شاعر الوجع العراقي ناظم السماوي: الشعرُ الشعبي ليس بخير

ثقافة 2023/03/08
...

 بغداد : نورا خالد

 تصوير: نهاد العزاوي


تثمينا لمنجزه الإبداعي احتفت دائرة الفنون الموسيقية بشاعر الوجع العراقي ناظم السماوي، يوم الخميس الماضي على قاعة الرباط، قدمت الأمسية مديرة المركز الدولي لدراسات الموسيقى التقليدية اسراء المرسومي، التي بدأت حديثها بسؤال المحتفى به عن بداياته وأهم محطات حياته في الشعر والأدب؟


فأجاب السماوي "كنت اعشق القراءة وأقرأ للعديد من الشعراء، بعدها كتبت أبياتا من الشعر الفصيح اعتبرها محاولات متواضعة".

بدات الأمسية التي حضرها عدد كبير من المثقفين والشعراء والإعلاميين بتقديم مونولوج من تأليف وتقديم الدكتور المخرج (حسين علي هارف)، مستوحى من قصيدة السماوي الرائعة (يا حريمة) والتي سبق وأن قدمها في محافل محلية وعربية.

بدأ السماوي كتابة الشعر العامي والغنائي بداية السبعينيات في سجن " نقرة السلمان" بقصيدة "يا حريمة"، التي كتبها بعد قصة حب عاشها مع فتاة كانت تزور أخاها في السجن، إلا أنها تركته وتزوجت بعد أن وعدته بانتظاره لحين خروجه من المعتقل.

حاكت "يا حريمة" مشاعر من كتبها ولحنها وغناها، اذ كان كلٌ من السماوي ومحمد جواد اموري وحسين نعمة يمرون بازمات عاطفية حقيقية، فجاءت الاغنية كما يقول المحتفى به "(على الجرح) لتنفس عن مكنونات دواخلنا".

تربى السماوي في بيئة شعرية، حيث كان والده نافع عليوي الخفاجي شاعرا، بقي لأكثر من أربعين عاما يسافر من مدينة إلى أخرى ليقرأ شعره في المناسبات الدينية،وكان يصطحب ابنه ناظم معه، الأمر الذي أسهم بشكل كبير في بلورة موهبته الشعرية منذ نعومة اظفاره، اصدر ديوانه الأول في الكويت العام 1959.

- هل الشعر الشعبي اليوم بخير؟ سألت المرسومي ضيفها فأجاب، "لا ليس بخير".

لحن قصائد السماوي كبار الملحنين منهم: محمد جواد اموري، طالب القره غولي، عبد الحسين السماوي، محمد نوشي، سرور ماجد.. وغيرهم وغناها أبرز المطربين "حسين نعمة، فؤاد سالم، ياس خضر، سعدي الحلي، آمل خضير".

وفي سؤال آخر لمقدمة الامسية، كيف استطعت مع أبناء جيلك ان تنتجوا هذه المنظومة البانورامية من القصائد الذهبية ولا مجال للهزيل الركيك فيها؟

قال "لأن ابناء جيلي يبحثون ويقرؤون ويجتهدون ويثقفون أنفسهم، ثم يكتبون فتكون مفرداتهم وأفكارهم واعية عميقة الرؤية".

سرد السماوي أحد المواقف المؤثرة في حياته مع والده، الذي لم يكن يعلم بسجنه في (نكرة السلمان)، وظن أنه كان يعمل في النجف، وكان لوالده مقهى في الكويت، فأرسل له ابوذية مع احد الاصدقاء ما زال السماوي يذكرها، تقول الابوذية "كالوا بالنجف ناظم وحلة/ واتمنه افك قيد واحله/ اصب الجاي للوادم واحله/ وانه جايي المرار اشلون بيه"، فرد عليه ناظم الجواب على الفور " صب الجاي يبو ناطم وحله/ وبصبري افك قيدي واحله/ انا مو بالنجف صدك وحله/ انا بربع الخراب وهاي هيه".

بمرافقة الفرقة الموسيقية التابعة لدائرة الفنون الموسيقية بقيادة المايسترو أحمد عبد الجبار قدمت نخبة من المطربين منهم "كريم الرسام، ذو الفقار سعدي الحلي، مكصد الحلي، ناظم الأصيل، جمعة العربي" عددا من أشهر الأغاني، التي كتبها السماوي وتفاعل معها الجمهور الغفير، الذي غصت به مدرجات القاعة.

وفي نهاية الأمسية قدم وكيل وزارة الثقافة ومدير عام دائرة الفنون الموسيقية/ وكالة الدكتور عماد جاسم، درع الإبداع للشاعر ناظم السماوي تكريمًا لمسيرته الثرة.