التخييل والبحث عن الهوية في رواية {فومبي}

ثقافة 2023/05/10
...

  د. رائدة العامري 

منح النص السردي النص الأدبي قيمة فنية مكنته من الخوض في أعماق الفكر والأدب، ومنح الكاتب سلطة وحرية في التخيل والكلام، مما أدى إلى انفتاح معناه وتداخل بعضه بمفاهيم مميزة. الروائية بدرية البدري من أهم العلامات الأدبية والإبداعية المشرقة في الأوساط الثقافية، وذلك لترسيخ حضورها على الساحة الأدبية، وتمهيد طريقها الإبداعي بقلمها المتوهج ورؤيتها السردية الرائعة.

  رواية فومبي استحضار ذكريات مع الألم ترسم أشكال الصدام والمناورة التي فرضتها الهيمنة. التي تركت آثارًا أدبية وثقافية مميزة، إذ سرعت وتيرتها الإبداعية في إنتاج عملها الأدبي، فاحتل إنجازها الأدبي مكانة بارزة من حيث الكم والنوعية، ليدل على قدرتها وثقافتها الواسعة التي تمثل ظاهرة أدبية مميزة.


عند قراءة رواية (فومبي) تتبادر إلى الذهن العديد من الأسئلة التي منها:

-  لماذا اختارت بدرية البدري هذا العنوان؟ 

- ما هي البيانات الأساسية التي تنسج النص الروائي في إطار الوضع الأيديولوجي ؟

-  ما صورة الانتماء في الرواية ؟

    في الحقيقة نحن نواجه نوعًا أدبيا آخر، وهو رسالة أدبية تاريخية ثقافية. حاولت الروائيةَ ربط الأماكن الحقيقية بالشخصيات بدقة طبيعية، استمدتها من الواقع الذي يحمل أسماء وأماكن تلامس العقل الجمعي المتعلق بقضايا تعبر عن واقعهم الأيديولوجي، تطمح إلى توثيق تاريخي لها, وتكشف حقيقة الأحداث في المجتمع، وتكتسب أهمية إلى حد ما كي تثير قضايا إنسانية وثقافية وفكرية ، وتحفز التفكير والحوار مما يجعل الأخير شرطا للإثراء. ومع ذلك، فإن اختيار موضوع الهوية مادة في الرواية يتجاوز المستوى الدلالي إلى المستوى السردي ، إذ يرتبط بقضية عميقة، إذ لا توجد قضية من دون قصص، ولا يوجد موضوع من دون تاريخ يتطلب سرد الأحداث، إذ توفر الظروف المناسبة لتغيير أنماط السرد وإنشاء أنواع جديدة غير عادية. 

   اتخذت الروائية طريقاً تجسدت فيه الأحداث الواقعية بأسلوب خيالي، إذ جمعت بين الشخصية والحدث من خلال استحضار الماضي وإسقاطه على الحاضر مع اضطراب الثوابت التي كانت تحكم الرواية التقليدية لإلغاء التقليد، بتسلسل الزمن الذي يسيطر على السرد التقليدي، لذلك تقطع الروائيةَ الرتابة للمتلقي، وتعطي النص أبعادًا خيالية، وفقًا لقول أينشتاين (الخيال أهم من المعرفة)، وهذا يتماشى مع تطور مسار الرواية.

  لقد شكّل الإنجاز الخيالي للكاتبة آليات العمل السردي خطابًا لراوٍ محترف يمتلك المهارة في استخدام أدواته الفنية من خلال المداخلات التي اعتمدها لتمثل الخطاب السردي بالصورة النهائية للبنية اللغوية التي تتبناها العناصر السردية، لتشكل بنية جسم الرواية، من خلال استخدام تقنيات السرد وأدواته وآلياته في بث قوانينها ومواقع تشكيل السمات الكاملة لذلك الخطاب السردي، فضلا عن الصيغ السردية ووجودها في بلورة ملامح تشكيل القصة.

