هل أثرت التقنيات الحديثة في الإنتاج الأدبي؟

ثقافة 2023/04/26
...

  علي لفتة سعيد

كان القلم والورقة هما المواد الأولية للكتابة الإبداعية. وكانت العلاقة بينهما وبين الأديب علاقة روحيَّة حتى لا تكاد ترى أديباً أو حتى صحفياً لا يحمل قلما أو ورقة، وخاصة الشعراء الذين يتركون ورقة فيها نصّ شعري للقراءة في هذا المكان أو ذاك.. لكن بعد الانتشار الكلي للتقنيات الطباعيَّة ومنها الحاسوب، ربما أصبحت العلاقة بين القلم والورقة من جهة وبين الأديب المنتج علاقة فاترة وإن كان البعض يستخدمها حتى الآن في الكتابة الأوليَّة، لكنه سرعان ما يتحول إلى الكتابة (الحاسوبيَّة) لأن النشر سواء في الصحف أو دور النشر يتطلب إرسال المواد عبر التقنيات الحديثة.  فهل أثرت التقنيات على الإنتاج الأدبي؟ وما هي أهم العوامل الإيجابيَّة لهذا التعامل أو السلبيَّة؟ وهل يمكن عد التطور قد أصاب الانتاج في الانتشار أكثر؟

لذّة التدوين

الناقد والقاص العراقي الدكتور مصعب مكي زبيبة يؤكد من جهته أن القلم يتقهقر عن موقعه الريادي، ليأخذ الكيبورد موقعه، وتحل شاشة الحاسبة بدلا من الأوراق، وضجيج حروفها، هكذا هي الحياة في حركة مستمرة، وتطور دائم، وأصبحت الأميَّة في معيار جديد، فليس من لا يعرف أن يفك الحرف أو يتهجّاه هو الأمي، بل من لا يعرف أن يحرّك أصابعه على حروف الحاسبة.

ويضيف أن الإحساس بالقلم وهو ينبض حبرا يتجاوزه الزمن، التطور الحاصل جعل المجلات العلمية التي كانت تنشر ورقيا، أصبحت تنشر إلكترونيا فقط، فرح الموظفون المسؤولون على تلك المجلات العلمية، لأنهم كانوا يتعرقون تعبا في تخزين تلك المجلات التي لا تباع، ولا توزع ولا تلقى أي اهتمام، فهي مجلات مختصة، لا يتابعها إلا القليلون من ذوي الاختصاص، وجعل المكتبات العامة فارغة من الرواد، لأن الكتب الإلكترونية يحصلون عليها مجانا، ولا تأخذ مساحة في بيتهم الصغير، ولا يتعبون في تخزينها وفهرستها، ولهذا أصبح العاملون في المكتبات العامة أكثر من رواد المكتبة، وأصبح الكتاب الورقي يطبع من أجل الإهداء، والكثيرون ممن يهدى لهم الكتاب يتركونه قابعا من مكانه من دون قراءة. 

ويتساءل في جنبة أخرى متى تغادر دوائرنا دوامة أكوام الورق في المعاملات والمخاطبات الرسمية، متى تحس دوائرنا بعجلة التطور، يكفي أي مخاطبة رسمية إرسال الكتاب إلى البريد الإلكتروني للأقسام بدلا من طباعة عشرات الأوراق وتوزيعها على جميع الأقسام في الدائرة، اختصارا للوقت وللجهد. 

ويزيد بالتساؤل متى تنتهي معاناة الناس الفقراء باستنساخ المتمسكات الرسمية والصور، فتكفي الهوية الوطنية لمعرفة معلومات المواطن، وإنجاز المعاملة من دون لف ودوران، ومساومة.

ويشير إلى أن دول العالم تخطّت أزمة الورق وأصبحت معاملة الهوية أو جواز السفر أو إجازة السوق والسنوية كلها تجرى والمواطن جالس في بيته، من دون أكداس ورق وانتظر ختم وتوقيع موظف، والوقوف في طابور طويل لا ينتهي. 

