للوالدين مع التحيَّة.. حذار من مقارنة طفلكم بآخر

اسرة ومجتمع 2023/03/16
...

تشيعُ في الأسرة العراقيَّة ظاهرة مقارنة أطفالهم بأطفالٍ آخرين، ومع أنَّها تبدو ظاهرة عاديَّة لكثيرين فإنَّنا نحن السيكولوجيين.. نتساءل:

لماذا يقارن الوالدان طفلهما بآخر شاطر أو متفوق؟ ما هدفهما؟ هل ليكون شاطراً مثله أو أشطر منه؟ أم لتنمية روح المنافسة عنده معتقدين أنَّ مقارنته بآخر هي الطريقة الصحيحة؟ أم أنَّ المقارنة سببها الخفي هو غيرة الأهل من أهل الطفل الأحسن من ابنهم؟

مؤكدٌ أنَّ هدف الوالدين من هذه المقارنات مشروعٌ، أنَّهم يريدون أنْ يكون طفلهما هو الأحسن، لكنهما لن يحققا هدفهما، لأنَّ طريقة المقارنة غلط، وراح تسألون ليش؟ ونجيبكم بلغتنا اليوميَّة:

من تقارنون ابنكم بهذه الطريقة راح تهتز ثقته بنفسه وتضعف قدراته، وتتولد عنده فكرة أنَّه ما راح يكدر يصير مثل الأطفال الآخرين. (أبوي وأمي يكولون هالشكل)، وبمرور الزمن تتحول الفكرة الى قناعة بأنَّه أقل من جماعته الأطفال وقد تبقى طوال عمره.

 والثانية:

طفلك هذا الذي نفترض اسمه محمد، إذا قارنته بطفلٍ أحسن منه نفترض اسمه علاء، تدري شراح يصير: يا ويل علاء من محمد. لأنَّ محمد راح يغار من علاء، وتتطور الغيرة الى حسد، والحسد الى كراهيَّة، والكراهيَّة الى عدوان، ويصير شغله الشاغل علاء.. آخ من علاء اشلون أخلص منه.

وقضيَّة أخرى معظم أهلنا غير منتبهين لها. كل طفلٍ عنده موهبة.. فاذا كان طفلاً موهوباً بالرياضيات مثلاً فلا يصح أنْ تقارن طفلك الموهوب بالموسيقى مثلاً، اعطوا الفرصة لأطفالكم ليمارسوا هواياتهم ثم لتكتشفوا مواهبهم، ولا تقارنوهم بأطفالٍ عندهم مواهب أخرى وتجعلون أطفالكم يضيعون "المشيتين".

وبعد:

المقارنة بها الطريقة الذكرناها تخلي الطفل ينطوي، ينعزل، والعزلة الاجتماعيَّة أإكيد تعرفون ما راح تصير عنده ذخيرة لغويَّة، ويخجل من اللقاءت الاجتماعيَّة، ويفشل مستقبلاً حتى في حياته الزوجيَّة.

والأخطر والأكثر إزعاجاً، عندما يقارن الوالدان أحد أبنائهم بأحد إخوته، بعبارات مثل: دشوف اخوك درجاته كلها تسعينات وانت خمسينات وستينات، أو دصير مؤدب مثل اخوك ليش تبقى كذا وكذا. هالمقارنة تحديداً راح ادّمره نفسياً، مو بس هاي، راح تخلق عداوات بين الاخوة توصل لحد واحد يكيد للآخر، اشلون؟:. يسرق فلوس ابوه ويخليها بملابس اخوه، وراح تشيع بالبيت أجواء الكراهيَّة وانعدام الثقة، وكل واحد منهم راح يشتكي حاله ويكول: ساعة السودة الجابتني بها البيت.

تريد تساعد طفلك، أولاً، اكتشفه من الداخل. شوف وين اهتماماته الجيدة ونمّيها، وين طموحاته العالية وعدّلها، وين القدرات الواضحة وشجعها. استخدم التعزيز الإيجابي..أقصد المكافآت الماديَّة أو المعنويَّة عندما يحقق نجاحاً معيناً أو تصرفاً لائقاً. لا تبخل عليه بكلمة: عفيه، حباب، الله يخليك إلي. واستخدم أيضاً التعزيز السلبي عندما يفشل بعمل هو قادرٌ عليه، يعني احرمه من مصرف ذاك اليوم السوه بيه غلط. وبعد:

 لا تصير جدار يتكئ عليك دائماً، أو مثل عصا الشيخ ما يكدر يمشي إلا وهو يتكئ عليها. ساعده بوقت ما تشوف فعلا أنه يحتاج مساعده. 

وأهم من كل هذا إيها الوالدان المحترمان.. امنحا طفلكما محبتكما..لا شيء أجمل وأروع من الحب، والمجرب الحب يعرف شلون يخلي الإنسان راقياً بكل الصفات، وما شا الله على العراقيين، يعرفون الحب قبل ما انولد

 فلنتاين.