     لم تكن علاقة الرواية بالأخرى عابرة، لكنها بدت عميقة وصلبة، لأن موضوع البحث عن الذات شكل رافدًا للرواية بأحداث صاخبة، وفتحت الطريق للتعامل مع قضايا مختلفة مثل قضية الهوية والوجود، مما يؤدي إلى رؤية الحرية والتضحية والموت، من خلال ثيمة الالتزام والغدر، باستخدام التقنيات بشكل فعال، وكذلك الآليات والأدوات التي تستند إليها هذه التقنيات في تقديم العنصر المسيطر للأحداث، والرؤية التي تتشكل في ذهن المتلقي، سواء كان ذلك حقيقياً أو متخيلًا داخل النص .

  تبدأ الراوية بالسرد من خارج الرواية، فتنظر إلى أحداث الرواية من موقع الراوي الغائب، مستخدمة الضمير الغائب (هو)،  في نص بينغا إذْ تقول: (كان يسير في موكبٍ مهيب يحيط به عشرات التابعين يُمسك بيده عصاً طويلة تُطلق نارا يقتل بها أفراد قبيلة الباسوكو تلك التي لم تترك قبيلة لم تخطفْ أحدًا من رجالها لتضحي به في الليالي التي يختفي فيها القمر ثم تأكل لحمه بعد أن تشويه على نار تظل متقدة لليلتين متتاليتين).

     إن استحضار الذات / الآخر بمثابة استجواب روح الأشياء بالخيال، وما تشهده من انتكاسات فكرية وأيديولوجية، حيث تكشفها للمتلقي الذي هو تحت عباءة الصمت بالدلالة الإيجابية للضمير (هو) كخدعة سردية تحسبها الروائية الابتعاد عن الكشف عن الذات؛ لذلك نجد الراوي الغائب لا يشارك في الأحداث، ويكشف ما بداخل الآخر ، فيعرف ما يدور في عقله.

 إذ إن العلاقة بتأكيد الذات لا تقوم على وجهة نظر الصلة المحددة بين الواقع / الإنتاج ، بل على أساس جعل الواقع ككل معقدا في جدلية مستمرة التفاعل بين عناصره ومستوياته، فضلا عن السلطة والهيمنة  كجزء من ذلك كله.

وضعت الروائية لعبة اغتراب زمني لتمنح فرصة أن يكون حاضرًا متجاوزًا العُقد، يستعير قناعًا ليكشف عن المكبوت، ويعيش لحظة حاضرة وإن كانت غائبة. 

    وفي موضع آخر، بقولها : “ كل الحكايات لها بدايات لا يعرفها إلا أصحابها “ــ نص ستانلي ــ (احضر إلى باريس لأمر مهم.. علت الابتسامة وجهي وأنا أقلب البرقية بين يدي، نظرت إلى الاسم المرسل إليه طويلا قبل أن أوقع تحته بصفتي حامله، فلا اسم سواه يمت لي بصله أنا الذي اخترت اسمي وصنعته حتى أصبح ما هو عليه الآن.. أنا لست جون رولاندز ولا حتى جيمس هورن واسمي الذي سأحمله يوما سأكتب أحرفه بنفسي دون أن يعلمني إياه أي أحد ولا حتى أنت.. هذا ما قلته للمرأة التي قالت لي إنها أمي حيث رأيتها لأول مرة وأنا في الثانية عشرة من عمري في إصلاحية سانت أساف بعد أن أكدت أنها ستعرف والدي عندما أكبر وأصبح مثله).

وتقول: 

 ( لن أترك له اسمي الذي تعبت من أجل الحصول عليه ... ستانلي هكذا أصبح اسمي بعد أن قلدت توقيع السيد ستانلي وأصبحت ابنه بالتبني أنا لا أريد مالا ولن أطالب بإرث عندما يموت، كل ما أريده اسمه وعليه أن يشكرني أن أعرف بذلك بدلا من أن يغضب لأنني سأخلد اسمه عندما أصبح ابنه الذي لم ينجبه طول حياته. لم تكن لي قضية في حياتي إلا اسمي...)

