الأغاني القديمة بهجة عبر الأجيال

ثقافة 2023/04/26
...

 بغداد: نورا خالد

 تصوير: نهاد العزاوي

لماذا لم تقدم أغانٍ جديدة خاصة بالعيد؟ ولماذا توقف الزمن عند أغاني أم كلثوم وناظم الغزالي وسعدون جابر، وحتى ما قدم حديثاً لم ينل من الشهرة ما نالته تلك الأغنيات؟ أسئلة توجهت بها صفحة موسيقى لعدد من المختصين فاجاب الباحث الموسيقي حيدر شاكر إلى أن "أغاني العيد أبرز علامات قدومه، اذ تبدأ الفضائيات المختلفة ببث الأغاني الخاصة به فور الإعلان عنه، وما زالت بعض الأغاني القديمة تتربع على قمة أغاني العيد".

 اغاني العيد حضرت معنا مذ كنا صغارا خاصة من خلال ذلك النص الشعري "خرجت يوم العيد بملبسي الجديد"، الذي كان من نظم أحد شعراء محافظة بابل.

وأضاف شاكر "نحن كجيل الخمسينات تربينا على أغاني أم كلثوم "ليلة العيد"،  وهناء مهدي "الليلة عيد" إضافة لما قدمه المطربون والمطربات من أغاني كلها ما زالت عالقة في الذاكرة، ولم تأت أروع منها"، مستدركا "الذائقة تغيرت من جيل لآخر بحكم الظروف، التي طرأت على عالم الغناء عموما، ومن ذلك غناء العيد". 

ويرجع شاكر عدم تسجيل أغانٍ جديدة للعيد الى السبب المادي قائلا: إن "اعتكاف الملحنين عن اغاني العيد، سببه مادي، فالكثير يفكر أن أغاني العيد تبث فقط بمناسبات الأعياد، وهذا باعتقادهم لا ينفع الفنان في 

الانتشار".

لا يقترب معظم المطربين من تسجيل أغاني العيد، وذلك لخوفهم من عدم النجاح، ولعلمهم أنهم لن يضاهوا ما قدمه المطربون سابقا من أغانٍ، ما زالت في ذاكرة الجمهور، لذلك فالنجاح غير مضمون عند تقديم أغانٍ جديدة."

الملحن رحيم هاشم أوضح أن "هناك سرًا وراء نجاح تلك الأغاني وخلودها، وهي أن  كلماتها صادقة وقريبة من المتلقي، كما أن المطربين أدوها بطريقة كلاسيكية بعيدة عن الايقاع السريع، الذي نراه حاليا في معظم الأغاني".

ويؤكد هاشم أن "التكاليف الباهظة التي يجب على الفنان دفعها في حال أراد تسجيل أغنية لمناسبة وراء اختفاء أو قلة أغاني العيد، فسابقا كانت هذه الاغاني تسجل بطلب من المسؤولين في القناة الرسمية، فكل مناسبة يتم تكليف الفنانين لانجاز الاغاني الخاصة بها، اما الآن فلا يوجد من يوجه الفنان لغرض انجاز مثل هذه الاغاني، وتقع على عاتقه إن رغب كل تكاليف الاغنية الباهظة، التي قد تبث لفترة وجيزة لا تتعدى أيام العيد او لا تبث أصلا، فعزف الكثير من المطربين عن أغنيات المناسبات ومنها العيد، لأنها كما يرون  لن تعيش ولن تؤثر في مشوار المطرب".

تعد الأغاني القديمة في نظر الكثيرين رمزا للطفولة والحنين الى الماضي، ولا يمكن الاحساس بطعم العيد دون الاستماع لها لما تحمله من بهجة وأمل، وهنا يكمن سر خلودها إلى الآن.

"هناك سبب رئيس واحد وهو أن أغاني المناسبات في القنوات العربية والعراقية، كانت مدعومة من قبل الدولة، حيث إن الملحن والمطرب والشاعر لهم اجورهم فضلا عن مكافآت، فلا يضطر الفنان دفع تكاليف الاغنية التي قد تتجاوز آلاف الدولارات، اما الآن فليس هناك داعم لها، فبدأت تختفي أغاني المناسبات بصورة عامة والعيد بصورة خاصة، فالمطرب غير مضطر لأن يسجل أغنية بآلاف الدولارات، لتبث على أكبر تقدير يومين او ثلاثة، لذلك اصبح الاعتماد كبيرا على الاغاني القديمة التي سجلت سابقا". 

هذا ما اكده الموسيقار ابراهيم السيد، من خلال إجابته على الاسئلة التي 

وجهناها له.