدر كتاب للمرة الأولى حينما نشر جالز ويفز كتاب بعنوان (غزوة فايروس) ولم يأخذ هذا الكتاب أي مدى ولم يكن كتاباً مشهوراً، لان قوانين النشر في ذلك الوقت تمنع نشر أو تداول أي كتاب يؤثر على معنويات الجنود والناس في آن واحد، فضلاً عن أن تسمية الأنفلونزا الوبائية ليست تسمية دقيقة، لان الوباء لم يظهر في اسبانيا، وإنما في أماكن أخرى ربما في الولايات المتحدة الاميركية، وبالمصادفة أصيب الملك الإسباني الفونسو الثاني بهذا الوباء، إذ وجدتها الماكنة الإعلامية للحلفاء فرصة أن تربط هذا الوباء بإسبانيا.  

وفي العام 1974 صدر كتاب آخر للكاتب (ريتشر بوليه) بعنوان (طاعون السيدة الاسبانية) ولم يأخذ مداه ايضاً، غير أن أهم كتاب طبع عام 1976اسمه (الجائحة والسلام) واهم ما فيه إصابة ويدرو ولسن الرئيس الاميركي بالوباء ولم يأخذ مداه ايضاً، وفي عام 1989 ظهر وباء الايدز وسمي (وباء أميركا المنسي) وما يحوي من مقالات ورسائل لكتاب عراقيين وأجانب.

كذلك تحدث الكتاب عن العزلة في تلك الفترة والرعب من الوباء، وكيف تصدر العراق المرتبة الأولى من الدول الأكثر في عدد الإصابات لهذا المرض الفتاك وإعداد الوفيات.

وقد حضر الجلسة عدد كبير من جمهور المدينة الإبداعيَّة أغنوا الجلسة بمداخلاتهم القيمة.