هل هناك علاقة بين الفقر والإبداع؟

ثقافة 2023/05/07
...

  علي لفتة سعيد

يبدو السؤال لم يزل بلا إجابة من الناحية العلميَّة وإن كانت له أجوبة متعددة من الناحية النفسيَّة والفلسفيَّة والثقافيَّة وحتى الثابت المتراكم في الأقوال. وهو السؤال الذي لا يمكن إحاطة الإجابة  الكاملة لتكون مقنعة للجميع أو يتوافق عليها الجميع.. ولهذا فإن الاجابة الفرديَّة من قبل صناع الإبداع وإن اختلفت فهي أقرب الى الواقع منه الى التحليل العلمي أو النفسي كما يعتقدون.. والسؤال المتشعب الى أسئلة أخرى: كيف تنبت الموهبة وكيف تنمو داخل الإنسان.. هل هو مسؤول عنها كي يكتشف أن في داخله موهبة إبداعيَّة أدبيَّة مثلا؟، هل هناك شرط أن يكون الفقر مثلا واحدا من مفاتيح الإبداع؟، وما علاقة الفقر بالإبداع؟ ولماذا الطبقات المسحوقة يخرج منها المبدعون؟.


عوامل الصدمات

الشاعر العراقي الدكتور عمار المسعودي يقول إنَّ الإبداع مثلما كانت مقدمة السؤال لا يمكن الإحاطة بأسبابه أو الوصول لسرّه وكنهه كونه غير محدّد بدءًا منذ أوّل احتراق اللغة أو رفرفتها أو تحليقها بيد أوّل مبدع ما جعل أسلافنا يوعزونها لقوى غيبيَّة وادي عبقر وما شابه، وذلك لندرة هذا النوع من القول حتى شبّه بالكبريت الأحمر الأمر الذي جعل القبيلة التي يبزغ فيها مبدع تضج فرحا وتهتف مبتشرة، فلو كان القول يدور على كل لسان لما صار المبدع حدثا نوع.

ويضيف المسعودي أن قضية الإبداع تحتاج إلى استعداد فطري بدءاً ثم تتراوح عليها متبادلة الأدوار عناصر وجوديّة كثيرة منها الثقافة والبيئة والقوة في الذات وهي تتجرأ على الأبصار والأسماع مبشرة بوحيها وببوحها. 

ويرى أن هناك عوامل أخرى تتمثل بالصدمات التي منها صدمة الزمان، وذلك بتغيره سياسيا ثقافيا أو صدمة المكان بتبدله ريفا - مدينة أو قارة - قارة أو صدمة العشق أو صدمة الوجود ما يكون سببا في خلق الفجوات التي تهب منها وإليها رياح الشعر ويعاقد أيضا أن الإبداع ضرب من الاختلاف؛ لذا لا يمكن للذات المتصالحة مع ايدلوجيا محيطها الثابتة أو أن تكون متوافقة مع المتن الثقافي المحايث أن تكون ذاتا مبدعة ودليلي أن الأحياء السكنيَّة أو التجمعات ذات الطابع الاقتصادي المتطامن لا يمكن لها أن تخلق وجودا متخلخلا كي يذهب لائذًا باللغة لتشظية وجوده فيها.


الإبداع والمعاناة

ويذكر الناقد العراقي الدكتور ياسر تركي ما قاله كافكا (أنا أتألّم بينما أنتم تمدحون كتاباتي)، إذ يرى هذا الرأي يصدق في حالات كثيرة مرّت في تاريخ الإبداع الفني والأدبي، وهو يعتقد أن المعاناة هي التي تنتج الإبداع في الغالب رغم أن أسماء كثيرة أخرى لم تكن تعيش ظروفاً قاسية كطاغور وأحمد شوقي وتولستوي. 

