علي جمال: رسائل الفن المختلفة

ثقافة 2023/05/25
...

 سرور العلي 


خامات كثيرة تأخذ الفنان الشاب علي جمال، وتذهب به إلى عوالم مليئة بالألوان الزاهية، إذ يترجم هناك الألم والمعاناة ومختلف الموضوعات التي تؤطر حياتنا، بأعمال فنيَّة غاية في البراعة والاتقان. 

بداية دخول جمال في هذا الفن، كأيِّ رسامٍ عاديٍّ بواسطة الورقة والقلم والرسم على الخشب ومختلف الخامات، لكن عام 2016 هنا كانت نقطة التحول، فقرر الاتجاه نحو الفن التشكيلي المبتكر، فقام بابتكار طرق جديدة، وأساليب مختلفة بالرسم، والخضوع لمبدأ واحد وهو أنَّ الجمال موجود في كل شيء، فقط 

علينا ملاحظته، والنظر له بعدة زوايا.

بدأ بالتطور من خلال شغفه الذي يعده المحرك الأساس للإبداع، كذلك بالصبر، والاستمرارية، والعمل، للوصول إلى النجاح، ويعتقد أنه لكي يكون الفرد محترف بمجال الفن، ينبغي أن تكون لديه هذه الثلاثية، وهي تغذية فكريّة، وسمعيّة، وبصريّة، فحتى تنجز عمل يجب التغذي بصرياً، من خلال مشاهدة الصور والفنون سواء كنت فنان أو مصور، وحتى تعالج تلك الصور يجب أن يكون لديك منطق وخلفية فكريّة، قادر العقل على برمجتها، لأنَّ كثيراً من الناس يشاهدون، ولكن ليس لديهم القابلية لمعالجتها فكريّاً، وتحويلها من صورة إلى أخرى، وسمعيّاً من خلال استقطاب الأذن للأشياء النافعة، وبتلك الطرق تمكن من تطوير إمكانياته. ويؤكد أن "هذا الشغف يولد لديَّ فكرة الخلود، وهي تخليد الأعمال بعد الموت، وتقديم رسائل هادفة للمجتمع، وفي النهاية فالفن رحلة استمتع بها". 

وكانت اللوحة التي نالت صدى واسعاً هي للاعب ليونيل ميسي، إذ ارتفعت مشاهدته في منصة "تيك توك" إلى 10 ملايين مشاهدة، ومليونين و200 ألف في فيس بوك، ومليون في موقع انستغرام، كما أنّ الأعمال الأخرى أخذت أصداءً كبيرة. 

ومن الخامات المستخدمة في عمله، هي البلاستك ومخلفاته، والفايبر خشب، والدبابيس، واللاصق، والحقن، وأكياس النايلون، وما زال يكتشف خامات جديدة، ويستغرق العمل منه وقتاً، بحسب حجمه، وتفاصيله، والخام المستخدم به، لكن بشكل عام يدخل العمل بعدة مراحل، أولها التخطيط، وكونه متمكنا به يخرج العمل بدقة عالية، كذلك مراحل أخرى كتحديد القياسات والأرقام، وتتراوح مدة العمل الواحد من شهر إلى شهرين، وأحياناً تكون عشرين يوماً.

ويتابع: تواجهني أحياناً مشكلات أثناء العمل حين ابتكره، كالأخطاء وأقوم بمعالجتها، وهنا الفكرة وهي البحث عن الحلول العاجلة، فضلاً عن صعوبة بالبحث عن الخامات كالبلاستك الذي أقوم بجمعه من المخلّفات ومكب النفايات، وصعوبات أخرى بالبحث عن الخامات في الأسواق والمحال".

وجمال الحاصل على دبلوم رسم هندسي وبكالوريوس هندسة معمارية لديه هوايات أخرى، ومنها العزف على البيانو، كما أنّه ملمٌّ بالموسيقى والمقامات الشرقيَّة، ويسعى لإقامة معارض فنيَّة على مستوى العالم، ونشر فن مختلف وجديد، وتأسيس أكاديميّة كبيرة للفن، ورفع اسم البلد في المحافل الدوليَّة.

وأشار إلى أنّه قليلاً ما يواجه الانتقادات السلبيّة على أعماله، إذ دائما ما يتلقى الانبهار والإعجاب من الآخرين، لا سيما أنّه يحرص على الدقة العالية بالعمل، واختيار فكرة قويّة. 

جمال الذي شارك بمعرض جمعية الفنانين التشكيليين، وبمسابقة رامنكا بأربيل، ونال المركز الأول عن لوحة "صرخة امرأة" المصنوعة من البلاستك لفت إلى أنَّ الفن رسالة، وكل فرد يقدم رسالته من مكانه، كالممثل، والشاعر، والمصور، وبالطبع معظم أعماله هي رسائل، والأخرى هي تكنيكيَّة بامتياز، وبمجال المعمار تعلّم كيف أنَّ كلَّ عمل يبنى على فكرة، مثل لوحته "لوحة الأم"، مدة العمل بها 200 ساعة، واستخدم بها 2000 حقنة، وهي أكثر لوحة ولدت مشاعر لدى المتلقي كالحوار، وعشرات النساء تفاعلن مع فكرتها، فأحدهن علقت بأنّها أخذت الكثير من الحقن، كي تلد طفلها، ومرت بتلك الظروف، ولوحات أخرى أبدع فيها مثل لوحةِ الشهيدين، والسيارة الأخيرة، واللوحة المصنوعة من أغلفة الرصاص، ولوحة الموناليزا باستخدام 8 آلاف دبوس، ولوحة ليلة النجوم، ومدة العمل بها شهران، مصنوعة من البلاستك، وأكياس النايلون، والملاعق، وقناني المياه، ويطمح لإيصال رسائل مختلفة بالفن.