هل ينعكس التعصّب على الوعي الثقافي؟

ثقافة 2023/02/12
...

 علي لفتة سعيد


تبدو آفة الصراع التي تعاني منها البشرية سببها التعصب، سواء كان التعصب بالأفكار أو الانتماء حتى من خلال المدينة أو العشيرة،  فضلا عن الانتماء الحزبي والمذهبي والديني. بهذا فإن ما يفتت هذا التعصب كما يعتقد هي الثقافة التي تجعل العقل متنورا قابلا لاحترام الرأي الآخر وانتماءاته، وحتى سلوكه وطريقة حياته ومكانته وغناه وفقره. ولكن، هل حقا تمكنت الثقافة من كبح جماح التعصب؟ وهل كان المثقف بعيدا عن التعصب كونه يدرك خطورته؟ وهل يلجأ الى طرح أفكاره المتعصبة في نصه الأدبي؟


جذور التعصّب

القاص والروائي المصري سمير الفيل يشير إلى أن الصراع موجود في الدنيا منذ بداية الخليقة، هكذا تخبرنا الأسفار القديمة والحكايات الأسطورية، بل يمكننا اعتبار «الإلياذة» و»الأوديسا» نوع من الصراع بغية التفوق والسيادة وقهر الخصوم.

ويرى أنه مع تقدم البشرية وتوجهها نحو قيم نبيلة كالعدل والمساواة والرغبة في الخير لجميع البشر وجد من ينحاز للشق الإنساني متجاوزًا كل الخلافات العرقيّة، بل والدينيّة والمذهبيّة.

ويعتقد أنّ الأديان حاولت تجنب المخاطر والمزالق بدعوتها للسلام والأخوة في الإنسانية غير أنه بحسب اعتقاده يرى أن التفسيرات الضيّقة لبعض الكهنة ورجال الدين اشعلت حماس الجماهير، فوفّرت لهم مساحة واسعة للصراع من أجل السيادة خاصة في الأمم التي تفوقت تفوقا واضحا في السلاح والقوة.

ويوضح أنّه على مدار التاريخ كان الإنسان يغير على القبائل الأضعف، ويسعى إلى التوسّع وهي نزعة ترتبط بمفاهيم القوة منذ الفرس والروم وصولًا إلى التاريخ الحديث حيث ازدهر الاستعمار، ومن خلال لغة القوة استولى على بلدان لا تربطها به أي رابطة، بل رأينا الأوروبيين يركبون البحر ويزحزحون الهنود الحمر من مناطق سكناهم ويحتلون الأرض بالقوة الغاشمة. 

ويقول الفيل إنَّ “هذا الاستعمار نفسه هو الذي أرسل السفن لاختطاف الأفارقة كي يعملوا في مزارع الرجل الأبيض في البلدان الجديدة وكما حدث مع فلسطين أيضا”. 

أما عن المجال الثقافي يضيف الفيل أنّ “هذا المجال ربما شهد مثل هذه المآسي التراجيدية حين حاول الرجل الأبيض فرض نظام العولمة (الكوكلة أحيانا) ونزع خصوصية الشعوب ونهب التراث أو تفريغه من مضمون.

ويقول أيضا علينا أن نلفت النظر في الوقت نفسه لضرورة دق جرس إنذار حتى لا يتم استلاب المرجعيّة العربيّة بدعوى الحداثة، وهذا يرتبط بوعي الفنانين والكتاب: ماذا يأخذون، وماذا يتركون، وإلا فقدوا البوصلة، وتاهوا في الأرض اليباب!؟ ويجيب وبحسب رؤيته المبنية على تجارب ميدانية فإنَّ كثيرا من المثقفين لا يدرك أهمية التكاتف من أجل أن يكونوا على وعي بالتحولات الاقتصادية التي تنعكس على حياة الناس. 