هذا من جهة من جهة أخرى لو وضعنا في الحسبان مسألة المخيلة المتوهّجة للمبدع وثقافته لوجدنا أنها أداة كل مبدع في كافة مجالات الحياة بوصفها (سيدة الملكات) وارتباطها الصميمي بالتجربة والخبرة وربما ذلك كان حادياً لطه حسين خلال سيرته التي تستحق التأمل والإعجاب عندما تخطى كل العوائق بعنادٍ ثقافي عارم ووصل أهدافه بصبرٍ وتروٍ حتى وصل أعلى مراتب المعرفة وتنوعت كتاباته مابين الفكر والإبداع.. ويضيف تركي، كما يُعد الجاحظ الذي يؤمن أن (العلم عزيز الجانب لا يُعطيك بعضه حتى تُعطيه كُلّك) أنموذجاً فذاً للعصامية واحتمال الفقر والمصاعب في سبيل تحقيق الأهداف.

وربما نجد الإجابة عند أبو هلال العسكري الذي يقول (العلم مؤنس في الوحدة، ووطن في الغربة، وشرفٌ للوضيع، وقوة للضعيف).

ومن خلال تجربة شخصية أجد أن التعلق بالكشف والبحث والتقصي عن المعرفة والمعلومة مرتبط بذات الشخص الذي يستجيب لنداءٍ داخلي يحثهُ على الإبحار في الكتب والمصادر في رحلة ماتعة للكشف المعرفي الذي يثير أعلى درجات البهجة والسرور واللذة فكانت المكتبات والكتب موضع الاهتمام والحفاوة؛ والدليل لدي سبعة إخوة لم يهتم أحد منهم يوماً بالكتاب رغم وجود مكتبة للوالد مليئة بالمصادر والمراجع والمعاجم المهمة … إذن أظن ان الفضول المعرفي هو المحرك القوي للتنقيب والاكتشاف فكل المخترعات البشريَّة أساسها الفضول.. والبدء يكون في البيت ومنذ الصغر .


مدّ وجزر

الروائيَّة الجزائريَّة المقيمة في فرنسا حياة قاصدي تؤكد أن الإبداع هو تلك السنبلة التي تنبت باعثة ميلاد الروح الجميلة، هو السنبلة التي تترعرع في الربيع كما يمكنها أن تزهر في الخريف وقد تبهر حدائقها بالمعلقات العجيبة.

وترى أن وقود المبدع طاقة تستمد قوتها من المحيط والظروف والبيئة، فالنضج العقلي يكتمل من المعاناة التي تصعِد قوة النبوغ وترفع مداركها الفكريَّة، وتضيف أن ما يغذّي الإبداع هو حركة المد والجزر التي يصارع فيها المبدع ظروفه الاجتماعية والاقتصادية الصعبة لينجو من الوقوع في قاع اليأس فيحمل بيده مشعل النور للإنسانيَّة، ليهب بني مجتمعه مسالك العبور نحو التحرر من الظروف الصعبة وليحمل اليه قناديل النور، وبحسب قولها فإنَّ الفقر يجرّ المبدع إلى الغوص في محيطات النفس الإنسانيَّة كما يدل على ذلك التاريخ عبر المبدعين الكبار من أمثال دستوفسكي في روايته الجريمة والعقاب والفقراء وفكتور هيجو في روايته البؤساء ورواية الحرام ليوسف ادريس والحرافيش لنجيب محفوظ، هؤلاء الذين نحت الفقر في مكامن روحهم أجمل اللوحات الأدبيَّة باعتبار الظروف الاجتماعية أساسا لا يمكن تجاهله في لعب الدور المهم نحو صياغة ناضجة للنظر في أمور العيش والاحاطة بظروف الحياة .

وتؤكد قاصدي أن الفقر يمنح المبدع البصيرة التي تقوي نظرته إلى مكامن الحياة وتضع الرسائل الإنسانيَّة في قالب جمالي من أجل الوصول إلى البر الآمن .

وتشير الى أن المجتمعات الإنسانيَّة في حاجة الى الاستمرار في كينونة تاريخيَّة تمنحها القدرة على إثبات وجودها وقدرتها على فرض سيطرتها في قاموس العالم، وهذا لن يكون إلا حضاريا وفكريا وأدبيًا .


