تاريخ التعب من العصور الوسطى حتى اليوم

ثقافة 2023/05/21
...

  كامل عويد العامري

يكشف هذا الكتاب المبتكر الذي صدر للكاتب والمؤرخ جورج فيغاريلو 2020، عن تاريخ لم يدرس بعد، وهو غني بالتحولات والمفاجآت، من العصور الوسطى حتى يومنا هذا. إن أشكال التعب «المتميزة»، تلك التي تفرض نفسها كأولوية في نظر الجميع، تتطور بمرور الوقت. تتغير أعراضه، وتتكيف مصطلحاته، وتتكشف التفسيرات، وتصبح درجاته أكثر وضوحا، وتتضح الادعاءات. إنه رحلة تتخلل تاريخ الجسد والمشاعر، والبنى الاجتماعية والعمل، والحرب والرياضة، وتاريخ علاقتنا الحميمة. لإلقاء الضوء على حاضرنا بطريقة مختلفة تماما.

تكشف المصطلحات اللاتينية fatigatio أو defatigatio عن الأصل القديم جدًا لكلمة “التعب”.

وهي تعبيرات تشير مباشرة إلى فرع من ثقافة أو لغة بين الأمس واليوم، وهو أصل شبه آلي يمكن أن يشير إلى أنه لا شيء، في رؤية التعب والإرهاق، ويمكن أن يتغير بمرور الوقت. لأن الإرهاق في قلب الإنسان. الإنهاك الذي لا مناص منه، والذي يجسد “حدوده”، تمامًا مثل المرض أو الشيخوخة أو الموت. إنه يرمز إلى هشاشته، و “افتقاره”، ويشير إلى عقبة مشتركة على نطاق واسع: العائق “الداخلي”، الذي ينبع من حدود وجوده، و”الخارجي”، الآتي من العالم، ومن قيوده، وتناقضاته. أبسط حالات القصور، لا تنم عن شيء مرضي. كما في قول موباسان الفصل: “وأخيرًا، لقد تغلب عليه التعب الشديد، فنام”.

كل شيء يتغير، ومع ذلك. كل شيء يكشف عن تاريخ، أكثر تعقيدًا لم يُدرس إلا قليلا، غني بالمتحولات، ففي إطار تاريخ الغرب، يختلف إدراك التعب من عصر إلى آخر. حيث يتعين المرور بالعديد من التواريخ: تاريخ الجسد، بتمثلاته وممارساته الصحيَّة، وأنماط الكينونة والوجود، وأنماط  البنى الاجتماعيَّة، والعمل، والحرب أو الرياضة، وببنياتنا النفسيَّة. وحتى علاقاتنا الحميمة.

إنَّ أشكال التعب “المتميزة”، التي تفرض نفسها كأولوية في نظر الجميع، تتطور بمرور الوقت. تتكشف على أنّها “مصنفة”، تخلق بيئات. وتستجيب للتدابير الاجتماعية، وتقترح أنماطًا للوجود الجماعي. في العصور الوسطى، كان تعب المقاتل أمرًا أساسيًا، في حضارة يجسّد فيها الجيش القيمة الأولى. فهو مكرّم، ويستحق التقدير بينما يحتقر تعب الشرير. بل يحسب حسابه في المواجهة بين المبارزين الذي أدى في القرن الخامس عشر إلى زيادة قيمة الفائز وفقا لعدد الضربات التي يسددها المتبارزون في لحظة التحدي.