ويمضي بالقول إنَّ الثقافة الحقيقة لا بدَّ أن يكون لها دور حقيقي في احترام الآخر، ورفض الأفكار التي تحقر جنسيَّة ما، والمثقف الذي يتشبع بمثل هذه الرؤية المتقدمة ينعكس ذلك على نصوصه كما وجدنا عند محمود درويش، وصلاح عبدالصبور، والفيتوري، والسيَّاب، والبردوني، ويرى أن هؤلاء وغيرهم تمكنوا من كبح جماح التعصّب ولاذوا بالإنساني الذي ينفتح على الكون كزهرة ربيعيّة تنشر العطر والمحبة وروح الصفاء بين البشر. 

وبحسب يقينه فإنَّ النصَّ الأدبي الذي تتسلّل إلى فضائه نزعات شوفينية، أو تسلطيّة، أو رجعيّة، لا يعوّل على كتاباته نهائيا.


ظاهرة التعصّب

القاص العراقي نبيل جميل يعتقد أن التعصّب وما ينتج عنه ما هو إلّا حوار داخلي مع النفس، يشتد ويتطور ثم يخرج الى المجتمع، وبسببه يجد الشخص المتعصّب بأنه على حقّ في طرح أفكاره وعلى الآخر تقبّلها.

ويرى أن هذه الظاهرة تعد خطيرة في سلب حقوق الآخر والاعتراف بوجوده. 

ويستدرك بقوله إن «التعصب يختلف من شخص الى آخر وحسب درجة الوعي والانتماء ويتداخل مع مركزه كأن يكون سياسيا، رياضيا، تدريسيا، موظفا حكوميا وغيرهم بل يضيف سنوات العمر تتدخل في هذا الأمر، وهذا يشمل حتى الإناث».

«بعد عام التغيير 2003 انتشرت ظاهرة التعصّب ووجدت من يغذّيها»، كما يوضح أنها نمت بشكل كبير في ظلّ ضعف قوانين الدولة فنجد الأعراف القبلية طغت وسيطرت على المفاهيم الثقافية حتى أن بعض المحسوبين على الثقافة التجؤوا الى القبيلة لحمايتهم كونهم وجدوا التعصّب حجر عثرة أمامهم، في ظلّ فوضى الانتماءات الحزبية والمذهبية وغيرها. 

ويضيف: نجد الشخص الذي يملك وعيًا يتجنّب الدخول في المشاحنات التي تظهر من الشخص المتعصّب ويحاول أن يبتعد بقدرٍ كبير حتى لا يدخل في خانة لا ينتمي إليها. 

ويطرح القاص جميل سؤالًا: هل الابتعاد هو أفضل وسيلة؟ أم وجب على المثقّف أن يبدي رأيه ويحاول من خلال نصوصه أن يكبح من جماح هذه الظاهرة؟ ويجيب إنه مهما كانت نصوص وكتابات المثقّف بدرجة وعي كبيرة إلّا أنها تنحسر في زاويةٍ ضيّقة أمام هول يما يجري من تعصّب، لأن القراءة ومشاهدة الأعمال الدرامية الجيدة وغيرها من الفنون انحسرت أمام ما ينشر ويعرض من مقاطع فيديو في وسائل التواصل الاجتماعي التي أسهمت كثيرًا في تجهيل المجتمعات التي خرجت من حروبٍ مدمّرةٍ فكرياً وجسدياً.

ويعتقد انه لو أجري مسح ميداني للبلدان التي خاضت الحروب لوجدَ أن التعصّب ينتشر فيها بشكلٍ أكبر من البلدان المستقرّة.

ولهذا يبين جميل أن التعصّب لا يتفتّت ولا يقهر، حتى لو تم توزيع كتب وأقراص مدمجة مجاناً لأفراد مجتمع عانى كثيرا من ويلات الحروب وما يزال يعاني، من أجل التنوير وزرع روح التسامح. 

ويعبّر عن أسفه لأنه بين فترةٍ وأخرى نسمع أنَّ الأديب الفلاني التجأ الى عشيرته من أجل تهديد شخص آخر مسّهُ بكلام جارح في جلسة ما جمعتهما معاً، أو هناك من يلجأ الى العشيرة لأنَّ ناقداً كتب عن نصوصه ما لا يرضيه. 