الشرط الإبداعي

القاص والروائي العراقي الدكتور كريم صبح يعد الموهبة أمراً فطرياً لكنه يراها لا علاقة لها بأيّ مؤثرات خارجية. 

إذ يقول إنه قد يولد الإنسان أميّا لكنه موهوب بحلاوة الصوت مثلا، فيحترف الغناء وينجح. 

ويرى أن هذا هو الوجه الاول للموهبة، اما وجهها الثاني فيقول صبح يكمن في صقلها وإدامتها بالمران والتمرين ومواكبة عصره او يكون مصيرها الاندثار ويمضي بقوله إنَّ الحال لا يختلف كثيرا بالنسبة لأهل الموهبة الأدبيَّة، في جنس القص او السرد مثلا؛ فلن يكتشف ميزة ما يملكه من موهبة الا بعد تجربة الميدان، المعبر عنها بالذائقة العامة للقرّاء والذائقة الفنيَّة للنقاد، وليس بالضرورة أن تكفي إحداهما لإثبات الموهبة تلك1. 

وبها يؤكد أنه ليس شرطا أن يكون الفقر أحد مفاتيح الابداع، فتولستوي مثلا كان مرفها تماما، مع ذلك أبدع في روائعه المعروفة، ودوستويفسكي عانى شظف العيش طوال حياته تقريبا، مع ذلك كتب خوالده التي يعرفها القاصي والداني.. ثمة علاقة يصعب نكرانها بين العوز والابداع، تكمن في تجربة ممتلئة حياتية حتى النخاع يعيشها الموهوب الأدبي المعوز تضفي الواقعية والصدق على نماذج ما يعرضه من ابطاله مطغمة بالكثير مما في تلك التجربة، حتى انك يمكن أن تتوقع أنه يبكي هو نفسه عندما يقرأ ما سطّره على الورق بعد انتهائه منه وكأنّه يتوجّع لشخص آخر يعرفه.


شغف الموهبة

الروائي المصري عبد النبي فرج يرى أن هناك بوتقة ميتافيزيقية لنمو الإبداع وتحرير المخيلة، بوتقة متحركة من فرد إلى آخر، جانب منها فطري فكل فرد يولد ولديه ملكة متميزة فطرية تظهر بوضوح من السنوات الأولى للميلاد، ويضيف أنه يأتي دور الأسرة في تنمية هذه الموهبة بالرعاية من خلال التشجيع وتعزيز الثقة بالنفس لدى الطفل وبذل الجهود المادية والنفسية للمنافسة، كما أن البعض يعرف موهبته وينميها بالعمل الجاد والمثابرة، وقد يكون هناك نظام تعليمي حرّ متطور يثمن موهبة الأفراد ويتيح الوسائل الضرورية لبروز هذه الموهبة، ويشير الى أن الموهبة تبدأ في الازدهار والتألّق عندما يكون هناك شغف حقيقي، شغف يجعل الإبداع هو رقم واحد في حيات الفرد، يبدأ الإبداع عندما يتخلى المبدع عن كثيرا من وسائل الرفاهية لصالح إيمانه بالإبداع كتوق حقيقي للتحقق والحرية، والبعض الآخر تضمر تلك الموهبة، وقد عرفت مواهب كثيرة لو توفرت لها توجيه وتعليم ورعاية لأصبحت نجوم في مجالها، وحققوا إنجازاً عظيماً، كم من ممثل موهوب نراه في محيطنا الاجتماعي، كم من حكّاء من طراز رفيع يحكي ابسط الأمور بطريقة مشوقة نقابله في الشارع، كم من الأصوات المدهشة الرائقة الصافية نسمعها تغني في الطريق أو وسط تجمع، أما بالنسبة للفقر فقد يكون الفقر قاتلا للموهبة لأنَّ المبدع الموهوب بطبيعته هشّ ولا يستطيع أن ينافس خاصة في ظلّ تسليع الفن والقدرات الجنونيَّة للدعاية والتربيطات، ويمضي بقوله انه قد عرفنا عشرات المواهب انزوت وضاعت للأبد، كما ان الفن في بلادنا يحتاج لمال لكي يصرف على الموهبة من شراء كتب ودفع للناشر لكي يقوم بنشر كتبه، الواقع العربي محبط للإبداع وقد رأينا كُتّاباً من كل الطبقات، من الطبقة الوسطى ومن قاع المجتمع والطبقة الثريا، لأن الفن لا يكمن في زاوية واحدة، الفن موجود في كل مكان موجود في القصور والعشش ورغم أن الأدب ابن المحنة ولكن المحنة بطبيعة الحال ليست خاصة بالفقراء، فكل الطبقات قد يسقط منها، إنسان يشعر بالوحدة، والضياع والألم وعدم التحقق والرغبة في التعبير عن الذات والاحتراق الداخلي نتيجة وقائع مأساوية مثل الموت أو فقدان الحبيبة، أو يعاني من الاغتراب بفعل عدم قدرته على فهم الوجود أو أزمة روحيَّة خانقة تجعل حياته جحيماً.