كل شيء يتغير في المجتمع الكلاسيكي، إذ يفرض رجل المحاماة، وإذ تنمو هيبة الأنشطة الإداريَّة. يقترح رجل المال في حكاية لافونتين (الإسكافي ورجل المال)، والمحامي جان دي لابرويير، أوصافًا جديدة، تشهد على متاعب خاصة، منفتحة على مجالات غير معروفة من الانشغالات. كل شيء يتغير مرة أخرى مع متاعب العمال في القرن التاسع عشر، عندما يفرض الإنتاج ونجاحاته ومخاطره نفسه.. وهذا ما نُدد به بدءاً من لوي رينيه فيليرمي الذي كان من دعاة الإصلاح الصحي في المصانع والسجون إلى ماركس. في حين أن مجتمعنا، مجتمع أجهزة الكومبيوتر والمكاتب، يتجه نحو المزيد من التعب الخفي غير المرئي، فيه حل العبء المعلوماتي محل العبء المادي، وحيث فيه تنشأ تصدّعات شخصية أو جماعية، التي لا يمكن توقعها في بعض الأحيان، بعد رحلات طويلة من معاناة مقنّعة.

كما أن تمثلات الجسد، وتجددها، هي التي توجه الإحساس بالتعب. إن أقدم صورة للجسد هي التي تربط “حالة” التعب بفقدان الحالة المزاجيَّة. الجسد المتعب هو الجسد الذابل. والإرهاق هو تسرّب المادة وانهيار الكثافة. إن الصورة الـ “بسيطة”، بلا شك، وُلدت مع العصور القديمة، تكونت من يقين: مبادئ الجسد الثمينة هي السوائل، تلك التي تتسرّب من الجروح، وتضطرم بالحمى، وتفرغ بالموت. الاستنزاف والانتعاش يعكسان إيقاعا لمؤشرات وترميمات الجسد المتعب. إنَّ الإنهاك هو الذي يرسم حدوده  بقدر إحساسه. 

في عالم التنوير، لم تعد الأخلاط، بل الألياف، والشبكات، و “التيارات”، والأعصاب هي التي تعطي معنى للتعب. تظهر أعراض جديدة، وتؤخذ سمات أخرى في الاعتبار: الإرهاق المرتبط بالإثارة الفائضة والتغلب على الإثارة بشكل سيئ، والضعف الناجم عن التوترات المتكررة أو المستمرة بشكل دائم. لم يعد النقص مرتبطًا بفقدان المادة ولكن بغياب التحفيز. إن الأحاسيس الجديدة تفرض نفسها، وهي تلعب بمشاعر الفراغ، وغياب الإثارة، والتخلي عن الدافع. ومن هنا جاء البحث عن “منشطات”، الإثارة المحددة، وليس مجرد تعويضات للسوائل، والبحث عن مواد تقسية معينة. 

لا تزال الصورة تتغير عندما يتعلق الأمر بمبدأ الطاقات، عندما يصبح الاستهلاك العضوي عملاً، وفقًا للنموذج الميكانيكي للقرن التاسع عشر. ثم تكون الخسارة هي خسارة الحرارة، وهي خسارة محتملة يحددها  «المردود»، أي الشعور بالقوة المعطلة، بينما لا يزال هناك يقين من النفايات الكيميائية التي تغزو الجسد مما تجعله يعاني. ومن هنا يأتي البحث عن “التأهيل”، والسعي وراء احتياطيات الطاقة، والسعي للحصول على السعرات الحرارية، والقضاء على السميات وأضرار الجسد. 

تظهر الكلمات، وتتكشف الأعراض. على سبيل المثال، كلمة “الاكتئاب” - الجسدي أو المعنوي - التي أثارها أثرياء القرن السابع عشر الذين يشكون من ضعف، ونقاط ضعف لم تكن معروفة من قبل. أو “الأوجاع والآلام”، التي استحضرت مع ثقافة القرن الثامن عشر الحسية، والتي تشير إلى آلام غير الملفتة، بل كانت مهملة سابقًا. إن فكرة “الذبول” أو الهزال مرة أخرى، التي أثارتها الطبقة العاملة في القرن التاسع عشر، تشير إلى وهن لا يمكن قهره من خلال تأثيره على الأجيال، نتيجة العوز بقدر العناء المفرط. إن الحدود تتغير. وتنشأ مستويات جديدة من خلال خراب النفس والجسد.