ويعتقد زبيبة ان الأديب العصري عوّض لذّة الكتابة بالقلم بلذّة أخرى هي حركة الأصابع على الكيبورد، ولذّة لمس الورق بلذة أخرى هي لذّة النظر إلى الوورد، وكتاب الـ (pdf) يقرأ في أي وقت، يقرأ والغرفة مظلمة، يقرأ من دون الحاجة للبحث في الفهارس، ولا يخاف عليه من عدم إرجاعه إذا ما استعاره صديق، ولا يخشى عليه من التمزق والتلف، ولا يتعبنا بإزالة الغبار عنه.

هو خفيف الظل، سهل التداول، قريب المتناول.. أما من يصر على الكتاب الورقي، فنقول له إن الألفة معه حميمة، وهي عِشرة عمر لا تهون على بعضنا، ولهذا سوف يسير الكتاب الورقي جنبا إلى جنب مع زميله الإلكتروني وسيرهما معا لا يعني التقاطع والتأزم، بل هما حبيبان يسيران معا في رفد الثقافة والأدب والعلم.


بناء الحضارات

استاذة دكتور النقد الموسيقي والفني بأكاديمية الفنون المصرية ياسمين فراج تؤكد إنه بالفعل أثرت التقنيات الحديثة على الإنتاج الأدبي، وتقول ان الأمر فيه جنبة إيجابية واخرى سلبية فالإيجابية إنها سهلت على الأدباء الاطلاع على التجارب الأدبية الأخرى بأية لغة كانت، ولكن من ناحية سلبية فقد أتاحت التقنيات الحديثة الفرصة للجميع بالكتابات الأدبية مهما كانت ركاكتها لأن التقنيات الحديثة أتاحت النشر الإلكتروني للجميع بشكل متكافئ من دون القيود التي كانت تضعها مؤسسات النشر الورقي. 

وتعبر عن وجهة نظرها بقولها إن فكرة كتابة الأديب بالقلم على الأوراق أو كتابته على الحاسوب ليست بمشكلة كبيرة، فقد ذكر لنا التاريخ أن الشعراء والأدباء كتبوا على الأحجار والصخور ثم على جلود الحيوانات أو أوراق البردي، فطريقة حفظ النص الأدبي تتغير بتغير الأزمنة وتطور الأشياء الطبيعي، والمهم هو أن تحفظ فقط بأي طريقة كانت.

لكنها تستدرك فتقول إنه: مما لا شك فيه أن التقنيات الإلكترونية الحديثة أصبحت بوابة للنشر، ليس الأدبي فقط ولكن نشر كل شيء، ولكن هذه الوسائل لا تفرز الممتاز من الجيد من الغث الركيك، وهذا مكمن الخطر.

فما ينشر عبر وسائل التقنيات الحديثة هو ما يشكل وعي أطفالنا أي رجال ونساء المستقبل أي المجتمعات وهنا يكمن الخطر، لأن الأدب الركيك الذي يتم نشره عبر وسائل التقنيات الحديثة أكثر كماً من الأدب ذي الجودة العالية، وبذلك فإن التقنيات الحديثة تؤدي بشكل فعّال إلى انهيار جودة الذوق العام، وانهيار قاموس كلمات الكتب المقدسة واللغة المهذبة الراقية واللغات المحلية للبلدان. وتعبر مرة أخرى عن وجهة نظرها بقولها إن أساليب النشر التقليديَّة كانت سبباً في بناء الحضارات والارتقاء بالذوق العام في البلدان لأنّها كانت تعتمد على مجموعة من المتخصصين يقيمون العمل الأدبي ويعطون له صلاحية بالنشر من عدمه، فكان الأدب خاضعا للتقييم قبل النشر، ولذلك كان هناك ترتيب أدبي لقيمة الكتاب تستمد من قيمة جودة ما يكتبونه. أما الآن مع توافر التقنيات الحديثة فأصبح من السهل أن يكون الجميع أدباء ولديهم مجموعة من معجبيهم عبر فضاء العوالم الافتراضية التي أضرت بالمنتج الأدبي المعاصر، وخلطت الحابل بالنابل في ظل غياب لجان فرز وتقييم الأعمال الأدبية، ومما لا شك فيه أن هذا الأمر أصاب ومازال يصيب أصحاب الكفاءة في مجالاتهم الأدبية أو غيرها من المجالات بخيبة أمل.


