لعبة الدوائر الفارغة

ثقافة 2023/05/23
...

  بغداد: الصباح


صدرت رواية (لعبة الدوائر الفارغة) للأديب علي لفتة سعيد وهي الرواية الثالثة عشرة له عن دار الصحيفة العربية ودار العراب في سوريا.

الرواية تناقش واقع العراق، الذي مرّ بعد ما بعد عام 2003، حيث شهد واقعا مختلفًا بما فيه من الأزمات الكثيرة، وكان أكثرها الإرهاب والفساد والتعصب. 

الرواية لا تعتمد على الحكاية في تسيير الأبطال والشخوص والثيمات والتنقل من المتن الحكائي إلى المبنى الحكائي، بل هي تعتمد على صناعة الفكرة الروائية لطرح الأفكار المختلفة والمتصارعة، والمتضاربة حد القطيعة.. 

ولهذا كانت الرواية في زمنها هو زمن جائحة كورونا، حيث تتعطل الحياة ويلزم كل واحد بيته، ومن هنا تنشأ العلاقات الجديدة، وتتم صناعة الحكاية داخل الفكرة الأساس، من خلال إيجاد ثلاث عائلات تعيش في شارعٍ واحدٍ وفي كل بيت ثمة رجل ينتمي إلى الواقع العراقي الجديد الذي أفرزه زمن التغيير. 

أولهم إرهابي حيث انتمى إلى الجماعات المسلّحة، والثاني متعصب يعتقد أن الأمور أصبحت له، وأنه ينتمي إلى الزمن الجديد.. والثالث فاسد حيث استغلّ السلطة لتنمية أمواله ولو كان ذلك على حساب زوجته، التي تستغل زوجات الاثنين الآخرين لتجعلهما معها في الوصول إلى السلطة والحصول على المشاريع والتقرّب إلى مراكز القرار السياسي والمالي.

تبدأ الرواية في زمنٍ قريب من انتهاء الجائحة الكورونية، حيث تجتمع النساء في بيت الفاسد التي هي مسيطرة على زوجها للمطالبة بإعادة العمل في التجارة والاستثمار وتنمية الأموال.. فالزمن لا يجب أن يتوقّف أمامهن بعد أن عرضن أجسادهن ليكون وسيلةً للعمل. 

ومن خلال هذه الجلسة، يتم الكشف عن العمق الاجتماعي لكل واحدةٍ منهن وأزواجهن وكيفية الزواج، وماذا حصل لهن ليكن كذلك.. ليتبين أن الزوجات هن  ضحيّة الرجال، الذين كل واحدٍ منهم ذهب باتجاهٍ مخالف للواقع الإنساني.

في الجانب الآخر يجتمع الثلاثة عند بيت المتعصب، حيث يتبيّن أنهم كانوا في مرحلة دراسية واحدة، وإن انتمى كل منهم إلى مذهب وجانب أخلاقي واعتباري مختلف.. حيث يخطط الفاسد ليكون صاحب سلطة على الاثني،ن وكل يكشف نواياه التي يعتبرها صحيحة، فتحدث الصراعات ويكشفون أوراقهم في التعصب والإرهاب والفساد.. وكل واحد منهم يخبر الآخر أن زوجته ضحية أفعاله، ويتبيّن من خلال جلسة الليلة الواحدة وعرض الفاسد عليهم العمل معه، بدلًا من العمل على حمل السلاح ..

في المنطقة الأخرى تطلب النساء من أحد المطاعم عشاء بطريقة الدليفري وكذلك يطلب الرجال.. 

وحين يأتي الدليفري على الدراجة، وهو العنصر الكاشف للمكان المحيط وكذلك كاشف المدينة في زمن نهاية كورنا حيث خوف الناس والعلاقات الاجتماعية والجانب الأمني والاستخباراتي. 

ليقف بين بابي البيتين، حيث تخرج النساء الثلاث لاستلام الطلبية، ويخرج الرجال أيضا فيكتشفون  حقيقتهم..

الرواية تغلفها الحكاية لكنها مبنية على أساس طرح الأفكار والصراعات المجتمعية، مثلما هي تعلو من شكل الأفكار عن طريق التنوع الحكائي.

الرواية لا تنتمي إلى النهاية المباشرة، حيث ستكون مفتوحة وعلى الملتقّي أن يعرف سبب إطلاق النار في بيت الرجال والأصوات، التي سمعت وهي تقطع الشوارع.

سبق للروائي سعيد أن أصدر 12 رواية وست مجاميع قصصية وأربع مجاميع شعرية، وست كتب نقدية ومسرحية واحدة.