بغداد: شذى الجنابي
في عتمة الغلاء وارتفاع الأسعارعلى حساب الأسر الفقيرة، خصوصا الأرامل وفاقدات المعيل، نتيجة اللواتي يجدن صعوبة بالغة للاكتفاء في أدنى حدوده، وبغية انقاذهن من العوز نظمت وزارة الكهرباء سوقا خيرية، بمشاركة 60 امرأة من تلك الفئات المجتمعية في مشاريع تدر عليهن الربح، وتسهم في الوقته ذاته في دعمهن نفسيًا وإعادة دمجهن في الحياة كعضوات فاعلات في الواقع العملي.
الى ذلك قال وزير الكهرباء زياد علي فاضل لـ»الصباح»: نعمل على دعم واسناد المرأة، ونعمل على توجيه قسم تمكين المرأة في الوزارة بإعداد «بازار» لدعم نشاطاتها واعطائها الأولوية، وتمَّ الاعتماد عليها بجميع المجالات وبطاقة متميزة بالعمل والتخطيط والدراسات، مبينا نحن خير معيل للمرأة، ونسعى دائما إلى تمكين المرأة اقتصاديا واجتماعيا والمحاولة للنهوض بواقعها بشكلٍ عام، وتحويلها من طاقة معطلة إلى طاقة منتجة.
إقرار قانون
وصفت رئيس مؤسسة صندوق دعم المرأة في الشرق الاوسط كولشان كمال المرأة بأنها المجتمع وبها تنهض الأمم ومنها تنطلق العقول، مبينة عدم وجود قانون للعنف الأسري يعمل على ردع المعنفين منذ العام 2008، إلا أن جلسات مجلس النواب تتوالى والاعتراض عليه من قبل بعض الجهات السياسية، اذ يعدّه البعض تفتيتًا للأسرة العراقية، لا سيما أنه ملاذ آمن للمرأة المعنّفة وحماية للأسرة سواء المرأة والرجل، والحد من المشكلات التي تتعرض إليها من قبل الرجل.
مشاريع واعدة
من جهتها اكدت مدير قسم تمكين المرأة، ورئيسة العمل التطوعي في وزارة الكهرباء اسمار مسلم هادي، شاركت اكثر من 60 امرأة في السوق الخيرية، الذي أقامته الوزارة ضمن الخطة الوطنية الثانية لقرار الأمم المتحدة 1325 بأهدافه المتعددة، والهدف منه دعم النساء فاقدات المعيل ويكون ريعه للأرامل والمطلقات، تشجيعا لهن لغرض تمكينهن اقتصاديا واجتماعيا، مضيفة تعد السوق جزءا من خطة وسياسات الوزارة لرعاية فاقدات المعيل والمطلقات، من خلال زجهن في سوق العمل للتخفيف عن معاناتهن، وتشجيع المرأة ممن لديها مهارات لإدارة مشاريع صغيرة مدرة للدخل، منها ممارسة فن الطبخ، والأعمال اليدوية، واللوحات التشكيلية.
التقينا نساء نموذج للصبر وتحدي الصعاب من أجل حماية بيتها وأسرتها، قدمن تضحيات كثيرة من أجل تربية أبنائهن بعد وفاة الزوج أو الطلاق وكل واحدة تصف تجربتها بشكل مختلف عن الآخرى.
اسراء كامل جاسم زرعت في نفسها الكثير من المقاومة للظروف القاسية والصبر، وهي زوجة شهيد منذ العام 2006،ولديها 6 اولاد، أصيبت بمرض سرطان الثدي وتمكنت بارادتها من الانتصارعليه بالرغم من صعوبة الجراحة والعلاج، وانتهت أحزانها بعد ثلاثة سنوات من الألم دون رجعة، وتقول، أصبحت مسؤولة عن إعالة أسرة بأكملها، مصاريف البيت، المدرسة، تربية الأطفال، إيجار البيت لا أملك أي سند، مضيفة أصبت بالمرض وقررت الشفاء بمراجعتي للأطباء وتجاوز المحنة، وكان اهتمامي الأول تعليم أولادي وتلبية كل متطلباتهم، وتمكنت بكل ثقة وارادة من تجاوز كل صعوبات الحياة والاعتماد على نفسي في الأعمال الیدوية وصناعة الاكسسوارات وأشكال من الزهور والأحرف والأسماء، التي تزدان بها الأعناق والأيادي بتشكيلات متميزة للمرأة العاملة واطلالة جذابة للمناسبات.
عشق الحرفة
من جانبها بادرت همسة حسين وهي امرأة مطلقة ولديها طفلان؛ تقول، وهو أمر طارئ لا يمنعني من ممارسة حقي في الحياة، وليس معناه أن اعيش بقية حياتي في أغلال وقيود لقب مطلقة، أخذت أمارس اعمال السيراميك البارد على الأواني المنزلية، واللوحات الجميلة وبتشكيلات مختلفة، عشقت هذه الحرفة واتقنها جيدا، وقمت بتسويق انتاجي من خلال مشاركاتي بالمعارض الخيرية التي تقام في اغلب المؤسسات والمنظمات المدنية، وأحب عملي وأحيانا أرفض أن أبيع لمن لا يفهم معنى القطعة التي أصنعها، وأضع أسعارا لكل عمل اقوم به احتراما لجهدي ولقيمة ما أصنعه.
وتقول زهراء سهام: أعيل أمي المريضة والمقعدة وبحاجة إلى المصاريف الكبيرة لعلاجها، وقررت العمل في فن الطبخ، كان أول نتاجاتي هي صناعة الحلويات بالمكسرات والبسكويت وباشكال جميلة، وعمل المعجنات وانواع من الاطعمة الجاهزة، وتم الاقبال على شرائها من قبل الأقرباء والاصدقاء، فشجعوني بالاستمرار وتسويق انتاجي، من خلال مشاركتي بالمعارض الذي تقيمه المؤسسات الحكومية والمنظمات.