طفلتي (مزدة) بعمر 5 سنوات تعاني من الخجل وصامته، قليلة الكلام ولا تتحدث مع أحدٍ غيرنا أنا ووالدها وتميل الى العزلة وتنهزم للغرفة إذا جاءنا خطار. والمشكلة أنَّها الآن في الروضة والمعلمات يقلن (مزدة) شاطرة تكتب الواجب البيتي وعاقلة ومرتبة، لكنها لا تقف وتكتب على السبورة، وإذا أخذناها بالقوة تبكي وتصرخ، وصامتة ما نسمع صوتها وخجولة.
أرجوك دكتور ساعدني كيف أتعامل معها، وأنا أخطط لإدخالها مدرسة ابتدائيَّة خاصة يقومون بمقابلة الطالب وامتحانه قبل قبوله.
أم مزدة – اربيل
السيدة الفاضلة للخجل أسبابه، ومنها أنَّ المحروسة طفلتك (مزدة – بالعربي يعني مفاجأة مفرحة) يبدو أنها حين كانت بعمر ثلاث سنوات كانت تميل الى العزلة. ويبدو أنكم لم تكونوا منتبهين الى ذلك وكنتم تتركونها في عزلتها وترتاحون لهدوئها، فنجم عن ذلك أنها لم تكتسب مهارات الاتصال الاجتماعي.
ومن أسباب الخجل تعرّض الطفل الى السخرية حين يفشل في عمل أو كلام، فتتولّد لديه حالة توقع الفشل في أي عملٍ أو كلام، ولهذا فإنَّها تتجنب الجلوس مع الآخرين والتحدث معهم. المطلوب هو تشجيعها تدريجياً على التحدث معكم، وعدم السخرية منها أو الضحك عليها حين تخطئ، وإفهامها أنَّ الفشل حالة طبيعيَّة وأنَّ الجميع يفشلون في هذا العمل أو ذاك، وتنمية الثقة بالنفس لديها. وشجعوها على مشاهدة أفلام الكارتون الجيدة وبرامج الأطفال التربويَّة، وإفهامها أنَّ الإنسان يصنع مستقبله عن طريق المدرسة التي يتعلم فيها المعرفة والعلم ومعنى الحياة وقيمة الصداقة.
تحياتنا لك أم مزدة