كريم هميم.. صانع النجوم في حضرة نازك الملائكة

ثقافة 2023/05/03
...

 بغداد: نورا خالد

 تصوير: نهاد العزاوي

في أمسية حضرها جمع غفير، ضيفت جمعية الثقافة للجميع يوم الاربعاء الماضي في قاعة نازك الملائكة الملحن كريم هميم، للحديث عن تجربته الفنية اللحنية الممتدة لأكثر من أربعين عاما، قدم للأمسية الشاعر جاسم العلي. وقال العلي عن المحتفى به "اسم في اللحنية والموسيقى، شكل في ذاكرتنا رمزا من رموز الأغنية العراقية، منذ ثمانينيات القرن الماضي بأغانٍ ما زالت في ذاكرة الجمهور العراقي، ورث الموهبة والحب والشغف في الموسيقى من بيئته الجنوبية".

واضاف "كريم هميم ليس دلالة على المشهد الابداعي العراقي فقط، وإنما العربي ايضا، متمنين له العالمية".

ولد كريم هميم العام 1960  في عائلة ميسانية نزحت إلى بغداد منذ أربعينيات القرن الماضي، استهوته الموسيقى منذ نعومة أظفاره، من خلال اصوات اعمامه العذبة وصوت والدته المؤثر في النعي".

بعدها تحدث الملحن كريم هميم عن أهم محطاته، التي بدات في معهد الفنون الجميلة العام 1975.

والذي كان يسعى ليكون معيدا فيه وتحقق ذلك العام 1979 بزمن عميد المعهد الراحل مخلد المختار، وتولى رئاسة قسم الموسيقى في المعهد لعدة سنوات، ثم انطلق في تسعينيات القرن الماضي عربيا.

وقال هميم "غادرت العراق إلى الاردن ثم  إلى سوريا وانشأت هناك استوديوهات الاصيل للانتاج الفني وحققت نجاحا كبيرا ايام ازدهار سوق الانتاج الغنائي بالاضافة إلى جولات عمل فنية في بلدان عربية اخرى ".

ومن خلال حديثه استذكر المحتفى به  كوكبة من الملحنين الكبار الذين سبقوه او عاصرهم، ومنهم ياسين الراوي وكوكب حمزة وطالب القره غولي، وفاروق هلال ومحمد عبد المحسن وجعفر الخفاف وسرور ماجد. وغيرهم.

نجح كريم هميم بتلحين القصيدة، كما نجح في تلحين الاغنية الشبابية، التي عكست ثقافته الموسيقية في التلحين. 

الملحن صباح زيارة اشار إلى أنه عاصر هميم منذ الثمانينيات قائلا عنه "هو إنسان قبل أن يكون فنانا، اكتشف أصواتا عديدة، اصبحت ذات قيمة فنية كبيرة، امتازت ألحانه بكونها مزيجًا من الأغنية الريفيَّة والمدينة، ترك بصمة واضحة في جميع أعماله بحيث مجرد أن نسمع اي أغنية من ألحانه نعرف مباشرة أنها لكريم هميم، فله لون خاص به، معروف على المستوى العربي، من خلال ما قدمه من ألحان لكبار 

الفنانين".

رئيس جمعية الموسيقيين الدكتور كريم الرسام "من الملحنين المهمين في عالم الأغنية، قدم ألحان لمطربين أصبحوا نجوما في ما بعد أمثال علي جودة ووحيد على وعلاء سعد، تمتاز ألحانه بالعذوبة والجمال، فهو صانع نجوم اضافة إلى كونه ضليعا في صناعة المهرجانات، من خلال وجوده في الخليج نرى بعضا من الحانه فيها طابع خليجي، نتيجة تأثره  بفولكلور تلك البلدان".

الفنان سامي هيال قال عن المحتفى "اختط كريم هميم للحن خطًا يختلف عن باقي الملحنين، مثلما طالب القره غولي وجعفر الخفاف ومحسن فرحان أسسوا مدارسَ خاصة بهم في التلحين، اسلوب اللحن لدى هميم  هو خليط بين العراقي والمصري واللبناني والخليجي، اذ كان يتوسم من خلال ذلك أن يصل بالحانه عربيا بشكل مفهوم، ونرى ذلك من خلال تلحينه لإحدى أغنيات ميادة الحناوي، فنجده لحنًا عربيا بنكهة عراقية، متمكنا من أدواته اللحنية، وكان ولا يزال ملتزما بخط القيم الاجتماعيَّة 

الصحيحة".