رحيل الشمس

ثقافة 2023/03/11
...

  أربيل: رائد العكيلي


أقام اتحاد الأدباء والكتاب السريان وبالتعاون مع جمعية الثقافة الكلدانيَّة في مدينة أربيل احتفالية بمناسبة توقيع المجموعة الشعريَّة (معلقة لرحيل الشمس) للشاعر بهنام عطاالله بحضور جمع من الأدباء والشعراء والمثقفين. 

وتخلل الجلسة قراءات نقدية في تجليات الفضاء الشعري للشاعر طالب زعيان تحدث فيها عن مواضيع تناولها في قصائده كالرثاء، وهو ذكر خصال ومحاسن الميت من وفاء وعفة وكرم وشجاعة مصحوباً بالتأسي والتعزي والألم ووجع الحزن، فمن خصال الرثاء الذي هو تعبيرٌ عن حزن الشاعر وتأثيره على من يسمعه، إذ 

إن الرثاء الشعري الإنساني يكون عن الأهل والأصدقاء وحتى 

المدن.  

كما وتناول الشاعر عبارات متكررة بصيغ مختلفة عبر بها عن الاستعارة والرحيل واستخدام ألفاظ تاريخية وصفات مرثية، بحيث تميزت هذه المجموعة بوجود صفة تشابه بين الشاعرين بهنام ونزار قباني من حيث الألفاظ.  

فقد رثى الشاعران زوجاتهم عراقيَّات الجنسيَّة ذوات العيون الخضراوات الراحلات عن الدنيا، واصفيهن برثاء الشمس والنجوم، وغيرها من الالفاظ المتشابة في النطق والمعنى.

وتحدث الباحث دخيل عكايشي لـ "الصباح" قائلاً: تأخذ قصيدة النثر مجالاً رحباً في فضاءات العطاء الشعري، إن كان عربيا أو عالميا، فميزة قصيدة النثر شعرياً هي وضوح المعالم في داخل المفردة الفلسفية الحقيقية للنص الشعري، للقصيدة.

 فشخصية الشاعر تنقسم إلى انماط تقليدية في كل نص شعري، فلا يمكن أن يقف عند لغة معينة، فقصيدة النثر أتت من مخاض كبير لشعراء الحداثة في أوروبا مروراً بجميع انحاء العالم وصولاً إلى لبنان، وبعدها انتقلت إلى مصر فواجهت العديد من العقبات النقدية، فشرط على الشاعر أن يكون مراعياً لمعاني الانسجام في الفكر، كونها إشارة مهمة قامت عليها الدراسات النقدية في أوروبا، وعلى رأسها الناقد الشاعر شيلي، وفقاً لتعبيره. وأضاف العكايشي أنَّ "قضية الموت التي تناولها الشاعر هي قضية بيئوية تعني جدلية الوجود للإنسان، فمفردة الموت أتى عليها الشاعر بطريقة مرثية ممتدة من بغديدة إلى فرانكفورت".

كما وقدم الكاتب والإعلامي صباح برفو إعجابه بتألق الشاعر بهذه المجموعة التي وصفها بالعمق الغارق بالوفاء والحب المتميز بلمسات إنسانية امتدت في أبناء وأحفاد الراحلة التي رثاها 

بحب صادق نقي يعبر الموت نحو الخلود.