مهرجان فبريانو الإيطالي للمائيَّة العالمي

ثقافة 2023/05/13
...

 علي إبراهيم الدليمي 


شارك العراق وللمرة السابعة منذ 2016 في مهرجان «فبرياينو أن اكواريللو» التابع لمنظمة اليونسكو السنوي،  الذي ترأسه السيدة (آنا ماسينيسا (بمشاركة أكثر من 1200 فنانٍ من 80 دولة من مختلف انحاء العالم، منها ثلاث دول عربية، العراق، مصر، والامارات. 

وكان للعراق في المهرجان الذي يعتبر أكبر الفعاليات الفنية الخاصة بالألوان المائية في العالم مشاركة (7 فنانين)، وقد أشاد بالمستوى الفني للعراقيين من قبل أساتذة المائية في العالم (من الباكستان، وأمريكا، وهولندا والبرتغال، والأرجنتين، وصربيا، وألمانيا، وقد أخذوا التذكارية مع الجناح العراقي)، كما وشارك كلٌّ من د. عامر حسن سلمان، قائد فبريانو ان اكواريللو في العراق، والفنانة وجدان الماجد، أدمن فبريانو في العراق، د. خليف محمود، رسل المظفر، شرحبيل أحمد، رائد الطائي، خالد المدلل – عراقي مغترب في كندا.

وتحدث الفنان د. عامر حسن ممثل العراق في هذ الاحتفال، قائلا: بدأ الاحتفال من يوم 20 نيسان الماضي ولغاية الثاني من أيار 2023، واليوم الأول هو للترحيب برؤساء الفروع في العالم، واليوم الثاني تخلله عقد جلسات اجتماعية وفنية ومناقشة مستقبليه لقيام المهرجانات لعالمي 2024 و2025.            

وفي المحور الأول: تحدث رئيس الجلسة عن بداية ونشوء الألوان المائية في العالم وكان يعتقد أن  نشوء المائية بدأ في القرن السابع عشر وتعود لهم، ولكنهم تفاجؤوا عند مداخلتي الطويلة بان الفنان العراقي (يحيى بن محمود الواسطي) الذي عاش في القرن الثاني عشر 1237، قد استعمل هذه الألوان في رسوماته التوضيحية للسلسلة القصصية الجميلة، الذي كتبها الاديب (أبو محمد القاسم عثمان البصري الملقب بالحريري) وسميت بـ (مقامات الحريري) والتي تعد من روائع الادب العربي، لما فيها من غزارة المادة ودقة الملاحظة، حيث استهوت الفنان الواسطي ليستلهمها بتصوير ملون ينبق للنور خلال النصف الأول من القرن الثالث عشر الميلادي، ممثلة اوج ما وصلت اليه المدرسة العراقية في فن الرسم والتلوين، وهو اول من استعمل هذه الاولوان (وربما ليست الألوان المائية المعروفة حاليا في هذه الأيام من تقنيات متطورة في صناعتها وكيميائياتها)، وقد رسم الواسطي أكثر من خمسون مقامة، وهي الآن محفوظة في متاحف ومكتبات عالمية، وقد ذاع صيت هذه المقامات المرسومة وتزاحم الحكام والمترفين على حوزتها وقد أعجبوا بهذه المداخلة والتعقيب.                                                                

وفي المحور الثاني: في تعريف الفن؟ تحدثت فيه بأن الفن هو رسالة ومسؤولية إنسانية بليغة يؤديها الفنان بكل صدق واحساس وشجاعة، قبل أن تكون ألوانًا وخاماتٍ وخطوطا، وقد اشرت الى مأساة (سبايكر) التي تعاطف الجميع معها حد البكاء في القاعة واثارة شجون الجميع في التكلم بألم عن قضايا إنسانية أخرى مختلفة، اذن هي مسؤولية ورسالة يؤديها الفنان الحقيقي.  

ويواصل د. عامر: وعلى مدى ثلاثة أيام تم افتتاح معرض فبريانو الكبير في قاعة كبيرة ومذهلة، وعرض داخلها 1200 لوحة بأساليب جديدة، وكذلك تم عرض اللوحات جميعها على عارضة كبيرة باسم  كل دولة، كما وكانت فعاليات الرسم المباشر لأساتذة الفن في العالم، وحسب برنامج محدد لكل فنان مع تحديد الوقت له، وفي اليوم نفسه قمت برسم مباشر من اختياري لمواضيع حولنا من مدينة بولونا التي نقيم فيها احتفالنا، وبعد الساعة الثانية ظهرا بدأنا برسم اللوحة الكبيرة (رولة ورق فبريانو عرض 130 سم  في 10 متر فرشت على الأرض)  اثنتان منها تعني لوحة بطول 20 متر للرسم المشترك، وقد رسمت معها مشهدا من أهوار العراق، وفي الوقت نفسه في قاعة أخرى في مكان اخر يبعد عشر دقائق، تقام هناك دروس خاصة في المائية يقدمها أساتذة مختارون وحسب جدول في الوقت والتاريخ الحاضر يحجز قبل شهر أو شهرين بواسطة الايميل ودفع أجور بواسطة البي بال لحضور هذه الدروس النادرة في رسم الألوان المائية. ومن ناحية أخرى قدمت الشركات الرصينة في انتاج مستلزمات المائية من ألوان وفرش وورق مائية خاصة، وتزاحمت الشركات في عرض منتوجاتها وأحدث ما توصلت اليه من التقنيات في صناعاتها. 

كان حضور موفقا للعراق في أخذ فرصته بين دول العالم، حيث كل فنان يتكلم عن دولته، وكان لي الشرف بأن أتحدث عن وطني العراق مهد الحضارات وحاضر اليوم بما فيه من أشياء تشرفت الإنسانية بمعرفتها في العلم والمعرفة والمجتمع والفن، وها نحن نتكلم عن دور العراق في فن المائية، الذي قدمه لنا فنان العراق الواسطي الذي أذهل الحاضرين عندما ذكرته، ورجعت إلى العراق في 26/4 ولم استمر معهم، واستمرت الفعالية لغاية 2/5 وتسمى (عطلة الرسم)، حيث تم السفر إلى خمس مدن إيطاليا (فيرونا، فينيسيا، ميركي، فبريانو، فلورنسا...)  لغرض مواصلة الرسم.