الترفيه والفقر

ويرى الشاعر التونسي توفيق النهدي أبو أديب أنه ليس دائما الإبداع يقترن بالفقر أو بالخصاصة الأسريَّة أو الاجتماعيَّة لكن المسألة تستوجب الدرس والتمحيص وتشريح تواضع المعيش في بعض الأوساط التي صدّرت للإبداع طاقات مهمة وبارزة اسهمت في المشهد العام ومست كل المجالات وخاصة الرياضية.. ويستدرك أنّه في المجال الأدبي الأمر يختلف نسبياً لكن يواكب ويتماهى مع  ما عرجنا عليه سابقاً من أن الفقر يولد من رحمه الإبداع.. وبحسب اعتقاده فإن تعليم القرآن وحفظه له علاقة بالتمكّن من اللغة وآلياتها، ومن هنا نستنتج أن الكتاتيب مثلا تستهوي طبقة معينة تقريبا أي الطبقة السفلى والمتوسطة.. فتخلق شريحة متمكنة من اللغة وإبداعاتها.. لكنه يقول لا أنكر في هذا المجال أن الطبقات المترفّهة أيضا تعلّم أبناءها القرآن لكن بصورة أقل فهم عادة يتعلّمون في مدارس أجنبيَّة أو ما شاكلها. ويشير الى وجود نقطة ثانية بخلاف القرآن فالفئة الفقيرة ترى أن المجال الوحيد للخروج من الفقر هو التركيز على التعلم إلى حد التفوق والتميز فيه على حساب شرائح أخرى، وهذه الأخيرة ترى في أملاك أسرتها ما سيعوّلهم مستقبلا وليس التحصيل العلمي.

ام النقطة الثالثة فيقول أبو ديب هي أنَّ الفئة الفقيرة ليس لها من أدوات ترفيه إلا الكتابة وأنا في تقديري اهم عامل للابداع الأدبي هو المطالعة ثم المطالعة، وعليه فإنَّ من لا يحوز على ألعاب ووسائل ترفيه في قريته أو في حارته يلتجئ إلى الكتاب، ومن هنا انطلقت الرحلة لجل المبدعين وعلى رأسهم العميد طه حسين للذكر لا للحصر.. ويرى في الخلاصة أنّه لا تزر وازرة وزر أخرى لكن لا بأس من تسليط الضوء على هذا الموضوع المهم الذي أفرز نخبة مميزة وعددها كبير جدا من الذين ادّعوا في الأدب العربي والقادمون من الغيط المصري أو الريف التونسي أو غيره.. ويشير الى انه ونحن في هذا المبحث لا ننسى الأدب العالمي بصفة العامة وما جائزة نوبل للأدب إلا محرارًا ومعيارًا لما سبق ذكره، ونستذكر أدباء أمريكا اللاتينية وتميزهم أو الراحل نجيب محفوظ.. وجلهم بلا منازع ينحدر من الطبقات الهشة التي أثرت المشهد الأدبي العالمي على مر التاريخ بأدوات الخصاصة والاحتياج وطبعا الحاجة أم الاختراع وأم الإبداع.. ويرى ان خاتمة قوله تتصل بالجانب النفسي المحض الذي كان يخيط الذاكرة لحظة بلحظة حيث ما ان يشعر الصبي أو الشاب بالقهر الطبقي الا ويركز كل طاقته في تحصيل المعرفة، حتى يكسر هذا الحاجز الذي وضعه من وضعه خدمة لمصالحه..


