فنانات اليوم.. وجوهٌ مكررةٌ وملامحُ متشابهة

اسرة ومجتمع 2023/03/11
...

  بغداد: نورا خالد


وجوهٌ مكررةٌ وملامح متشابهة هو ما يميز أغلب الفنانات اليوم، فاستخدام الممثلات التقنيات التجميليَّة نفسها، جعل منهنَّ نماذج مستنسخة، بشفاهٍ منفوخةٍ ورموشٍ اصطناعيَّة وخدودٍ مرفوعة، ما جعلهنَّ يفقدن القدرة على التعبير بملامحهنَّ، التي شوهها البوتوكس والفلر وغيرها من التقنيات الأخرى.

«الصباح» استطلعت آراء بعض الفنانات لمعرفة آرائهن بشأن هذا الموضوع، فكان أول تلك الآراء للفنانة الكبيرة فوزيَّة الشندي، إذ قالت «الله جميل يحب الجمال، بهذه الحالة أرى أنَّ عمليات التجميل لوجوهٍ فيها مثالب، وتحتاج إلى ترميمٍ أو تصليح، فأنا معها، لأنها قد تؤدي مهمَّة نفسيَّة لمن يعاني ولكنْ من دون مبالغة، أما البوتكس والفلر وغيرهما فهي وقتيّة، وبعد أنْ تنتهي مدتها، يصبح هناك ترهلٌ في الوجه، وهذا ما يجعل الشخص يستمر بإجرائها حتى تختلف ملامحه بمرور الوقت».

وتابعت الشندي «بالنسبة للممثل عندما يجري مثل هذه العمليات، فهي تحدُّ بشكلٍ كبيرٍ من ردود الفعل الطبيعيّة بالنسبة لعضلات وجهه في الضحك والبكاء، وحتى مخارج الحروف، وتبقى العضلة جامدة ومتوقفة عن رد الفعل الطبيعي، وهذا يؤثر بشكل كبير في أداء الممثل».


حاجزُ التعبير

ولا تختلف الفنانة عواطف نعيم كثيراً عن رأي زميلتها الشندي، إذ أكدت أنَّ «عمليات التجميل تمَّ ابتكارُها لمعالجة بعض الحالات الصعبة التي قد يتعرض لها البعض، نتيجة الحوادث، والغاية منها تحسين الشكل وجعله مقبولاً وإزالة التشوهات التي تسببها الإصابات»، مستدركة «بمرور الزمن اتخذ التجميل منحى آخر، لا سيما في الفترة الأخيرة، فقد كثرت عمليات التجميل من استخدام البوتكس والفلر وتغيير الذقن ورسم الحاجب والشفط والنحت، ووضع قوالب الأسنان البيضاء جداً التي تشع في الظلام، حتى أصبحت الوجوه لدى البعض متشابهة، فلا تكاد تفرق هذه عن تلك، وأصبحت هذه العمليات حاجزاً أمام القدرة التعبيريَّة، لا سيما لدى الممثلين والممثلات في الأداء المتنوع».

واستغربت نعيم من أنَّ «صغيرات السن يلجأن إلى هذه العمليات أكثر من الكبيرات اللواتي عذرهنَّ أنهنَّ يحاولن التمسك بالشباب، ورفض التغيير الذي يحدثه التقدم بالعمر، والمشكلة أنَّ هناك عدداً من الذين لا يحسنون ولا يفهمون ويدّعون المعرفة، يزاولون مهنة التجميل، ما يؤدي إلى تنفيذٍ خاطئ يتسبب في حدوث تشوهات أو فقدان الحياة، لذلك لا بُدَّ من مراقبة مراكز التجميل والتثقيف بمخاطر هذه العمليات ونتائجها على الصحة وعلى الشكل العام».


استنساخ

مصممة الأزياء العالميَّة العراقيَّة هناء صادق تقول: «لو كان هناك تشوهٌ في الوجه أو الجسم ممكن تعديله فلا بأس، وعلى الفنانة أو المرأة أنْ تكون على دراية بأنَّ الذي تراه هو ليس جميلاً بوجهها أو جسدها، فهو حتماً يميزها عن غيرها اللواتي يكن مستنسخات بسبب عمليات التجميل، كذلك عليها أنْ تجعل الرجل يقبل بها كما هي، وإلا ستكون النسوة متشابهات في الشكل والجسد، لذلك يجب علينا أنْ ندرب عقل الرجل، على أنْ يتقبل المرأة التي أمامه كما هي، فشعرها الأبيض بسبب تقدم السن لا يعني أنه مشوهٌ، على العكس، فهو لون يميزها ويعطيها قوةً ووقاراً، وبعض الأحيان يكون الاختلاف مميزاً، فقد تكون الفتاة ذات أنفٍ مدور، هذا يميزها عن الأخريات ذوات الأنوف المتشابهة بسبب عمليات التجميل».

وأوضحت الصادق أنَّ «عارضات الأزياء يعتمدن على أجسادهنَّ وجمال وجوههنَّ أيضاً، وهذا يمكن الحصول عليه من خلال التزامهنَّ بالغذاء الصحي والرياضة المستمرة ليحافظن على رشاقة أجسادهنَّ».

مشيرة إلى أنَّ «اختيار عارضة الأزياء يكون بعمرٍ معينٍ، إذ إنَّه من المستحيل توظيف عارضة تجاوزت سن الخامسة والعشرين، حتى لو عملت أكثر من عمليَّة تجميل سترفض، وفي الأزياء لا يتطلب من العارضة أنْ تكون جميلة، بل على المصمم أنْ يرى جمال الفستان عليها، أي أنْ يظهر ما ترتديه من أزياء جميلة».

وبينت أنَّ «الممثلة تحتاج لعمليات التجميل أو للتغيير، سواء في الملامح التعبيريَّة أو في شكل الوجه لأنها غالباً ما تحتاج إلى هذا التلون الذي يجعلها قادرة على إجادة تقليد شخصيَّة معينة أو دور امرأة كبيرة، وقد يتطلب المشهد التمثيلي أنْ تبدو أصغر سناً لكنْ بشكلٍ طبيعي وليس مبالغاً كي تتمكن من إيصال الحزن والفرح من خلال تعابير الوجه للمشاهد».

وتسترسل هناء صادق حديثها عن عمليات التجميل الخاصة بالمطربات فتقول: «هناك الكثير من المطربات يحاولن التشبث بالشباب، مثل الفنانة أصالة، بالرغم من أنَّ عمليات التجميل الخاضعة لها جعلتها تبدو أصغر سناً، لكنَّ شكلها مختلفٌ تماماً عن قبل، كذلك التونسيَّة لطيفة رأيتها هنا في فرنسا فلم أعرفها، مع العلم أني التقيتها أكثر من مرَّة منذ زمنٍ ليس بالبعيد».