رؤى المرأة المسرحيَّة في صناعة السلام

ثقافة 2023/02/21
...

  بغداد: وائل الملوك


أقام اتحاد الأدباء والكتاب في العراق جلسته الشهرية النقاشية تحت عنوان «رؤى المرأة المسرحية في صناعة السلام»، تضمن عرض لمشهد مسرحي حمل عنوان «ش+ ش= حلم» وهو نتاج ورشة فرقة «نور سين المسرحية» على قاعة المعهد الثقافي الفرنسي، وبالتعاون بين بيت المسرح وأمانة العلاقات الدولية، وبحضور نخبة كبيرة من المختصين بالشأن المسرحي والمثقفين والإعلاميين.

بعد الانتهاء من عرض المشهد المسرحي البسيط بمفرداته، لكنه كان مؤثراً بسرديته اللغويّة ورسالته التي دعت للسلام، أدار الجلسة النقديّة د. علاء كريم الذي قدم شكره لفريق العمل، مشيراً إلى أن المعروف عن المسرح وفضاءاته يشتغل في الجانب الجمالي، لكن هذا المشهد هو رؤية بسيطة لرسالة المراد منها تسليط الضوء عليه، مبيناً أن المشهد المسرحي يلامس الفعل الذي يحاكي السلام لكن برؤية نسويّة، والمقصود منها معالجة الإشكالات الواقعيّة في ما يخص المرأة.د. سافرة ناجي، التي أشرفت على العمل، تحدثت قائلة إنّ: المشهد الذي قدم كفضاء تطبيقي لموضوعة الندوة، فالمرأة هنا هي الفنانة الممثلة والمخرجة والكاتبة، وأيضا المعروف عن المرأة هي من تخلق الحروب وتدفع بالرجل لتنفيذها، لكن هذه الفكرة خاطئة جذرتها الصراعات المستديمة ما بين المرأة والرجل ومن هو المسؤول والأقوى عبر الأزمان، بسبب تاريخ الشخصيات التي عرفت أمثال «نابليون وامرأته التي تسببت بالحرب»، لذلك أنا استعرت في كتابتي للعمل عن شخصية شهرزاد وشهريار باعتبارهما رمزيّة تلامس الجمعية الثقافيّة للشرق والعراقيّة على وجه التحديد. 

وأضافت أنّ «ما معروف عن شهريار بأنّه كان يتلذذ بالدم، وشهرزاد هي الفكر الحاكم للطمأنينة والرافضة لسفك الدماء، لذا نجدها في ختام العمل قد انتصرت وتمرّدت تمرّداً ناعماً لترويض شهريار نفسيّاً وجسديّاً من خلال فن القصص وأجبرته بالعدول عن أفكاره الحربيّة والرضوخ لمبدأ السلام».

وتابعة ناجي: لا أسعى من خلال العمل فرض الفكر النسوي وأيدولوجياتها، بل هي أن أعدل عن أفكار المجتمع باعتبار أن الحياة تقوم على التفاعل بين جنسي الذكر والمرأة التي خلقهما الله، ولا تستقيم الحياة في غياب أحدهما، وأن المرأة هي انعكاس لمرآة الرجل من أجل الخير والعكس كذلك.. لتستشهد ببعض محاور المشهد الذي قدم وتوضحه للحاضرين. من جهته، أشار د. حميد صابر إلى أنّ «المسرحية أثارت انتباهي وبإمكاني أن أقراها برؤية بريخت أو بالمسرح التفاعلي». وأضاف: هكذا موضوعات بغاية الأهمية، حيث انطلقت من المسرحية ودارت في حروبها وتاريخها وانحازت إلى المرأة، متسائلاً: يا ترى المرأة في النص أم في الواقع؟، علما أن في وقتنا الحاضر بدأنا نشاهد ونسمع بأن النساء يترأسن وزارة الدفاع وخصوصاً في دول الغرب، وغير ذلك. فالقصد بحسب صابر أن «المشكلة ليست في الأنوثة والذكورة، بل في كيفيّة توظيفهما لخدمة البشريّة».

أما د. صاحب جياد، فقد أشاد بما قدم وما تسعى له د. سافرة ناجي من معالجته في المجتمع، فيما أشار الناقد الأدبي د. إياد عبد الودود إلى أن انطلاق الفكرة الأساسية للمسرحية والتي تتحدث عن النسويّة وتوظيفها بشكل جيد بالأخذ من ألف ليلة وليلة والتي ترتبط بتراثنا وبالمرأة المدافعة عن نفسها ووجودها، تعطي قراءة واسعة ومفتوحة لما تحتويه من صراع كبير. وفي ختام الجلسة، قدم أمين عام اتحاد الأدباء عمر السراي شكره للقائمين على العمل والجلسة النقاشيّة وعن سعادته بالتبادل الفكري والثقافي مع الحاضرين وتفاعلهم.