يقدم عالم القرنين العشرين والحادي والعشرين، وهو عصر علم النفس المكثف للسلوكيات والحساسيات، اختلافات غير مسبوقة. من المؤكد أن المشقة الجسدية، موضوع النضال من أجل الاعتراف بها، لم تختف. لكن الاهتمام يتركز على أكثر الآثار المتعددة: القلق، وعدم الارتياح، واستحالة تحقيق الذات. يضاف إلى التعب الناجم عن مقاومة الأشياء التعب الناجم عن مقاومة الذات، وهي عملية داخلية وشخصية وحتى حميمة. في داخل كل واحد منا تُكتشف العوائق والعجز أيضًا؛ ومن داخل كل منا تنشأ أيضًا نقاط الضعف والانهيار. إنَّ التأكيد على هذه الأمور مبالغ فيه عندما تتجاهل صيغ الإدارة الجديدة القيم الفرديَّة لصالح الأرباح الفوريَّة، كل ذلك يؤدي إلى تناقض آني للغاية: “المستهلك الذي لديه القدرة على اتخاذ القرار، والموظف الذي يخسره، والمواطن الذي يدعي ذلك”. ومن ثمَّ فإنَّ الإحباطات الحميميَّة موضع تساؤل.

هذا هو في الواقع التحدي الذي يمثله هذا النهج التاريخي الذي يعد أيضًا استدعاء لأصوله: لإظهار كيف أن ما بدا دائمًا كان متجذرًا في الجسد قد دُوّن أيضًا، على مرّش القرون، في ضمائر الناس والبنى الاجتماعيّة وتمثلاتها، حتى وصل إلينا في أعمقنا.

لا تزال هناك خاصية مميزة في استخدام كلمة “التعب” في العصور الوسطى. ذلك يعتمد على الإدراك. يمكن الكشف عن التعب “خارجيًا” بقدر ما يظهر “داخليًا”: “الإخوة السبعة” الذين هاجمهم السير جالاهاد (وهو شخصية خيالية وفارس شجاع من أسطورة فرسان المائدة المستديرة) كانوا متعبين لدرجة أنهم لم يعودوا قادرين على الدفاع عن أنفسهم”، ويشير موقفهم إلى استعداداتهم الجسديّة؛ وبالمقابل، فإنَّ السيد غاوين، وهو شخصية في أسطورة آرثر، في بيرلسفاوس (قصة حب رومانسية يعود تاريخها إلى النصف الأول من القرن الثالث عشر)، “يشعر بإرهاق أيام السفر الطويلة”، وهذا الشعور، هذه المرة، يعبر عن هذا التصرف نفسه.

فضلا عن ذلك، يتجه الديبراندين من سيينا، وهو طبيب إيطالي في القرن الثالث عشر، نحو الأشكال أو الألوان في الجسد، من دون إبراز دقتها: ففائضها يجعل الجلد محمرًّا، ونحيلا أيضًا. 

كان المتفرّجون، في القرن الخامس عشر، يحبون حساب عدد الأشواط والضربات، بين المبارزين لتقدير قسوتها، وتقييم مدتها. مثل تحدي 15 ديسمبر 1445، في مدينة غنت البلجيكية، حيث امتدّت المواجهة بين جاك دي لالينغ وبين الفارس الصقلي، حتى حلول الظلام: للدلالة، على تقدير مقاومة المتبارزين”.

ويبقى الغضب والهموم والمرارة والأوهام التي يمكن أن ترتبط آثارها بالمتاعب، حتى أن قسطنطين الأفريقي [ (نحو 1020 - 1087) طبيب مستعرب مسلم سابق ولد بقرطاجة أو القيروان. اعتزل في الدير البنديكتي بمونت كاسينو لعقدين من الزمن. خرج من الإسلام وتحول إلى المسيحية على المذهب الكاثوليكي، وهرب إلى إيطاليا ومات راهبا في مدينة كاسينو]، وفي وقت مبكر من القرن الحادي عشر، يسرد أسبابًا عديدة ومتميزة للتعب ولكنه يعلق عليها قليلا: “التفكير المفرط، التذكر، التحقيق في الأشياء غير المفهومة، الظن، الأمل، التخيل.

