معرض لندن للكتاب في دورته الخمسين

ثقافة 2023/04/26
...

  لندن: فيء ناصر

شهدت قاعة اولمبيا وسط العاصمة البريطانية لندن وعلى مدى ثلاثة أيام افتتاح معرض لندن للكتاب في دورته الخمسين. اجتمع الآلاف من العارضين والزوار من المملكة المتحدة وحول العالم للقيام بأعمال تجارية وتبادل الخبرات والتواصل وحضور الجلسات التي تغطي موضوعات تتراوح من حرب أوكرانيا وتأثيرها على الثقافة وصناعة الكتاب إلى الاستدامة ونصائح للكتاب وأفضل السبل لتعزيز انتشار الكتاب والمؤلفين عبر وسائل التواصل الاجتماعي والواقع المعزز للتعليم.

قال غاريث رابلي مدير معرض لندن للكتاب في افتتاح المعرض الذي حضرته السيدة الاوكرانية الأولى أولينا زيلينسكي، التي حلّت بلادها ضيف شرف لمعرض لندن لهذا العام، ووزير الثقافة الاوكراني ألكسندر تكاتشينكو واللورد باركنسون عضو البرلمان عن لجنة الثقافة والاعلام والرياضة،: “يا له من يوم افتتاح رائع لمعرض لندن للكتاب! لقد كان من المدهش رؤية دور النشر العالمية تجتمع مرة أخرى وجهاً لوجه تحت سقف واحد – يا له من ضجيج مذهل، من الرائع رؤية أولمبيا تعج بالمؤلفين والوكلاء والمحررين والناشرين والصحفيين والمؤثرين. 

نأمل أن يكون الجميع قد حظي بيوم أول رائع ومثمر في المعرض ولا يسعنا الانتظار للترحيب بكم مرة أخرى في اليومين المقبلين”. وتنوعت فعاليات اليوم الأول من تسليط الضوء على الضيف الأوكراني، إلى إعلان القائمة القصيرة لجائزة البوكر الدوليَّة، إلى ندوة للكاتب الامريكي غولسون وايتهيد كمؤلف عالمي ليوم المعرض

الاول.وقالت السيدة الاوكرانية الاولى: “أثرت الحرب المستمرة على سوق الكتاب الأوكراني والبنية التحتية للنشر بشكل كبير ولكنها لم تقم بكتمها. على الرغم من كل شيء، تستمر دور النشر الأجنبية في شراء حقوق الكتب الأوكرانية، وتصدر دور النشر الأوكرانية منشورات جديدة وتفوز بجوائز دوليَّة. أصبحت الكتب من أوكرانيا وعن أوكرانيا عنصرًا مهمًا في الدعاية الثقافيَّة وحرب المعلومات. لذا فمن الأهمية بمكان ترجمة الكتب الأوكرانية من أجل انتصار قوى الديمقراطية. بينما تناولت الكاتبة والباحثة ومديرة المعهد الأوكراني في لندن أوليسيا خروميتشوك والشاعرة ورئيسة تحرير دار Old Lion  وماريانا سافكا للنشر الحائزة على جوائز، وأولينا أودينوكا نائبة مدير معهد الكتاب الأوكراني جوانب زيادة رغبة القرّاء في التعرف على الأدب الأوكراني وما الذي يمكن أن يقدمه الكتاب الاوكراني إلى السوق الدوليَّة.

وأُعلنت الروايات التي تأهلت للقائمة القصيرة لجائزة البوكر الدوليَّة في اليوم الأول من المعرض وهي:

ـ (لايزال في طور الولادة) للروائيَّة المكسيكيَّة غودالبي نيتيل والمترجمة روزاليند هارفي.

ـ (الوقوف الثقيل) للروائي من ساحل العاج باتريك ارماند- غباكا بريدي والمترجم فرانك وين.

ـ (مأوى الوقت) للروائي البلغاري جورجي جوسبودينوف والمترجمة انجيلا روديل.

ـ (الأنجيل حسب العالم الجديد) للروائية الفرنسية ماريز كوندي والمترجم ريتشارد فيلكوكس.

