ليست مستحيلة

الرياضة 2023/03/08
...

د عدنان لفتة

كعادة العراقيين الساخرة رفع أغلب الوسط الرياضي راية الاستسلام مبكراً حيال مشاركة فريقي الشرطة والقوة الجوية في كأس الملك سلمان للأندية العربية التي تقام الصيف المقبل.

الساخرون بدأوا يتحدثون بتهكم عن كمية الاهداف الساكنة شباك الفريقين، والوضع السيء المرتجف الذي سيكون عليه اللاعبون خلال المواجهات المنتظرة في البطولة التي تقام نهائياتها في الطائف عند 20 تموز إلى 5 آب المقبلين.

القرعة التي أقيمت أول أمس وضعت الشرطة في الأدوار النهائية من دون خوض التصفيات بوصفه حامل لقب النسخة العراقية الأخيرة من الدوري وسيواجه في المجموعة الأولى الاتحاد السعودي والترجي التونسي  وأحد المتأهلين من الدور التمهيدي ( الهلال السوداني/ المنامة البحريني - الصفاقسي التونسي/ قطر).

النظرة السلبية يجب أن لا تحضر مع مشاركة الشرطة الذي نجده مؤهلاً تماماً وجديراً بلعب أدوار المنافسة بناء على صفوفه العامرة وخبرة لاعبيه ووجود المدرب مؤمن سليمان علاوة على توازن الفرق غير الخارقة التي يلاعبها وإمكان الفوز عليها أن حضرت الإرادة والقوة في الأداء والجرأة الهجومية. 

الجوية علينا أن نتوسم به خيراً رغم مشواره الأصعب قليلاً لأنه سيواجه تصفيات ذهاباً وإياباً مع الشباب السعودي في الملحق التمهيدي وفي حال اجتياز هذا الفريق سيقابل منافساً أسهل هو الفائز من المريخ السوداني وتشرين السوري وأن تخطى هذه المرحلة سيخوض النهائيات  بالمجموعة الثالثة مع  الزمالك المصري والنصر السعودي.

الصعوبات حاضرة في أية بطولة ولا ينبغي التهرب منها أو إشاعة الخوف والرهبة، طموحاتنا كما هي في كل مرة أن لا مستحيل في عالم الكرة وبالإمكان تحقيق أفضل النتائج ولا ننسى أن الملحق التأهيلي سيشهد مباراتين بحضور جمهورنا العاشق الوفي الداعم الأكبر للاعبينا والمرعب للمنافسين بأعداده الهائلة. 

الجوية متخم بالنجوم ومدربه الكابتن قحطان جثير يتصدر لائحة الدوري ويحقق الانتصار تلو الآخر وبإمكانه أن يتوهج عربياً كما فعل في مشاركته الظافرة في كأس الاتحاد الآسيوي وإحرازه ثلاثة ألقاب تاريخية فيها.

الفريقان يحتاجان فقط عند الوصول إلى النهائيات البحث من الآن عن محترفين من العيار الثقيل، ويمكن التحرك مبكراً للترتيب مع أسماء قوية تستطيع قيادة الفريقين لمقارعة الكبار وكسر جبروتهم.

واثقون ومتفائلون بأبناء الشرطة والجوية إدارة ومدربين ولاعبين أن يكونوا في موعد التألق والإبهار وتشريف كرتنا ورسم لوحة إبداع جميلة تعيد العراق إلى الواجهة منافساً قوياً على اللقب العربي وتنهي إلى الأبد صفحات الخيبات التي طالما رافقت كرتنا في تجاربها الآسيوية والعربية خلال السنوات الأخيرة.

التألق هو الرد على كل المتنمرين والساخرين بأن كرتنا عائدة وليس علينا العيش في انتكاسات الماضي، بل التطلع إلى الغد والتفاؤل بأن عهداً جديداً اشرقت شمسه سنرى فيه كرتنا متجددة، لامعة، حافلة بالنجاحات بإذن الله تعالى.