سهولة التدوين

القاص العراقي حمودي الكناني يقول إن «السؤال يستحقُ صفنة، إذ اصبح من النادر أن تجد الكثيرين يحملون ورقة وقلما في جيوبهم في يومنا المعيش، سواء كانوا شعراء أو كتابا على مختلف مشاربهم». ويضيف: قبل يومين كنت في محفل كبير عندما سألني أحدهم هل يوجد في جيبك ورقة وقلم؟ وأنه لأمر جميل جدا أن يكون في جيبك ورقة وقلم لتكتب فكرة قدحت في ذهنك أو أن ترسم لوحة تشكلت في خيالك وأنت ماشٍ في طريق أو جالس في مكان لا تتوفر فيه وسيلة من وسائل التقنيات الحديثة كالحاسوب أو النقال

مثلا. 

ويمضي الكناني بقوله: كنت كثيرا ما أعود إلى قصاصات الورق التي كنت أدون عليها الأفكار والمشاهد والصور قبل انتشار هذه التقنيات الحديثة التي سهلت على الكثير من الوقت والجهد. وما زال البعض يجد متعة في  تدوين أفكاره على الورق، لكننا في المقابل نجد الكثيرين يستخدمون الحاسوب لكتابة ما يجول في أذهانهم، شعرا، قصّا، رواية أو أخبارا، وبعد ما أصبح الحاسوب جزءًا من مقتنياتي، أجد فيه متعة الكتابة أكثر مما هي عليه على الورقة.. ويورد أسبابا لذلك منها أولا سهولة التعديل من غير ترك آثار الشطب والحذف ظاهرة كما هي على الورقة وثانيا أنك بعدما تنتهي من تدوين الفكرة وتنقيحها تستطيع إرسالها مباشرة الى المواقع المختلفة سواء كانت جرائد ورقية أو إلكترونية أو دور نشر. ويتابع على الصعيد الشخصي: ما عدت أكتب على الورق بعد أن أصبح الحاسوب أو النقال يبيت ويصحو معي وبهذا أكون وفرت على نفسي الجهد في النقل من الورقة الى الحاسوب ثم الطباعة، حتى أنني أرى أن وسائل التقنيات الحديثة أسهمت اسهاما كبيرا في تسهيل عمليات الطباعة والنشر، فما أسهل أن ترسل ملفا الى دار نشر ما عبر البريد إلكتروني في خلال ثوان بدلا من إرساله ملفا ورقيا عبر البريد العادي، لربما يقول قائل إن التقنيات الحديثة جعلت كل من هبّ ودبّ يزاول الكتابة ويجد سهولة في نشرها في مواقع مختلفة لكن يبقى الغث غثاً والسمين سميناً.