        تتجلى الدلالة الرمزية على اغتراب الذات، وتحول القيم والمعايير إلى أضدادها وتناقضاتها المروعة، فتتحول اللغة من أرقى تعبير عن الوجود الإنساني والحضارة والثقافة والجمال إلى قوة متداولة في سوق القوة التدميرية. إذ كل الاتجاهات غائبة في النص وصوت واحد يسيطر على كل الأصوات وهو صوت الراوي يمسك بزمام الأشياء ويمثل الحركة المستمرة في الرواية. منح النص بعدًا تاريخيًا في توظيف جدلية الصراع ، كي ينمو التضارب بين الاسم والابن الشرعي ليشكل شكلاً من أشكال الصراع مع الذات، ويمتد هذا الصراع إلى الآخر. تدل اللغة على ميل الكاتبة من خلال الخطاب إلى الاستسلام لتلك الأحاسيس والمشاعر والغرائز في النص السردي، فتبرز إبداعاتها من دون أي إحراج للأماكن أو الزمان. وفي هذا المسار لا تكتفي الكاتبة باستحضار عناصر طبيعية  وبإرث أسطوري ، بل تلجأ إلى خيالها لتكمل صور الإعجاز الناتج عن وصف مبالغ فيه من قبل الراوي .

تقول : (هل كنت كاذبا عندما ادعيت ألما في صدري لأسافر إلى تلك البلدان ذات الطقس الأدفأ باحثا عن أرض لم يصل إليها الأوروبيون بعد بالطبع؟ لا، فثمة ألم في داخلي يأبى الرحيل، ألم لا يبرئه أو يخفف من حدته إلا المال الذي يصطف فوق بعضه ويملأ خزائني الفارغة حتى آخرها والاستمتاع برؤية الأراضي المنبسطة بامتدادها اللانهائي من دون وجود أي سوء يعوق بصري عن السفر بداخلها وتأمل صناديق الذهب والألماس المتهادية فوق رؤوس العبيد كنجوم تحرس عتمه الليل بينما أكون أنا القمر الوحيد المشرق في تلك البقعة).

   يستخدم النص الإخباري تقنية الاسترجاع التاريخي، فتستمر الشخصية الرئيسية في سرد قصتها وسيرتها الذاتية ، بينما تظل في نفس المكان مع وجود تقنية الوصف  كوصف الأراضي، والصناديق الذهبية، والأشخاص، والأماكن وما إلى ذلك، مما جعل النص في الغالب أسيرًا لذاتية الراوي، سواء كان وصفًا أخلاقيًا أو حسيًا. 

     منح النص السلطة الذاتية ـــ بصيغة المتكلم ـــ والقدرة على التأثير في توجيه المتلقي يجعل منه مهيمنًا على الأحداث ليفرض صوته المنفرد، ويكون مصدرًا لكل المعلومات الذاتية التي يتم تقديمها عن الأشخاص والمكان والزمان ، بحيث يكون المتلقي أسيرًا لما يقدمه الراوي. وتتلون المشاعر باستخدام الضمائر، ويستمر سردها في أكثر من ثلثي الرواية، وكأننا أمام سيرة ذاتية، أو أفكار عاطفية للراوي، وهذا لا يُفهم خروجها عن السرد القصصي. لم يكن التلاعب بالضمائر استخداما عشوائيًا، بل كان تعدداً متعمد من قبل الكاتبة ليشمل عدة دلالات، منها الكشف عن الاضطرابات التي تعاني منها الشخصيات الخيالية وكشف أسرارها الداخلية. 

   إذ إن ضمير المتكلم أقرب وأعمق في إقناع المتلقي، لأنه (يستخدم أسلوب الراوي بضمير (أنا) ليتمكن من اللعب لعبة فنية تخوله الحضور ، وبالتالي تسمح له بالتدخل والتحليل بطريقة تولد وهم الإقناع ). 

