رحيل الروائيَّة والمترجمة ابتسام عبد الله

ثقافة 2023/03/11
...

 بغداد: الصباح


حيث أعلنت الثلاثاء، 7 آذار 2023، رحيل الروائية مقدمة البرامج الثقافية العميقة وأيقونة التلفزيون العراقي ابتسام عبد الله عن عمر ناهز 80 عاماً ساد الحزن على المشهد الثقافي، بسبب رحيلها المبكر الذي كان خسارة 

كبيرة.

وتعدُّ ابتسام عبد الله وُلدت في كركوك، وتنقلت بحكم عمل والدها العسكري بين الموصل وكركوك، ثم استقرت في بغداد، ودخلت "معهد المدرسين العالي– قسم اللغة الإنكليزية"، وتخرجت سنة 1964. 

وعُيّنت في المؤسسة العامة للصحافة سنة 1968 ثم انتقلت للعمل في تلفزيون العراق، وشغلت مناصب من مترجمة إلى رئيسة قسم الأخبار والترجمة، واحدة من أبرز الشخصيات النسوية العراقية في مجال الأدب والرواية.

بدءًا من عام 2001، نشرت أربع روايات ومجموعة واحدة من القصص القصيرة.

أشهرها رواياتها هي "بلاد ما بين النهرين"، التي نشرت في بغداد في عام 2001.

وفي العام نفسه، أصبحت المحررة العامة لمجلة الثقافة الخارجية، وهي مجلة فصلية مكرسة للأدب والثقافة الأجنبية، والأولى من نوعها في العراق.

(المجلة توقفت عن النشر بعد عام 2003).

قامت ابتسام عبد الله بترجمة العديدِ من الأعمال الأدبية الغربية إلى العربية، لا سيما رواية "جي إم كويتزي" الحائزة على عدّة جوائز، وكذلك رواية "في انتظار البرابرة".

قامت الكاتبة العراقيّة أيضًا بترجمة مذكرات ميكيس ثيودوراكيس وأنجيلا ديفيس.

كما وتشتهر كتابات عبد الله بتجاذب الموضوعات النسوية، مع القضايا الاجتماعية والسياسية المعاصرة.

ظهرت بعض قصصها القصيرة مترجمةً باللغة الإنجليزية، أبرزها: الحضانة قصّة قصيرة صدرت في مجلّة بانيبال - 2003)، الرواية العراقية المعاصرة- مختارات 2008) لشاكر مصطفى مصطفى، في الحديقة: قصة قصيرة نُشرت في الإهرام ويكلي في تشرين الثاني/ نوفمبر 1998 بترجمة دنيس جونسون ديفيز.

وفضلاً عن عملها في ترجمة الأفلام الأجنبية التي تصل إلى التلفزيون، قدمت برنامجاً بعنوان "نافذة على العالم" وبرنامجاً آخر عن شؤون المرأة، لكنها تميزت ببرنامجها "سيرة وذكريات"، الذي استضافت فيه عشرات الشخصيات الفكرية والثقافية والفنية، وكان البرنامج يتمتع بمشاهدة عالية ويوثق سيراً نادرة لأسماء عراقية وعربية مهمة.

وقالت الراحلة في حديث صحفي سابق، إن: برنامج (سيرة وذكريات). 

هو البرنامج الأول ارتبط باسمي أعواماً طويلة، وضيّفت فيه عشرات الأسماء والشخصيات البارزة والمهمة في مختلف ميادين العمل.

لقد أحب الناس هذا البرنامج، مع أنه كان جاداً ويستغرق ساعة تقريباً، وقد حاولت فيه توثيق سيرة وذكريات أولئك الذين قدّموا خدمات جليلة ورفدوا المجتمع بخلاصة جهدهم ومثابرتهم وعصارة أفكارهم. 

عملت أيضاً محررة ومترجمة في مطبوعات عدة منها جريدة الجمهورية، ومجلة ألف باء، وجريدة المدى، وتولت رئاسة تحرير مجلة الثقافة الأجنبية لسنوات عدة.

أصدرت في سنة 1984 روية عنوانها "فجر نهار وحشي"، وفي سنة 1986 رواية بعنوان "ممر الى الليل".

وفي التسعينات أصدرت مجموعة قصصية عنوانها "بخور" ورواية عنوانها "مطر أسود.. مطر أحمر"، أما آخر رواياتها فكانت "ميزوبيتميا".

كما ذكرت عن أن آخر إصداراتها ميسوبوتاميا (بين النهرين) التي صدرت عام 2002: عندما كتبتها كانت فكرة الاحتلال القادم متجسدة أمامي صورة ثابتة، علما أني أنجزتها في أواخر عام 2001.

"لقد اخترت قصدا كلمة "ميسوبوتاميا"، اسم لمحل بيع الانتيكات والتحف، وهي تعني بالنسبة لي، الاسم الذي أطلقه الآخرون على العراق، وكأني بذلك أعيد ذلك الاسم إلى الحياة وإلىالذاكرة، دلالة على الحدث القادم.

وهي زوجة الإعلامي العراقي المعروف أمير الحلو. 

وبعد وفاته اعتزلت العالم، وساءت حالتها الصحية، وغادرت الحياة في شهر ميلادها نفسه.