نايات

ثقافة 2019/04/17
...

نامق عبد ذيب 
 
 
من القصب وإليهِ
هذه الحشرجاتُ المختنقة في قلب الغابة.
يمرُّ النهرُ غافلا
بينما الأجماتُ تنتحبُ على نايٍ مكسور.
كلّما مرَّ الطائرُ بالقصبة
رأى ناياً مفطوراً
يا لهذه الأم التي أولادها ينكسرون
قبل الأوان.
بائع النايات يحزمها بجلدِ قصبةٍ قتيلة
بينما يُغري المارّينَ ببحةِ نايٍ يتيم.
العازفُ وحدَهُ 
يعرف ما في جسدِ النايِ
أناملُهُ تلمسُ الشّهقات.
لم يتبقَّ من الأجمة
سوى قصبةٍ واحدةٍ لا تكفي الريح
لهذا هي تنهبُ الجهات
باحثة عن الصدى.
كلّما انحنتِ القصبة
اشرأبَّ العازفُ محاولاً لمسَ ما تبقّى من صوتِ
لم يسمعْهُ أحد.
لم يَعُدِ المغنّي منتبهاً للأغنية
فهناكَ خلفه
تتردّدُ شهقةٌ سمعها في زمانه الأول :
نايُهُ حين كان طفلاً يلثغ بالنغمات.
ما للشاعر يفضحُ أسرارَ النايات ؟
عليه أوّلا أن يلمَّ ما تساقط من قلبه في الغابة.
يا ألله
امنحني ناياً
لعلّنا 
أنا وهو
نأخذُ بناصيةِ الهمومِ 
إلى الهاوية.
من للمغني وهو يقف غريباً
سوى نايٍ وحيد
في صدره سبعة ثقوب
وسبعة آلاف عامٍ من الأنين