رهن الإبداع

الناقد العراقي غازي سلمان يقول لقد تردد ويتردد اليوم أن ثمة علاقة وثقى بين الفقر والإبداع، فالمبدع بحسب وجهة النظر هذه، لا يصل الى فراديسه إلا إذا عاش الفاقة والعوز ذلك أن الفقر يمنح  الفنان دفقا أعلى ممن هم خارج دائرته المضنية بمرارتها ويكاد مَن يؤمن بذلك أن يكون موقنا قطعا حدّ ان الابداع الفني يولد من رحم معاناة الفقر فحسب وأنه ابن شرعي له، مستشهدين برموز وقامات إبداعيَّة من مثل: أدغار ألن بو الذي عاش فقيرًا متشردا مريضا بمرض عضال، وكان إن مات جالسا على مصطبة إحدى الحدائق العامة، والجاحظ الذي عانى اليتم والعوز، والشاعر العراقي الراحل عقيل علي  الذي عمل خبّازا في محال مخابز الناصريَّة، وقد وجده أحد أصحابه في ثلاجة الموتى عام 2005 مكتوب على جثته (مجهول الهوية) والشاعر الراحل عبد اللطيف الراشد الذي نازع كل أرصفة بغداد مشرّدا، كأمثلة لا حصرا. 

ويستدرك بقوله.. غير أن وجهة نظر أخرى موازية لتلك ولا تتنكّر لمفهومها، هي أن سليلي أُسر اقطاعية وارستقراطية وبرجوازية قد اصبحوا مرجعيات للإبداع الفكري والفني كتولستوي وبوشكين وساجون بيرس وبلزاك والمتنبي وابو تمام واحمد شوقي والجواهري ومعروف الرصافي وغيرهم وقد كتبوا ايضا عن الآثار المفجعة التي يخلّفها الفقر وتضامنوا مع الشرائح الفقيرة في مجتمعاتهم ونضالاتها من اجل العدالة، بسبب من إيمانهم بقيمة الإبداع مرهونا برفض الظلم والفاقة. 

ولكنه يطرح سؤالا هل يمكننا أن نعتقد ان من يكتوي بشواظ نار الفقر ليس كمن يراها عن بعد وان الغوص في البحيرة  ليس كما الدوران حولها؟، ويجيب سلمان لا يمكن أن نرهن الابداع الفني بطبقة اجتماعية محددة واقتصاره على معاناتها فـ (الابداع لاوطن له) يقول سان جون بيرس، و (الابداع كامن داخل كلّ فرد) حسب فرويد.

ذلك أن الإبداع الفني هو عملية مدعمة بقدرات ذهنية تخييلية وانفعالية وبخزين معرفي وتجربة حياتية تؤهل الفرد أي فرد الى فهم عميق للحياة يمكّنه من تخليق الأفكار التي تعمل على إعادة صياغة العلاقات الاجتماعية وفهم مغاير لها. 

فيما يعزو التحليلُ النفسي الحديث التفكيرَ الابداعي الى مدى انسجام العقل الباطن مع الانا الواعية او الصراع بينهما، بمعنى ان الابداع مؤسس على اللا شعور. 

مع اقتناعي طبعا بأن الفقر يعرك الموهبة ويغنيها خصبا وتأثيرا في المجتمع، الا ان الابداع لا بدَّ وان يتعثر في مطبات الفقر وربما ينتهي عند احداها اذا افتقرت المحاولة للتحفيزَ والاصرار على المواصلة في تطوير القدرات الذاتية لتحصيل الموهبة وترصينها.

بمعنى أن ارهاصات الخلق الفني هي التي تنتج الفن نفسه وتسمهُ.