برمجة حياة

اسرة ومجتمع 2023/04/29
...

سعاد البياتي

لأن الحياة لا تكون على نمط واحد أو وتيرة واحدة، فقد تتخللها المتاعب والتداعيات الاجتماعية والعملية الواردة بشكل متواتر احيانًا، فالحزن والفرح متلازمان فينا منذ الأزل، والحالات السارية معنا تشكل الوضع المعتاد عليه في يومياتنا بشكل كبير ما بين هموم وأفكار متداخلة، أو فرحة قادمة من هنا وهناك، وقد اعتدنا أن نتماشى مع أغلب الظروف والحالات، التي تصادفنا وبحلول سريعة نبتدعها للتخلص من المتاعب، التي ترهق تفكيرنا وتدمر حالاتنا النفسية. 

فالعديد من النساء تواجه قيودا كثيرة في برمجة حياتها بشكل يجعلها أكثر ايجابية وطاقة ناضجة للعمل، أو للمشوار الحياتي والأسري، وتشعر الواحدة منهن بأنها لا تتمكن من الاستمرار مع مشكلتها عمل شيء،  سوى الصبر أو البحث عن طريق للخروج من متاهة المشكلات، أو حتى العمل على تدارك ما تمر به، لأن الملل والكآبة يسيطران على حياتها وأسرتها.  

ولا شكَّ أن القراءة أو الزيارات الأسرية أو حتى العمل المنزلي، هو أسهل الأمور التي تستطيع المرأة التنفيس عن غضبها كلما أحست بذلك، ولعل الاتجاه إلى قراءة كتاب الله أفضل الوسائل للارتياح النفسي في كل الأحوال والسلوكيات، أو ممارسة الرياضة، كفعل حركي يبدد الملل كنمط حيوي جميل، وقد نختلف في طريقة واسلوب حل المشكلة، إلا أننا نتفق على أمر مهم، وهو ألا ندع المشكلة تنغص علينا حياتنا، وتسبب لنا متاعب التفكير،  اما كيف نبعد عنا شبح الحزن، فلكل واحد منا اسلوبه الخاص، وطريقة الابتعاد عما ينغص عليه حياته بطرق متعددة، المهم أن نكون واعين للتخلص من كل ما يثير الغضب، ويعكر صفو الحياة، التي قد لا تستحق أكثر من العيش بسلام وراحة بال، للتغلب بنجاح على أكثر الصعوبات، التي لا يمكن تصورها، فيحتاج كل شخص إلى تحديد هدف وتشكيل نمط حياة فردي، وهذه فرصة طيبة لتحقيق الانسجام الداخلي والشعور بالرضا في كل الأحوال، لأن الامور لا تتوقف عند حد معين، فقط تحتاج إلى المزيد من الشعور بالتفاؤل والأمل اللذين يعيدان قيمة الاشياء ومعناها الحقيقي، وأن نجتهد بالعمل المخلص، الذي سيزيدنا حبًا للحياة بكل تفاصيلها.