سرور العلي
تؤثر العديد من العوامل بشكل مباشر في الطفل، وتساهم بتشكيل شخصيته ونشأته، ومنها أفلام الرسوم المتحركة، ولا تدرك معظم الأسر الخطر الكبير الذي يلحق بأطفالها نتيجة لقضائهم وقت طويل لمشاهدة هذه الرسوم، وفي هذا الاستطلاع سنتعرف على مدى خطورتها وأهميتها.
سلبيات
ومن سلبيات هذه الرسوم توضحها طبيبة الأسرة والطفل انسام رعد بالقول: «تؤثر تلك الرسوم المتحركة في عقلية الطفل، وتكمن سلبياتها كونها أحياناً تخالف العادات والتقاليد في مجتمعاتنا، بسبب أن القائمين على صنعها من دول مختلفة تتبع أساليب متنوعة في التربية والتعليم، وتختلف عما اعتدناه في مجتمعنا، وبعض هذه الرسوم تشجع الطفل على العداء والعنف، كما أنها تدفعه للتوحد والعزلة، وعدم المشاركة مع أقرانه، ولا تحثه على الفهم والتفكير، بل الحفظ والمشاهدة فقط من دون وعي، كذلك فإن جلوسه فتراتٍ طويلة أمام شاشة التلفاز أو الهاتف المحمول تسبب بضعف نظره، وتراجع مستواه الدراسي ومعدل الذكاء لديه، كما أنها تنشأ صراعاً نفسياً للطفل، لأنَّ ما تعلمه في بيئته يختلف عن القيم التي تنقلها تلك الأفلام القادمة من ثقافات متنوعة، كذلك فإن ضعف إنتاج العالم العربي لأفلام الرسوم المتحركة ساهم بافتتاح الباب على مصراعيه أمام الأفلام المستوردة، إضافة إلى أنها تستخدم أسلوب التلقي، وليس الاكتشاف، وتعطل أحياناً عقل الطفل، وتقل الروابط الأسرية لديهم، وتصيبهم بالأرق واضطرابات النوم، بسبب أدمانه على تلك الرسوم.
أهمية
كذلك فإن لهذه الرسوم أهميتَها، ومنها احتواؤها أحياناً على قصص هادفة تدفع الطفل إلى تعلم مهارات وخبرات جديدة، وإكسابهم سلوكا إيجابيا، وتكوين علاقات اجتماعية جيدة مع الآخرين، وتنمية تفكيرهم، كما أن الرسوم التي تتحدث باللغة العربيَّة الفصحى لها أهمية كبيرة، فهي تعمل على تقوية اللغة لديهم، وسيتحدثون بشكل صحيح، كذلك يتوسع الخيال لدى الطفل، ويصبح أكثر قدرة على التفكير، وابتكار الحلول للمشكلات، وهناك مفاهيم تترسخ في ما بعد داخل عقل الطفل، لذا يجب أن تكون مفاهيم سليمة، وتعرض هذه الرسوم حكاياتٍ عن الحضارة والتاريخ، ومختلف الشعوب، إضافة إلى تلك التي تحمل قيمًا وأمثالًا وبيئاتٍ متنوعة، وكل ذلك تغذي عقلية الطفل وتتوسع مداركه، ويكون لديه خزينٌ من الأفكار والمعلومات التي يحتاجها مستقبلاً، وينمو الجانب المعرفي لديه، كما سينمي الجانب الجمالي، من خلال ظهور شخصيات الرسوم المتحركة بثياب زاهية وملونة.
نصائح
ونصحت أنسام أن يتعلم الطفل في هذا السن مهارات مختلفة، كالرسم، والكتابة والقراءة، وإدخاله بنشاطات وفعاليات مفيدة وممتعة، وتقليل الوقت الذي يقضيه أمام شاشة التلفاز، ومن الضروري تشجيعه على تطوير أي موهبة لديه، كالرسم والسباحة، وتوفير له جميع الأدوات التي يحتاجها، واشراكه بورش ودورات، لممارسة هواياته، ومن المهم أن تشارك الأسرة طفلها في اللعب، ويفضل أن يكون في الهواء الطلق، لتفريغ انفعالاته النفسية، ومنحه مساحة من التفكير والتأمل، ويجب أن تكون هناك ضوابط وقوانين من قبل الجهات المختصة، لمراقبة أفلام الرسوم المتحركة، وعلى الأسرة التأكد من محتوى ومضمون الفيلم قبل أن يشاهده الطفل.