تسهيل وتورط

الناقد العراقي ظاهر الحبيب يشير إلى أن الأديب والكاتب في حاجة دائمة للتوثيق عبر الكتابة على الورق لحفظ ما أنتج من إبداع، وما تجلي من معاناة في جوانية النفس المبدعة التي فجرت عبر مخزونها المعرفي والثقافي والجمالي، وهذا  المنجز الإبداعي، فمن دون التوثيق عبر الكتابة ثم الطباعة لا نحقق صفة الظهور والانتشار والمعرفة والتأثير في الآخر، كون المعرفة منوطة بالقراءة والقراءة لا بدَّ من تلبسها بجوهر مادي يمكن من فعل القراءة بانسيابيَّة ويسر، وهو ما تحقق  بالورق الذي حفظ فذلكات الأدباء، وضجيج العلماء، وصرعات الشعراء، وحوادث الزمان والمكان، فكان الورق وعلى مدى قرون متباعدة خير أمين احتضن أسرار الروح وخلجات العشق، وشطحات المريدين، وجنون الوالهين، وصرامة المجتهدين. ويعتقد أن هذا ما أسهم بحفظ تلكم الجهود النبيلة على شكل مجلدات مخطوطة يتناولها رواد المعرفة والعلم في كل حين، أو أن يوثق الأديب ما يكتب عبر التقنيات الحديثة التي أسهمت بشكل كبير في نشر المعرفة، وتحقيق السعة الكبيرة في النشر، وكسر سلطة نفوذ المهيمن على النشر وتجاوزه من دون اذن أو مشورة من كائن آخر وهو ما منح استقلالية كاملة للأديب في ايصال منتجه وخطابه الأدبي إلى المتلقي من دون رقيب أو تكاليف نشر، أو بتر مقاطع غير صالحة   للنشر رعاية لمثلث التابو ومن خفض جناح التذلل لهذا الناشر وذلك الصحفي وبذل توسلات طويلة عريضة كي يتسنى للأديب أن يبصر نتاجه الجمالي قد نشر في إحدى الصحف أو المجلات المحلية أو العربية. 

ويرى أن التقنيات الحديثة اختصرت كثيراً من الجهد والوقت وبذل ماء الوجه، ورفعت جميع الحصارات المادية والزمنية عن الأديب وجعلته في مواجهة العالم وجها لوجه أن أخطأ أخطأ، وإن أصاب أصاب، وهذا ما يستلزم على الأديب والكاتب التأني في ما ينشر، وأن يعالج موضوعه فكريا وجماليا ومعرفيا ويعالجه صرفيا ونحويا كونه فقد الرقيب المصحح والناقد الموجه وأضحي مكشوفا للقارئ الحصيف الذي يفهم ويستوعب امكانيات الكاتب ومنذ السطر الاول. 

ويؤكد من جديد أن التقنيات بقدر ما هي مفيدة ومختصرة للوقت والمسافات فهي مورطة للكثير وخادعة للعديد ممن يقع في وهم الأدبية والشعرية وهو لم يتمكن من صنعتها وجودة سبكها لغويا وجماليا، فتكشف التقنيات عورته المعرفية وعوزه الثقافي وعجزه الابداعي. لكنه يعود فيقول ان التقنيات قد تسرب سلبيات ذات اوجه متغايرة مع كل منجز أدبي، تتسم بالاتكالية التامة والموثوقية المطلقة بقدرة التقنيات على لملمة الجهد وسرعة الانجاز من دون تحر وهذا ما يقع  فيه الكثير من الادباء والباحثين بسبب العجلة والرغبة في النشر السريع وكأنّهم في سباق مع الحياة، وهذا ما أفقد الكثير من متعة القراءة الورقيَّة ومتابعة الدوريات ومعرفة المراجع المهمة في اللغة والتراجم والتاريخ والتفسير، فكان العديد من الأدباء يعرف عدد أجزاء لسان العرب او معجم الأدباء، أو الأغاني للأصفهاني، أو نهج البلاغة، او تاريخ الطبري او تفسير الميزان أو مروج الذهب للمسعودي وغيرها من المراجع المهمة ويفاضل بين طبعة مصر عن بيروت أو طبعة ليدن، ويفضل المحقق على غير المحقق هذه المتعة في عالم الورق وعبقها وغبارها، وارتشاف عبق التاريخ وجذوة المجد بين ثناياها قد أضاعته حالة الاتكال المجاني الكسول على فيض التقنيات وما توفره من سهولة النشر، وأخذ المعلومة مقطوعة عن  جذرها المعرفي والاشكالي؟ ومن دون غور معرفي أو جهد عميق في تحصيل المعلومة وما يرافقها من هوامش معلومات اضافية سواء من حاشية الكتاب او ما يقوم به المحقق من تعريف بالكاتب والكتاب ومقابلة النسخ المخطوطة في مكتبات العالم.