ـ (حوت) للروائي الكوري الجنوبي تشونغ ميون كوان والمترجم تشي يونغ كيم.

ـ (جلمود) للروائية الكتالانية ايفا بالتاسار والمترجمة جوليا سانشيز.

أما في مجال المشاركات العربيَّة فقد شهد معرض لندن لهذا العام مشاركة كبيرة ومميزة للمملكة العربية السعودية ممثلة بهيئة الأدب والنشر والترجمة وهي إحدى هيئات وزارة الثقافة السعودية التي تأسست بداية عام 2020 للقيام بمهام إدارة قطاعات الأدب والنشر والترجمة، والمساهمة في تحقيق تطلعات رؤية المملكة العربية السعودية 2030 والاستراتيجية الوطنية للثقافة التي تسعى لجعل الثقافة نمطاً لحياة الفرد، وتفعيل دورها في النمو الاقتصادي، وتمكينها من تعزيز وتطوير الإمكانات الثقافيَّة وتحفيز الممارسين وخدمة المستفيدين منها، للارتقاء بالنتاج الأدبي وصناعة النشر والنشاط الترجمي السعودي، وتحسين البيئة التشريعيَّة والمُمكّنات الأساسيَّة التي تنهض بمقومات الأدب والنشر والترجمة في المملكة العربية السعودية، وتشجيع الاستثمار في القطاعات الثلاثة وتفعيل دور القطاع غير الربحي. 

يرأس هذه الهيئة الروائي الدكتور محمد حسن علون حيث أشار الى مشاركة الهيئة بمبادراتها السبعة ومنها مبادرة ترجم التي تعمل على تطوير مهارات المترجمين من والى العربية ومعتزلات الكتابة وفعاليات مؤتمر الفلسفة ومهرجان الأدب ومعرض الرياض الدولي للكتاب وغيرها من مبادرات الهيئة التي من شأنها دعم قطاع الثقافة والتبادل المعرفي وشراء وبيع حقوق النشر والترجمة في المملكة وعربيا. 

وتأتي هذه المشاركة الدولية في معرض لندن بعد مشاركة الهيئة في معرض فرانكفورت الدولي للكتاب. واشارت المترجمة ووكيلة دار كلمات دلال نصرالله أن مشاركتها مع وكالة كلمات هي للتعريف بالأدب السعودي في محاولة لتغيير النظرة النمطيَّة عن الشرق الأوسط التي سادت لفترة طويلة. وقد أخذت وكالة كلمات مهمة بيع حقوق النشر والترجمة لعدد من الكتاب العرب إلى دور النشر الأجنبيَّة وأيضا البحث عن توكيلات من دور النشر الأجنبيَّة لتمثيلها في معارض الكتاب العربية وتوصيلها بدور النشر العربية. وشهدت منصّة الهيئة تجمّعا مصغّرا للمثقفين العرب في لندن وتبادل خبرات النشر والترجمة وبيع الحقوق وشرائها وكيفية الاستفادة من وجودهم في لندن لتعزيز وتمكين الثقافة العربية وانتشار الكتاب العربي في العاصمة 

لبريطانية. من جهة أخرى كانت لدولة الامارات العربية المتحدة مشاركة كبيرة وموزعة بين عدد من المنصات منها منصة هيئة الكتاب في الشارقة ومنصة الناشرين العرب ومنصة مؤسسة محمد بن راشد للمعرفة التي نظمت عددا من الفعاليات الثقافية التي تعنى بالواقع الثقافي العربي وما يواجهه من تحديات وسبل تعزيز دور الثقافة والكتاب. من أهم الفعاليات كانت فعالية صعوبات الترجمة من والى العربية التي استضافت الناشر ابراهيم آل سنان والمترجمة دلال نصر الله وحاورهما الأستاذ حسين درويش وأيضا ورشة كتابة السفر مع الأستاذة وفاء مزغني وورشة الترجمة العلميَّة للأستاذ غانم السامرائي كما حاور الروائي هيثم حسين الروائية الاماراتية صالحة عبيد حول روايتها دائرة التوابل.

وكانت لدولة الكويت مشاركة جيدة ممثلة بمنصة منشورات سعاد الصباح.