ويطرح سؤالا آخر: أين احترام الرأي الآخر والانصات بهدوء للتفاهم؟ إذا كان هذا موقف بعض المثقفين فماذا سنقول عن باقي أفراد المجتمع.. ويوضح انه يقصد البعض، ويضيف علينا أن نعترف بأن الثقافة لا تستطيع أن تنهض بمجتمع يؤمن بالقبلية ونظام البداوة وتقاليد مضى عليها قرون. 

ويفترض جميل بطرح سؤال: هل هناك نصوص تتضمن تعصّباً لجهة ما؟ فأقول له نعم موجودة ومنذ القدم، فهي ليست وليدة اليوم والتاريخ العربي شاهد على ذلك.    


العمى العقلي

القاص العراقي هيثم الجاسم يقول إنَّ «المتعصّب هو الفرد الأحادي المتزمت بالرأي ولا يقبل الرأي الآخر». 

ويضيف أنَّ «هذا هو العمى العقلي وعدم قبول الحقيقة ويؤدي الى الظلم والتكبّر».

ويوضح أنَّ «التعصّب أنواع وأهمّها هو التعصّب الفكري وعلاقته بالمثقف والمثاقفة.

فلما تسود العصبية الأيدلوجية، أو دينية لطائفة، أو طبقية، أو جنسية وغيرها، نجد المثقف ينأى بنفسه عنها بقوة إرادته التي نزّهها بعقله وميّزها بحكمة ومنطق وتجرّد من العاطفة التي تجعله أما متماهيا مع الجماعة أو منصهرا فيها». 

ويرى أنّه لا يصح عليه أن نطلق صفة مثقف لأنَّ الثقافة لها ميزات خاصة يعكسها المثقف بسلوكه المجتمعي ويظهرها للناس بصدق وثقة.. ويذكر أننا نعيش في مجتمع مأزوم بإشكاليات معقدة تغيّرت صورة المثقف بسبب خارجي نتيجة الضغوط كانت سياسية جبرية أو اقتصادية معيشية أو فكرية حزبية يخشى المثقف أن يناوئها فيهمش، فتواصل معها إبداعيا من خلال نتاجه الأدبي فصار شاعرها أو ساردها وحتى مفكّرها. 

ويعتقد أنه لا يمكن الجزم بأن كلّ مثقّف لا يتعصب، ويعتقد انه تعصب وتنتقل العصبية الى نتاجه الوجداني لأن المشاعر والأحاسيس عاطفة وحمولاتها الخيال والحلم وحتى الكذب، ويشرح الأمر كون العقل مغيبًا لغياب القوانين المنطقية التي تحكمه وتنشطه ليمارس دوره في توجيه الفرد والجماعة.

ويشير الى ان العصبية شيء مذموم وتعمي البصيرة وتحجب ضوء العقل وتؤدي لبخس حق الفرد أو الجماعة المغلوبة وإن الإسلام نهى عن العصبية وحاربها رسول الله محمد (ص).


انعكاس التعصّب

كذلك ترى الأديبة السورية نرجس عمران، أن تناول التعصب في حديثنا فهذا يعني أننا نتناول موضوعاً في غاية الأهمية والدليل على أهميته أن الإسلام جاء ليلغي العادات والتقاليد البالية منها الطائفية والعصبية القبلية، وهذا دليل على أن هذا المفهوم موجود ومعمول به منذ قديم الزمان، ولكن وللأسف رغم إدراك البشرية على مر العصور مدى خطورته ولمسها لمس اليد لنتائجه الوخيمة في الحياة اليومية إلا أن البعض ما زال حتى اليوم متعصبا لأشياء معينة، متعصبا لعشيرته، متعصبا لمهنته، متعصبا لأسرته.. وترى أن هذا الانقياد الأعمى وراء هكذا عصبية يؤدي إلى خلافات وفتن وثأر وحروب وعداوات وغيرها من بغض لا ينتهي بل ويورث للأبناء أحيانا، وعن أثر الثقافة ترى أن المتعصّب المتزمّت لا يمكن أن يكون مثقفًا وان الحالة ستنعكس على سلوكه وثقافته وإنتاجه. 

