عن البيوت وساكنيها

ثقافة 2023/05/25
...

 ليث الصندوق


أقفزُ بذاكرتي المطاطية فوق سُطوح البيوت

من بيتٍ إلى بيت

ومن جَوف مزهرية

إلى حَشوة أريكة

أقلّبُ الجدرانَ بيديّ

بحثاً في الرطوبة والأملاح

عن فيروسات الحنين

أصغي في الغرف الواجمة

إلى ما رسب في أواني الظلمة من موسيقى النهود

المساميرُ العرجاء

تتوسل عابري البوابة أن يحملوها على أكتافهم

لتزورَ أصدقاءَها المفكّاتِ والبراغي

والفوانيسُ العمياءُ تتلمس الحنفيات

لعل قطرة ماء تُنبتُ في أحداقها شتلة ضوء

حاولتُ العثور تحت أقدام الحمّالين

عن سُعال الجدّات

لكنّ انهيارَ جبالِ الصمت

وأرى آثارَ المتسلّقين

ولم يبقَ من حفيف الأفخاذ المفترسة

سوى نُتفٍ من تقويم قديم

قرضته فئرانُ الغبار

**

أيها المُفرّطون بحدائق المرجان

من أجل حصاة صغيرة

ترسو عليها البواخر الحوامل بأجنة مجهولة الآباء

أرحموا ذكرياتِكم من التشرّد

أعيدوها إلى صدوركم المهجورة

أفرشوا لها أهدابَكم

وهدهدوها لعلها تنام ، وتحلم

دعوا الزهورَ المتيبّسة

تستعيد لمسات أيادٍ أرضعتها الحليب

ومضت بها إلى حضانة الأطفال

**

الماضي غِربال

كلّ ما يُزخرف سقف الزمن من الذهب

مرّ عبر ثقوبه.