الأرض التي اختفت

ثقافة 2023/03/08
...

  بغداد: الصباح


في عصر يوم من أيام شهر آب اختطفت الشقيقتان، صوفيا في الثامنة من عمرها واليونا في الثانية عشرة، وهما تتنزهان على شاطئ البحر في شبه جزيرة كامشاتكا البعيدة، في شمال شرق روسيا. 

انطلاقا من هذه الحادثة تاخذنا رواية "الأرض التي اختفت" عبر العام الذي اعقب الحادثة، ودخلنا في حيوات النساء والفتيات في جماعة متراصة، تربط بين أفرادها جريمة.

 كما تنقلنا الرواية الى فسحات من الجمال الوعر، الى المساحات المفتوحة للسهوب الجرداء، والفوهات البركانية الطبقية والجبال والغابات الكثيفة، والبحار التي تشبه الزجاج المتاخمة لليابان والآلاسكا، وإلى مناطق معقدة بقدر ما هي مغرية، حيث تخمرت التواترات العرقية والاجتماعية لوقت طويل، وحيث الأجانب هم أول من يتهمون في هذه الرواية الشيقة ذات الطبقات المتعددة تقودنيا جوليا فيليبس الى فهم جديد للعلاقات والروابط بين البشر ضمن الأسر والجماعات في روسيا التي تختلف عن أي روسيا عرفناها من قبل.

توصف رواية جوليا فيليبس الأولى "الأرض التي اختفت" أشبه بالمعجزة الروائية. 

اذ يقول مرتجمها الى العربية أسامة اسبر: 

حين تحمل الرواية بين يديك وتفتحها لن 

تتوقف عن قراءتها، وحين تنهيها 

ستغويك كي تعود إليها من جديد لتستمتع مرة أخرى بالخيوط، وهي تتشابك في حبكة 

تقودنا في رحلة داخل روسيا عبر غوص في الثقافة الروسية من منظور جديد، أكثر عمقاً، واختراق الجدار الإيديولوجي الذي حجب الحقائق مدة طويلة من الزمن وطمس 

الهويات. 

كل هذا يتكشف من خلال قصة أختين يتم اختطافهما عن الشاطئ ورحلة البحث عنهما، والتي تكشف الفساد وتفضح البيروقراطية والمآسي الشخصية التي يعيشها كثيرون، قصة تتشابك مع قصص الشخصيات الأخرى، وكلها تغوص في المركب الثقافي والسيكولوجي الروسي من منظور غير مألوف في السرد الروائي الحديث.

تُرجمت الرواية إلى أكثر من 15 لغة أجنبية، وتصدر ترجمتها العربية عن دار فواصل.