بين الواقع والافتراض

الرياضة 2023/03/02
...

علي حنون

عندما تختلط الأوراق في أروقة مفاهيم تندرج في خانة عدم الاتفاق عليها، فان الاحتكام إلى قرار بعينه غالباً ما يكون غير واضح وربما يُؤسس البناء في جانب اتخاذ القرار بعد ذلك، على أرضية غير رصينة وبالنتيجة فان ما يُشيّد - استناداً على ما تقدم - يكون مُعرّضاً لخطر الإزالة والركون إلى أمر بعيد عن المتوقع.. والذي جئنا عليه يسير في سبيل عدم الاتفاق بين أعضاء الهيئات الإدارية للأندية في تسمية الوجوه التدريبية بعدما تعتقد انه دون سواه يتحمل تبعات الإخفاق مع أنها في جل الأحوال عندما تأتي النتائج إيجابية لفرقها تتقاسم (غنيمة) الانتصار مع المدرب وبقية أعضاء أسرة الفريق وتسعى لتسويق الجهد المبذول لمصلحتها.

وأعتقد أنَّ قرار تحميل المدرب وحده – باستمرار- نتائج الهفوات، فيه العديد من أوجه التفكير غير السوي، ذلك أنَّ لمُعادلة كرة القدم أكثر من كفة تتعادل جميعها في ثقل المسؤولية فهناك وزر الإدارة، الذي يتجلى في تيسير مهمة إعداد الفريق وتقديم الدعم اللوجستي للملاك التدريبي والتشكيلة من أجل الشروع في تنفيذ فلسفة إعداد أمثل، فضلاً عن اختيار المدير الفني الذي تعتقد فيه جوانب مُميزة في فن التدريب تنسجم وتطلعاتها..ويقيناً أنَّ ذلك يتحقق وفق معايير مهنية فحسب، ومن جانبه تقع على عاتق المدرب، مهمة اختيار الوجوه الأفضل، التي يُمكن أن تقود الفريق لإصابة الجيد من النتائج مع تحديد الواجبات والحقوق، بالإضافة إلى رسم الخطوط العامة والخاصة لأداء قائمته خلال المباريات، وهذه من أبجديات المسؤوليات، التي يفقهها الجميع.


ورغم أنَّ الذي تطرقنا إليه أمسى، بحكم شيوع الثقافة الكروية، من المُسلمات، التي يدركها حتى الذي يلم بالبسيط من المعلومة، إلا أنَّ بعض إدارات الأندية تتعمد الابتعاد عن إدراكه، وبينها أعضاء يقفون على إصرار غريب بان المدرب ينبغي أن يكون الحلقة الأقرب للاستغناء عنها في سلسلة المسؤولين عن الفريق في حال الإخفاق، واعتباره - دوماً - موطن الوهن، الذي يُصيب القائمة بمقتل وبالتالي، فأن عليه تقديم كشف حساب عن أسباب التعثر رغم أنهم في (بواطن) تفكيرهم يقرون أنه ليس من المنطق أن يكون في كل الأحوال المُتصدي وحده للمسؤولية..واليقين يذهب باتجاه أن لجوء بعض الهيئات الإدارية لموضوعة تحميل المدرب وزر كل خسارة، إنما يعكس (دموع التماسيح)، التي تُذرف من قبلها نتيجة القرار غير الصائب الذي تعتمد من خلاله أسماء تدريبية في الأوقات غير المناسبة وهو ما يُولد عنه جملة من القرارات غير الموضوعية ومنها الاستغناء عن المدرب عند تكرار الإخفاق.

وفي غالب الأحيان يبتعد قرار الإدارة في هذا الشأن عن شاطئ الواقع ويقترب من ضفة محاولة التكفير عن سلوكها في تحميل المدرب دون غيره تبعات الخسارة، ذلك أنها بعدم مُساندتها للفريق وأيضاً اللاعبين عند فشلهم في ترجمة الأسلوب، الذي يُرسم لهم خلال المواجهات، يلعبون دوراً سلبياً في الأمر ويكون لهم نصيب من المسؤولية، ولطالما كان الانتصار له أكثر من أب، فانه من الإنصاف أن تقف تحت مظلة الخسارة جميع الأطراف، التي تُشكل أركان كرة القدم.