محاضرة عن فلسفة العلامة في الملتقى الفلسفي

ثقافة 2023/03/12
...

  كربلاء: صلاح حسن السيلاوي 


ألقى الدكتور سعيد الجعفر محاضرة بعنوان (فلسفة العلامة) ضمن فعاليات الملتقى الفلسفي في كربلاء على قاعة نادي الصحافة وسط المدينة عبر أمسية أدارها الباحث والإعلامي حيدر الحاج. ابتدأت الجلسة بتوطئة قدمها مديرها عن فلسفة العلامة تحدث فيها عن ثرائها ونشأتها وإرهاصاتها عند الفلاسفة اليونانيين وبداياتها على يد الفيلسوف الأمريكي تشارلس بيرس والسويسري دي سوسير وكيف أن هذه الفلسفة إلى انتقلت إلى عالم فهم النص والعمل على اكتشاف اسراره ودراسة العلامات التي يتضمنها. ثم قدم سيرة مختصرة للمحاضر قائلاً: الدكتور سعيد الجعفر حاصل على شهادة  الدكتوراه في اللسانيات -علم الدلالة اللسانيّة بين الاعوام 1999-1992. عمل استاذا في قسم الاستشراق جامعة ستوكهولم عام 2006، وباحثا في كلية الثقافة والتواصل في جامعة أوربرو السويدية عام 2010. عمل استاذا في قسم اللغة العربية في كلية الآداب جامعة ذي قار بين الأعوام 2010 - 2022. صدرت له مجموعتان شعريتان وسبعة كتب مترجمة عن السويدية والانجليزية. ابتدأ الجعفر محاضرته متطرّقا إلى مفهوم العلامة أو الاشارة حسب الترجمات العربية من لغات متعددة كونه يجيد السويدية والروسية والانكليزية فتناول العلامة وفلسفتها من الناحية التاريخية عند الاغريق والفلسفة اليونانية، ثم عرج قليلا على فهمها عند العرب وترجمتها وبعض الإساءات من الفهم والترجمة لمفهوم العلامة ثم كان محور المحاضرة عند الجعفر، متمثلا بحديثه عن العلامة عند أهم من كتب بها وهما العالم السويسري دي سوسير وتشارلس ساندرس بيرس، مشيراً إلى أن كليهما  قرأها من وجهة نظر معينة لافتا إلى أن دي سوسير أحدث قطيعة في معرفة اللغة كما فعل دارون وفرويد في علم النفس وكارل ماركس في الاقتصاد.

كما تحدث المحاضر عن الفتح الذي أحدثه دي سوسير حين قال باعتباطية العلاقة بين الدال والمدلول بمعنى عدم ضرورة العلاقة بين اسم الشيء وفهمه في حين أن الجميع قبل ذلك قالوا بضرورة العلاقة بين الدال والمدلول والشكل والمضمون والشيء وفهمه او التصور الذهني له. 

وأوضح الجعفر بأنّ دي سوسير يرى العلامة قائمة على الاختلاف وليس لديها أي فهم خاص وأن الكلمة لا تدل على معناها وتطرق أيضا إلى مشكلات متعددة في الترجمة مبينا أثر تلك المشكلات في واقع فهم النظرية والتطبيق. فيما عرج الحاج على محاضرة الجعفر متحدثا عن  فلسفة العلامة ما بعد اللسانيات والبنيوية ودي سوسير والاشكالات التي طرحها دريدا على دي سوسير لافتا إلى أن دي سوسير قال بأن الدال والمدلول يشكلان العلامة وإن كانت العلاقة بينهما اعتباطية، بينما دريدا اعترض على أن العلامة تنقسم الى دال ومدلول، فهو يرى أن الدال صحيح ولكن المدلول أحد الثنائيات الميتا فيزيقية لأنّنا اذا قلنا هنالك مدلول فهذا يعني أننا اتفقنا جماعيا على فهم واحد للشيء، وهذا غير ممكن بحسب التفكيكية، إذ يذهب دريدا إلى أن هنالك أثر تتركه العلامة في نفوسنا وقراءات خاصة وهذا الأثر خاص وفردي. 

جدير بالذكر أن الدكتور سعيد الجعفر، ولد في منطقة الفهود من أهوار الناصرية عام 1956. درس في كلية الزراعة جامعة البصرة وتخرج عام 1979. غادر العراق عام 1984 ووصل السويد عام 1985. درس الماجستير والدكتوراه في اللسانيات - علم الدلالة اللسانية في مدينة سانت بطرسبورغ (لينين غراد) بين الاعوام 1999-1992. عمل استاذا في قسم الاستشراق جامعة ستوكهولم عام 2006 م وباحثا في كلية الثقافة والتواصل في جامعة أوربرو السويدية عام 2010 . عمل استاذا في قسم اللغة العربية في كلية الآداب جامعة ذي قار بين الاعوام

 2010 - 2022. صدرت له مجموعتان شعريتان وسبعة كتب مترجمة عن السويدية والانجليزية  منها: (11 سبتمبر لنعوم تشومسكي) عام 2002 و (الاستشراق السويدي)  عام 2021.  وله تحت الطبع كتاب (السيميوطيقا) لبرتيل مالمبيرغ، مترجما عن اللغة السويدية.