الدليل إلى حفر القبور

ثقافة 2023/03/01
...

  أربيل: رائد العگيلي


الرواية الاسترالية "سارقة الكتب" للكاتب الأسترالي ماركوس زوساك، هي من أحد أعماله الأكثر شعبيّة، التي تحوّلت بعد ذلك إلى فيلم.

هذه الرواية من الروايات التاريخيّة المميزة التي تتناول حقبة مظلمة من تاريخ البشريّة، وهي فترة الحكم النازي لألمانيا إبان الحرب العالمية الثانية.

تروى أحداث هذه القصة على لسان ملك الموت، والذي يجعلك الكاتب تتصوره على أنه شخص عادي يتعايش معنا في لحظاتنا الأخيرة، وهي الموت، ولكن هذا الشخص يبدي اهتمامًا بالغًا ببطلة الرواية، وهي الفتاة الصغيرة التي تفقد أخيها على متن القطار ليأخذه المرض ويموت، وتعيش بعدها كطفلة متبناة من قبل أب يحب الموسيقى ويعمل في الصباغة، وأم حادة الطباع لكنها طيبة القلب مع ذلك، وما يميز هذه الرواية هو انتقال الكاتب بين ملك الموت وبين أبطال الرواية، كل شخص يروي بمنظوره الشخصي.

تبدأ الرواية بوصف مظاهر الآسى البشعة التي يخلفها الفقر، وكيف أن الناس يعانون إبان هذه الحرب التي سلبت منهم أرواحًا عديدة، وعلى لسان ملك الموت يحكي لنا قصة الفتاة سارقة الكتب ووالدها بالتبني عازف الأكورديون، وصديقها الصغير الذي كان يحميها من المتنمّرين والذي ستسلبها الحرب إيّاه، وذلك حين يموت هو وأسرته تحت أنقاض القصف في جميع أرجاء المدينة، لتستيقظ وتجد مدينتها حطامًا.

الموت هو الشاهد الوحيد على كل هذه التفاصيل المؤلمة التي تحدث لأبطال الرواية، والتي من الممكن أنها قد حدثت للعديد من الأشخاص في ويلات هذه الحروب التي أودت بحياة الملايين من دون  طائل.

تكتب بطلة الرواية ليزيل سيرتها الذاتية في كتابها "سارقة الكتب" وتبدأ حكايتها منذ انتقالها للعيش مع أسرتها في التبني، أبيها عازف الأكورديون، وأمها سليطة اللسان طيبة القلب، وتتمثل تلك المدة التي قضتها معهم هي أربعة أعوام، تشهد من خلالها العديد من المواقف والأحداث الكبيرة، والتي تجعلنا ندرك من خلالها لماذا أطلقت ليزيل على نفسها لقب "سارقة الكتب".

كانت أسرة ليزيل الصغيرة تعيش في هدوء حتى جاء إليهم الشاب اليهودي ماكس، والذي كان هاربًا متخفيًا من ويل النازية، وتبدأ معالم القصة بالوضوح حين يصبح ماكس هذا فردًا متخفيًا من هذه الأسرة الصغيرة، والذي يجمع بينه وبين ليزيل هو قراءة الكتب، ولقد بدأت ليزيل رحلتها مع القراءة من كتاب لا يناسب فتاة صغيرة أبدًا، كانت قد التقطته من الشخص الذي كان يقوم بدفن أخيها الصغير، تحت عنوان (الدليل إلى حفر القبور)، وتبدأ منها رحلة الفتاة الصغيرة في سرقة الكتب وقراءتها ثم ترجعها إلى مكانها من جديد، ولكن كانت قبل ذلك تشاركها صديقها ورفيق قراءتها ماكس.