وفي السفر، تقتصر اللغة الإدارية لكتبة دوق بورغندي، في مايو 1344، أثناء رحلته إلى مدينة الباباوات، بإحصاء حالات الفشل أو الأمراض. المرضى والوفيات، على وجه الخصوص، هي الحلقات النهائية للصعوبات المصادفة: أربعة وخمسون مريضًا (جرى التخلي عنهم في الحال)، ما يقرب من ثلث “المغادرين”، توفي أربعة منهم، من أصل ما يقرب من مئة وسبعين شخصًا، بين مايو وأكتوبر 1344. جرى تأكيد ذلك بشكل غير مباشر برسالة من لويس السادس موجهة إلى ملك قشتالة في عام 1387: “يجب نقل” ألفي رجل مسلح “الذين أرسلهم لمساعدته” بأمان وبأقل الأضرار قدر الإمكان”.

وكان الابتهال المكرّس للسفر الذي كتبه يوستاش ديشان، في القرن الخامس عشر، لا يزال يوضح ذلك، من خلال تراكم الإرهاق الشديد، على الرغم من أنه يُذكر، بالمقابل،، بالاهتمام في مواجهة العالم لتقديره بشكل أفضل:

أولئك الذين لا يغادرون الفندق

من دون المرور عبر مختلف البلدان،

لا يعلمون بالألم المميت

حيث تجتاح الناس الذين يمضون

الشرور والشكوك والمخاطر

البحار والأنهار وخطى الأقدام

اللغات التي لا نفهمها

الوجع وعمل الجسد 

لكن مهما كان هذا التعب 

 لا نعرف أن شيئًا سينهار.

إنَّ اللوائح الدينيَّة في هذا الصدد رمزيَّة، وهي تفضل اقتصادًا ضروريًا للطرق. رئيس الأساقفة راؤول دي بورجيه، في منتصف العصور الوسطى، “حمى” كهنته من الرحلات الطويلة: فقد سمح لمن يقيمون أكثر من “ستة أو سبعة آلاف من المدينة” بالمشاركة في مجموعات من عشرة أشخاص لإرسال أحدهم إلى الأسقف يوم خميس العهد ليجمع في ثلاث قوارير مختلفة الميرون المقدس [مزيج من زيت الزيتون والبلسم] للمعمودية والزيوت المقدسة للوعاظ والمرضى. وكانت زيارات الأسقف هي نفسها محسوبة بدقة، ودائمًا ما تكون رسميَّة، ولكنها “نادرة” حتى قبل القرنين الحادي عشر والثاني عشر. 

وتعد رحلات الحج، كثيرة ومتباينة ومتنوعة لدرجة أنها تعد “السبب الأكثر شيوعًا للسفر”. وطريقة “للسير على خطى المسيح”، في عالم ديني حيث يبقى “المخلص”، وهو نفسه واعظ متجول، “النموذج الأصل للمسافر”. رحلات تعكس تمامًا المعنى المبتذل للإرهاق: لم يعد الحجيج يعانون من الإرهاق بل الإرهاق المطلوب، ولم يعد الإرهاق معاناة عرضية، بل معاناة مطلوبة، فـ “العظمة”، المكتسبة بمجرد الوصول على الهدف. فالحاج، بعصاه، وحقيبته، وهو حافي القدمين، لا يمثل فقط شخصية القرون الوسطى للخلاص المتوقع من ارتياد الآثار والأماكن المقدسة، بل إنه يمثل أيضًا رمزيّة الفداء المتوقع من الإرهاق الذي يجعله يتحمل الطريق. التعب جزء من الفداء: “أي حج من العصور الوسطى هو، إلى حدٍّ ما، عمل كفّارة، بسبب الصعوبات العملية في الرحلة (التعب وأخطار الطريق). يوجزها ألفونس دوبرون: “إنّها محنة الفضاء التي تواجه الحاج”. “المسافرون من الشرق، الذين يوسّعون الخطى في سيناء نحو قبر المسيح، يقولون ذلك بنحو قاطع، بينما يتذرعون بكفارتهم. لا شيء سوى العذاب، ومعناه النهائي، الفضيلة والتقوى.