إنَّ الأديب المعتمد كليا في بناء ثقافته على تكنولوجيا المعلومات تجده يمتلك ثقافة سطحيَّة غير معمّقة، تأخذ اليسير من كل شيء، من دون غور أو إبحار في شبكة علائقيَّة بين الشيء وأضداده.


التخليد والأدب

الكاتبة المصريَّة غادة صلاح الدين تقول إنَّ «الكتابة هي لغة وخيال، المزج بينهما، الحصيلة أدبًا مما نقرأ أو نعرف. وتلك هي الوصفة أو المعادلة التي قامت على أكتافها الحضارات البشريَّة، لا يهم طريقة التدوين فالبرد لم يعجزه شيء خلال تاريخه أو يصدّه عن ذلك”. وترى أن لكل شعب موروثه الأدبي، لا يكاد يخلو مجتمع من تراث أدبي تركه الأولون للأجيال المتعاقبة بعدهم، حضارات الشرق “المصرية القديمة – البابلية- الآشورية- الهند- الصين”، بل ترى أنه لو تعمقنا في القارة الأفريقية لوجدنا أن القبائل لكل منها تراثها الأدبي من حكايات وغيرها، وما الأساطير الإغريقية إلّا آفاق إنسانية رحبة عبّر خلالها الفرد عن خياله .وتعتقد أن المنحة الإلهيَّة لبني آدم هي الخيال أو التخيّل، بها أو من خلالها أنتج البشر ودوّنوا لنا آدابهم وفنونهم وشيّدوا حضارتهم المعروف منها لنا أو المجهول حتى الآن وتضيف أن الإنتاج الأدبي من شعر أو حكايات أو فنون هو نشاط بشري بامتياز، هو المقابل الموضوعي لسمة الخيال التي لا يتمتع بها غيره من الكائنات الحيَّة التي نعرفها في حدود معرفتنا حتى الآن.. وتمضي بقولها إنّه أيضًا وسيلة البشر للخلود، فالإنسان يؤمن أن عمره قصير على الأرض. إنّه مجرد رقم متواضع للغاية أمام عُمر هذا الكون الشاسع، لذا أعمل خياله وترك خلفه آثارًا دالة على وجوده وما يزال يفعل. وتؤكد أن الحرفة الأدبية هي إحدى أدوات تخليد الإنسان لوجوده، للتعبير عن خياله الواسع، للهروب من قيوده الجسدية، المجتمعيَّة التي تكاد تخنقه خنقًا. يستخدم للتعبير عن هذا أدوات كثيرة بدأت بالنحت على الحجر أو النقش على الجلد، اتسعت نظرت فشملت التدوين قدر جهده على أي مادة تسمح له بهذا، حتى تطورات لصناعة أوراق البردي ثم وصولًا للأوراق التي نعرفها

 الآن. إذن العلّة أن يدوّن الإنسان ما يدور بخياله من شعر أو نثر أو قص، على الحجر أو الرقاع أو البردي أو الورق، وما كانت التقنيات الحديثة إلّا توسّع إيجابي في الخيال لما وراء الحدود التقليديَّة توظيفها في التدوين الأدبي هو أثر طبيعي لقدرة الإنسان على تطويع الموجود حوله من أدوات أو مواد تصلح للكتابة. إن التقنيات الحديثة كما ترى صلاح الدين أسهمت بقوة في زيادة قدرة الفرد على توصيل رؤيته الأدبية، سمحت لكل موهبة نابتة تكتب، شجّعت بجرأة الكل على التدوين، سواء أكان المُنتج إبداعًا يُصنّف أو غيره ولعل هذه النقطة الأخيرة هي المأخذ الوحيد للتقنيات الحديثة، إن المُنتج الأدبي لا حصر له ويتزايد ساعة بعد أخرى حتى تجاوز قدرة القارئ الطبيعي على المتابعة وفرز الغث من السمين.