  فالمسافة الزمنية الموجودة في النص بين وقت الحدث ووقت السرد تجعل الإدراك عرضة للتغيير، فضلا عن أن الرؤية السردية التي يُراقب بها لا تقتحم وعيها ولا تمارس أي شكل من أشكال الوصاية عليها، لأن معرفته بها لا تتجاوز معرفتها بنفسها ، فينقل الخطاب والأفعال بملاحظة تشبه الكاميرا. إذ تقول:

(عجله الأيام تدور بلا توقف وأنا ما زلت في مكاني لم أبرحه، سبع سنوات مرت منذ استلمت الحكم بعد والدي وما زلت حتى اللحظة غير قادر على تحقيق حلمي بالحصول على مستعمرة بلجيكية كغيرنا من الدول وكأننا لسنا ألا نكرة أو كأننا ما زلنا مستعمرين من هولندا هذا البلد البغيض الذي يود ملكه لو سنحت له الفرصة الاستيلاء من جديد على بلجيكا. ترددت في وضع الخريطة التي حفظت الخطوط المرسومة كحدود بين دولها من طول النظر إليها على الطاولة، وكلما هممت بوضعها شعرت بخطوطها تمتد كأياد تمسك بي كي لا أتخلى عنها لكن الخبر في الصحيفة بدا أقوى هذه المرة وربما كان هو الفرجة التي انسل منها ذلك الوميض من الخريطة، وميض صغير سيكبر ولن يمكن لأحد إيقاف انتشاره، إنه الكونغو ليو بولد ).

تستخدم الراوية في النص السردي الضمير الشخصي، الذي يأتي في الواقع للتعبير عن المتحدث من أجل إشراك المتلقي في خضم التجربة من خلال توظيف الشخصية ذات السمات الغامضة الأضداد: (وميض ، بغيض ، للاستيلاء ، للحفظ) ، تحمل دلالات رمزية أعطت النص الروائي تكثيفا دلاليًا يتطابق بالكشف عن الذات مع تجربة الاغتراب والابتعاد عن الذات الفردية، والغوص في الضمير الجماعي للمجتمع ، من خلال ما يعانيه من ألم العصر، وبالتالي فإن حضور الذات يستحضر من الماضي وتتساءل عن الحاضر، مما أعطى النص بعدًا خياليًا، يحمل أفكارا وأيديولوجيات متعددة ويشمل أصوات مختلفة .   

  وإذا نظرنا بعناية إلى الثوابت الزمنية في النص، نجد أن الآخر متغير ومتحول على مستوى وقت واحد، أي أن التفكير في البعد الزمني في المناهج التقليدية أخذ بعدًا استنتاجيا، إذ إن العلاقة بين الماضي والنفس مبنية على مخاوف تنبع من ازدواجية الوجود / الغياب، التي لا تتحقق في الوجود والبحث عن الهوية، إذ تعتمد الرواية على إرخاء الوقت الذي يتحكم فيه الراوي الموضوعي ، ويلغي التسلسل التقليدي الذي كان يستخدم للتحكم في الإنجاز الخيالي.

ترصد جانبًا بارزًا من استمرارية الحدث، معتمدةً على فلسفة الواقع الوجودي، وصراع الطبيعة والروح في تاريخ التراث، التي تحمل القصص الأسطورية والحكايات الخرافية وخوارقها والقوة التي تستمد طاقتها من الطبيعة، التي تبعدها عن الرتابة والركود وهذا ما يميزها عن تعدد الأصوات.

 تقول: (الضباع المنتظرة في الميناء لا تختلف عن تلك الموجودة في الغابة كلاهما يحاول الأخذ من دون دفع أي ثمن بل إن ضباع الميناء أشد غدرا لا يمكنك التنبؤ بالتفافها عليك وغدرها بك ولا تعلم من أي جهة ستنهشك حينما توليها ظهرك برغم أنك أشبعتها أو هكذا تظن لأنها لا تشبع لذا عليك التيقظ دائما والانتباه لكل لفتة عين تصدر منها وسماع كل نفسٍ يخرج من صدرها واستشعار ما تريد قوله قبل أن تنطق به). 

