الفولكلور العراقي.. تراثٌ حافلٌ بالتنوّع

ثقافة 2023/02/28
...

 أربيل: كولر غالب الداوودي 


الفرق القومية للفنون الشعبيَّة العراقيَّة تعمل على تجسيد وإبراز الفولكلور العراقي والتراث الشعبي بنوعيه العربي والكردي، فضلاً عن الاهتمام بالأزياء المستوحاة من التراث العراقي عن طريق رقصات رشيقة توفر المتعة للجمهور عبر لوحات مختلفة تتميز بالرقي وتحاكي عادات وتقاليد الحضارات، وكل ما يتم توارثه عبر زمن لا يمكن التخلي عنه وإن طرأ عليه بعض التعديلات أو الاستحداثات لمواكبة التقدم السريع.

ومن الفرق الشعبيَّة الفولكلوريَّة المتميّزة هي فرقة "أنكيدو" للرقص الشعبي الفولكلوري العراقي أسسها الشاب مهند هواز من محافظة نينوى، والذي كان يعشق هذا الفن منذ صغره، متابعةً ودراسةً، فضلاً عن تعلّم أساليب الرقص على يد مدرسة الرقص الشعبي الأولى في العراق هناء عبد الله. إذ درس عن تراث الموصل وكوّن خلفيّة كبيرة عنه، كما وتعمّق بالرقص الشرقي وتلقى دروساً واستمر في رحلة التعلّم حتى سافر إلى مصر وأكمل فيها أيضا دراسة فن الرقص ثم هاجر إلى السويد، وبعد فترة من تعلّم اللغة تلقى تعليمه في معهد الرقص الحديث في السويد. 

 من هنا، اصبحت لديه فكرة لتأسيس فرقة ودمج بين الرقص الحديث والرقص الشعبي التراثي وأسس فرقة "أنكيدو" المستوحاة من التراث الشعبي العراقي والمتكونة من 8 فتيات سويديّات وقد شاركت هناء في تأسيس هذه الفرقة وكانت على خطى الفرقة القوميّة العراقيّة للفنون الشعبيّة من حيث التمارين والأزياء، وتم تدريب الفتيات وتعليمهم الثقافة العراقيَّة.  

ويقول مهند: كانت مرحلة صعبة ومتعبة وطويلة حتى وصلت الى تهيئة الفرقة للعروض المباشرة.

 وبدأ أول عرض للفرقة في السويد وقدم مهند لوحات عراقيّة متنوّعة، وبعدها في الصين عبر دعوة لحضور مهرجان دولي في شنغهاي للفنون الشعبيّة وحصلت الفرقة على الجائزة الأولى على 25 فرقة عالمية كأجمل عرض في المهرجان الدولي. 

وفي ألمانيا شاركت الفرقة في إحياء ليلة عراقيّة مع سيدة التراث والمقام العراقي فريدة وقدمت لوحات متعددة تمثل صورة العراق من الشمال إلى الجنوب، مستمرة الفرقة في عروضها في مختلف الدول.

وفي أربيل تم تأسيس الفرقة القوميّة للفنون الشعبيّة 1979 والتي شاركت في مهرجانات عربيّة وعالميّة. يقول مدرب اللوحات للفرقة همداد لاشكري عزيز، وهو من أربيل: تتكون الفرقة من 10 فتيات و12 شاباً، وهذه الفرقة تابعة لوزارة الثقافة والرياضة. 

 الفرقة قدمت أكثر من 35 لوحة راقصة، منها تعبيريّة واستعراضيّة، مثل اللوحة التعبيريّة للحنطة وحصدها وطحنها، واللوحة الاستعراضيّة نوروز. 

هذه الفرقة تعد هي الأم الرئيسية في كردستان، وهناك فرق أخرى أصغر في دهوك والسليمانية، وبيَّن المدرب أنَّ "من بين اللوحات التابعة للفرقة هي لوحة التآخي التي تضم الكردي والمسيحي والتركماني والعربي، إذ تعبر عن التآلف بين القوميات". 

وأضاف: "قدمنا لوحات مشتركة مع دول مختلفة مثل بريطانيا، واسبانيا، وألمانيا وكذلك مع الفرقة القومية الفلسطينية، ولوحة مشتركة في الأردن".

ويقول المدرب الرياضي للفرقة جودت شاكر: لقد كانت المهرجانات المقامة في العراق مثل مهرجان الربيع وبابل والقرين قبل 30 عاماً فيها دمج بين الفرق في الرقص الشعبي، وكانت الفرق الثلاث فرقة بغداد والبصرة وأربيل تقدم أداء معبراً، وخاصة في اوبريت حمورابي في مهرجان بابل. ويذكر جودت خضوع الفرقة للتمارين الرياضية اليومية للتهيئة لأداء اللوحات التي تجسد كل واحدة منها قصة ملهمة عبر حركات راقصة غاية في إيصال الفكرة. وأشار إلى أن تدريب الفرقة يمرُّ بمراحل متعددة من الفكرة والسيناريو والتخطيط وتوزيع أعضاء الفرقة والتلحين الموسيقي وتصميم الملابس المعبرة عن فكرة اللوحة، وقد يستغرق إنجاز كل لوحة قرابة 6 أشهر.