وتقول: لا أريد أن أؤكد بأن التعصّب لم يعد موجودا لأن حولنا قصصا كثيرة تشهد بذلك، وأنها لا تريد التأكيد أن المثقفين ليسوا متعصبين، لكنه تشير إلى أن الحل الأبرز لمشكلة التعصب تكمن مفاتيحه في سعي المثقفين وخطاباتهم وأفعاله.

وتؤكد مرة أخرى أن التعصب عند بعض المثقفين موجود بنسب متباينة.  


التعصّب والاقصاء

الصحفي العراقي سعد عواد يحدد أولا مفهوم الثقافة في إطارها العام (إنها جميع السمات الروحيّة والماديّة والفكريّة والعاطفيّة التي تميّز مجتمعاً بعينه، أو فئة اجتماعية بعينها، وهي تشمل الفنون والآداب وطرائق الحياة، كما تشمل الحقوق الأساسية للإنسان ونظم القيم والتقاليد والمعتقدات). 

ويعتقد أنَّ الثقافة تضم مختلف أنواع الإنتاج المادي والروحي ومختلف أنماط السلوك الاجتماعي والأخلاقي وهي القادرة على منح الإنسان قدرته على التفكير في ذاته، وهي التي تجعل منه كائناً يتميّز بالإنسانيّة المتمثّلة في العقلانيّة والقدرة على النقد والالتزام الأخلاقي وتقبل الآخر وحب العطاء.

ويرى عواد أنَّ على المثقّف التجرّد من النزعات الثانوية ولجم الانفعالات العاطفية المتمثلة بالانتماء الأيديولوجي أو الطائفي التي غالبا ما تسهم في وجود الجانب الاقصائي لدى المثقف وهو ما انعكس ليس في الحالة الثقافية حسب بل تجسد ذلك الاقصاء والتهميش وإلغاء الآخر حتى في الجوانب الاجتماعية وسلوكيات المجتمع .

ويشير إلى أن ما نلاحظه اليوم عند الكثير من مدعي الثقافة، وفي ظل ثورة المعلومات وتعدّد منصّات التواصل الاجتماعي هو الكتابة وفق تأثيرات مختلفة سواء مذهبية أو مناطقية أو آيديولوجية تسهم في نشر الفكر الاقصائي المتعصّب وإلغاء المختلف، وهذا يدل بحسب قول عواد أن تكون الكتابة أو الأفكار نابعة وفق أسس ثقافية رصينة وموضوعية بعيدة عن كلّ المؤثرات التي تم ذكرها.

ويوضح أن تناقضات المثقّف والصراعات التي تشهدها الحالة الثقافية من إقصاء وتهميش وإلغاء تجعل الثقافة الحلقة الأضعف في المجتمع وفتح الباب أمام ثقافة دخيلة تمارس الاستبداد والاقصاء، ويضرب عواد مثلا بما قاله (ليفي شتراوس) من أن (الإسهام الحقيقي للثقافات لا يكمن في قائمة اختراعاتها، بل في الفارق المميز الذي تكشف عنه فيما بينها. 

إنَّ الشعور بالعرفان والتواضع الذي يستطيع كل عضو من أعضاء ثقافة معينة، بل يجب عليه، أن يستشعره نحو جميع الثقافات الأخرى، لا يمكن أن يتأسس إلا على الاقتناع الآتي: أن الثقافات الأخرى مختلفة عن ثقافته اختلافا تتنوع أشكاله أشد ما يكون التنوع، وذلك حتى وإن كان لا يدرك طبيعة هذا الاختلاف). 


وئام وسلام

ويرى القاص العماني محمد الزعابي أن التعصّب نبتة مقيتة عرفت منذ الأزل، يجب على الإنسان اقتلاعها من جذورها، لأنّها مصدر للأمراض النفسيّة بين البشر وصراعات ليس لها نهاية.