  النص يحمل خطابا يعبر عن أيديولوجية سائدة  تنتشر منها رائحة نظام ضمني، يكشف عن تكرار لظروف مواتية للخروج تتمثل بحالة الغدر والإخفاء ما يحاول الحضور بحضوره برؤية هيكل فني فريد يتحدث عن الأحداث التاريخية والاجتماعية، و(يرتبط بالعنصر الزمني ارتباطًا وثيقا ) .

   تستذكر الأحداث الماضية وذلك بكثرة استخدام الجمل الفعلية كمؤشر إلى الأحداث الماضية وإشارة لنهج سردي للواقع الحقيقي تتألق بداخله. 

    ينقل النص إلى المتلقي نقاطا ضوئية تمس أحلامه وأوهامه ووسيلة لكشف ما يدور في أعماق روحه، حيث عبر عن أسئلة رفضت الواقع المهيمن والدعوة إلى إجابات تقدم حجة بديلة لتاريخ الذات من خلال مجموعة من الأنشطة السلوكية التي قامت بها للهروب من فعل مبرر بعد أن امتلأت النفس بذكريات بدأت بالطفولة وانتهت، أو أنها لم تنته بعد حالة التذكر المؤلم، مما مكنه من التعبير عما كان يدور في عقله، لينقل حوارا مع الذات عما يدور في الذهن ومع النفس. 

      مع استمرار قراءة النص، يظهر الاستقرار وتظهر جميع المتغيرات، لكنها في الواقع متغيرات الواقع في الوجود، حيث اهتزت الثوابت الحقيقية لتستبدل بالثوابت الهامشية فتغيرت حركة الاستقرار الأصلي لتغير معها كل الحركات النابضة في الأصل.  

إذ شحنت الروائية روايتها بمشاهد متتالية تحمل سمات لم تستطع إيجاد مكان لها في بيئة أخرى، وجّهت كاميرتها السردية إلى أماكن متعددة في الوقت نفسه، ثم تبددت اللقطات السردية والمشاهد ببيئتها، وهذا شيء يفرضه حال التبادل الثقافي مع الدول الأخرى.

  حاولت الروائية بوعيها التلاعب بالوقت لتفكيك القارئ/ المتلقي، محاولة تدوين الوعي بالأزمة  أو الإشارة إلى الظلم في المجتمع. تُقدم هذه الرواية كمادة للتفكير على مستوى الأحداث والصراعات / القصة, وعلى مستوى الحبكة والتأليف /السرد والخطاب. إذا كان المستوى الأول يمنع الطمأنينة من وجهة نظر واحدة ، فهو يعرض مواقف متعددة تواجه بعضها وتكمل بعضها ، بحيث يتطلب تحقيق هدف النص العام من خلال تمييز الأقوال المختلفة، والاستماع إلى الأصوات المتعددة المتأصلة في النص الشامل وإدراك أبعادها وتداعياتها، ثم المستوى الثاني يمنع الاستمرار في خط أحادي الاتجاه، لفرض إعادة ترتيب الحقائق والتطورات وبالتالي وضع المواقف في سياقها، بحيث يندمج المستويان في مسعى روائي ترتفع جماليته من خلال الاندماج الشعري للمرجعية.

 أثيرت أسئلة الواقع والخيال، والحقيقة والأكاذيب، والحقيقة والوهم، والولاء والغدر ... أسئلة تنفتح على أسئلة تستدعي الآخرين، مقترحة منهجًا فريدًا لهذا العمل الروائي. قد يظهر التفرد ممثلاً في تآزر ثلاثة عوامل أساسية: البنية السردية، والمشهد الدرامي، ومدارات التعبير التي يروج لها الخطاب الروائي، مع حركة السرد المتقاطعة، ومحاور متعددة وخطوات مختلفة كانت حيلة النص بقدر ما هي وجه من أوجه سحره وجماله.