وكان غي دي دامبيير، الذي أصبح كونت فلاندرز في عام 1251، وتوفي عام 1305، قد قدم، “مبلغًا قدره ثمانية آلاف جنيه إسترليني لمن، في حالة عدم تمكنه من تلبية رغبته في الذهاب إلى الأراضي المقدسة، من شأنه أن يجعل هذا الحج له”.

في القرن الثاني عشر، اشتهر القديس غيوم دي فيرسيل بأنه ذهب إلى كومبوستيلا وهو في الخامسة عشرة من عمره.. لقد أصبحت مشاهد التوبة أو المواكب في مثل هذه الظروف شائعة، فإلى عواصم الكنائس في القرنين الثاني عشر والثالث عشر، كان الحجاج يسيرون حفاة. إنها “الإماتة الجسدية” أي ممارسة الزهد الديني الذي يتمثل في فرض معاناة على الذات، كما تقول كارين أولتشي، فقبول الألم، طريقة لضمان الغفران.

وهناك موقف آخر  للتكفير عن الذنب، يتكرّس في مساعدة المشاة، بغسل أقدامهم. فقد كان القديس لوي، معتادا كل يوم سبت على “غسل أقدام الفقراء في مكان سري”. واكتسبت إيزابيل، ابنة ملك المجر، في عام 1230، القداسة بتكريس نفسها لقضية الفقراء، فهي تغسل أقدامهم عندما يأتون إلى صلاة المغرب، وتلبسهم أحذية حسب حجم أقدامهم. وهنا الأقدام، أماكن للمعاناة الرمزيّة والتعب والزمن.

واطلقت الكنيسة العقوبة كتوبة، ففي عام 1387 يعفو جان بيغو دي سان موريس دي نو، عن مذنب بارتكاب جريمة قتل، “بشرط أن يذهب إلى كاتدرائية نوتردام دو بوي سيرا على الأقدام ويؤدي مئة قداس من أجل خلاص روح المتوفى”. ومُنحت مغفرة في عام 1393 لاثنين من سكان أبرشية أزاي لو برولي كانا قد شاركا، قبل أربع سنوات، في قتل سارق وسرقة امرأة “بشرط أن يذهب أحدهما إلى دام دو بوي، والآخر يذهب إلى سان جاك دو غاليس”. لكن هذه الممارسات تلاشت في القرنين الرابع عشر والخامس عشر، وحل محلها الجلد والتعذيب.

وكان (الكسل والنعاس) مصدر قلق للرهبانية في العصور الوسطى، الذي وُصف بأنه “عدو الروح”، وعلامة على الملل، فالقديس جيروم، ناسك الصحراء في خدمة مستمرة للمسافرين المرهقين، يضرب جسده لتجنب النوم بأي ثمن: “إذا وصل النوم إلى نهاية مقاومتي وكاد يتغلب عليّ، أضرب عظامي الهزيلة على الأرض بشدة، والتي بالكاد يمكن أن تتماسك”. 

وفي قرننا هذا كان لجائحة كوفيد - 19، الذي ظهر في نهاية عام 2019، فجأة، نصيبه في اضطراب السلوكيات، وتغيير في العادات، جعلنا نختبر المكان والزمان بشكل مختلف، فقد سلّط الوباء، الضوء على ما اقترحته العقود السابقة حول التعب، وحول طابعه الشخصي، وتعقيده، وبلا شك أيقظ مخاوف منسية أصبح بها رفيقًا مألوفًا اليوم، ومقاومة داخلية ومستمرة يعاني منها كل واحد منا.