ويشير إلى أن النزاعات القبليّة والتحزبيّة بين سائر البشر التي تتم من خلال مصادر كثيرة ومن أهمها وسائل التواصل الاجتماعي التي يبث من خلالها ما فعلت هذه الدولة وما فعل ذاك المعتقد وهلم جرا.

منوها إلى أن المثقف المتعصب يجعل من نفسه جزءا من هذا الصراع كونه ينساق الى المقولات ومن ثم ينعكس هذا الانسياق على نصوصه.

ويرى أنَّ الثقافة ساعدت في كبح جماح التعصّب، مستدركاً من أن هناك فئات في العالم لا تود الاستماع لما ينور العقل وهذه الفئات هي التي لا يعجبها العجب ولا الصيام في رجب، بل هم يتلذّذون حين يجدون ثغرة لأي نزاع كان في النهاية يجب أن ندع كل من يتلذذ بتفتيت العنصر البشري من التآخي والسلام.. ويرى أن الثقافة السلام وعدم التعصب حرية والانفتاح راحة نفسية والديمومة وئام وتطور/ وعلى الجميع أن يتصارع ثقافيا من أجل الإنسان والخير.

وبحسب قول الزعابي فإنّ ليس كل مثقف في العالم أو أديب يجب أن يكون ضد هذا الفكر التعصّبي، فهناك مثقفون يكونون بلسماً في كتاباتهم في تنوير البشريّة وهناك من يكون عكسها تمامًا، فلكل كاتب خياره.

معبّرا عن وجهة نظره بعدم إيمانه بالتعصّب بتاتًا لأنّه طريق خطر لغاية ومليء بالأشواك والمثقف الحقيقي هو من يزيل هذه المعوقات من طريقه لكي يصبح العالم منعما بالوئام. 


الفهم الخاص

الأديب الليبي محمد مفتاح الزروق يعبر منذ البدء عن أسفه الشديد كون الادّعاء سهل. 

ويوضح أن كلّ من نعرف يظنّون أنّهم أبعد الناس عن التعصّب، لكن الضغط يخرج الكثير من المصائب التي تحملها دواخلنا.

ويشير الى أن الجميع متعصبون مع سبق الإصرار والترصّد، وقلّ من ينجو من هذه التهمة. 

ويشرح الزروق من ان لهذا الأمر علاقة بصميم تربيتنا إلى الحد أن الكثير يظنون أن تعصّبهم مزية وحسنة، فيقول بعضهم: نحن ننتصر لديننا وأفكارنا ومدنيتنا ومدينتنا ودولنا وهذا شيء رائع في الواقع، لكنه يرى أن مثل هؤلاء لا ينتصرون لهذه الأفكار والأقوال، بل ينتصرون لفهمهم له، وهذا الفهم قد يكون خاطئا. 

مؤكدا مرة أخرى من أنّه هو خاطئ بالتأكيد،. ويرى أن هذه الأفكار وغيرها بعضهم يظن أنّه متعصّب للحق.. للوطن.. للإنسانيّة.. ولكنه متعصّب لفهمه لهذه الأمور وفهمه خاطئ بالتأكيد.

ويشير الى أن الثورات أفرزت الكثير من هذه المعتقدات وجعلتها تطفو على السطح، معبرا مرة أخرى عن أسفه الذي قال عنه أنه شديد؛ كون الأجيال التي سبقتنا كانت أقل ثقافة منا، لكنها أكثر سماحة.

متسائلا: هل كانوا فعلا أقل ثقافة؟

هل لأنّ نسبة الأميَّة لديهم أعلى؟

ويجيب بالنفي وأن الأمر يحتاج إلى تحديد مفهوم الثقافة.. فحصره في القدرة على القراءة والكتابة واستخدام التكنولوجيا قاصر جدا، رغم أن المتعصّب ينعكس أمر تعصبه على ثقافته ونتاجه.