مصطفى خالد يرسم بالبكتيريا

ثقافة 2023/02/26
...

 بغداد: سرور العلي 


نجح مصطفى خالد، 26 عاماً، والحاصل على بكالوريوس في تقنية التحليلات المرضية في الرسم الحيوي البكتيري، لينجز بذلك أعمالاً فنية أدهشت الآخرين، كونها تمت على البكتيريا، وعن ذلك تحدث قائلاً: ممارستي لهذه الهواية بدأت حين تم توظيفي في مختبر البكتريولوجي، حينها كنت مع اتصال مباشر بالبكتريا، إذ شدتني أشكالها وألوانها المتعددة إلى استخدامها في تكوين أعمال فنية.

بدأت تجارب الشاب في زراعة البكتريا على شكل مستعمرات منظمة ومنسقة، لتكوين أشكال فنية دقيقة، بهدف إنتاج أعمال ذات قيمة وإعجاز فني في التكوين، وايضاً لتكون مادة بسيطة توعوية للمتلقي، غاية في أن يفهم ضرورة وجود البكتريا، وكيفية التعايش والحذر منها في آن واحد.

يطمح خالد على صعيد الفن الحيوي أن يؤسس مركزاً لدراسة الأحياء المجهريَّة بصورة واسعة، ويكون هنالك بنك خاص لسلالات البكتريا المتنوعة، للاهتمام بالفن الحيوي، وكيفية تدريسه بشكل أكاديمي، ليدخل ضمن الفنون المدرجة عالمياً.

وأضاف: واجهتني الكثير من التحديات التعجيزيَّة، إذ تطلب منّي الأمر كي أروّض البكتيريا وأسيطر عليها، أن أفهمها بشكل أكبر مما تعلمته خلال 

دراستي الجامعيَّة.

بدأ خالد بالتعمّق في دراسة الأحياء المجهريَّة بشكل أدق، وفهم كيفية نومها وتفاعلها مع الطبيعة، وأيضا تطلب منه الأمر تطوير تكنيك فني معقد، حتى يتمكن من خلاله السيطرة على زراعة مستعمرات بشكل دقيق، وهنا تكمن الصعوبات، بحسب رأيه، "لأنَّ البكتريا كائنات سريعة الانتشار ومجهريَّة دقيقة، لذا فمن الصعب ترويضها بسهولة، فضلاً عن خطورتها لذا كنت أتعامل معها بحذر شديد عبر سلسلة إجراءات تزيد من صعوبة الموضع".

ويستغرق الأمر لإنتاج عمل فني حيوي واحد إلى 24 ساعة، ويكون عبر مرحلتين تأتي الأولى بزراعة البكتريا على الطبق المخصص وفق نوعها، ونوع الطبق المخصص لها، والمرحلة الثانية تتضمن وقت نموها.

وتُرى أعمال خالد على أنّها مادة فنيَّة غريبة وخطرة، والأهم من هذا هو محبتهم لإنتاجاته الفنيّة والعلميّة، إذ يصفونها بأنّها "ملفتة جدا للنظر".

وفي سؤالنا عن كيفية الجمع بين الفن والطب قال إن "الفن والطب عالمان واسعان، ولكل علم بحر من التفاصيل المعقدة، إذ يتطلب الأمر الإلمام بشكل واسع وعميق بكلا العالمين، والتنسيق بينهما، وهذا يحتاج الكثير من الجهد، والتجارب والأبحاث، للوصول لهذا الإنتاج".