باسم عبد الحميد حمودي

 التشكيليَّة ذات الأصول العراقيَّة زينة فلاح صباح نوري السعيد تصنع الفرح والمهابة التشكيليّة المنمنة دوماً، وهي تعيش حياتها الضاجَّة بالعمل الفني المقتنع بتفوق الشخصيَّة الذاتية على تاريخ الأسرة الضاجّ بالتفاصيل.

ولدت زينة السعيد في عمان عام 1978 لأمٍّ من أصول شركسيَّة ووالدها هو الطيار فلاح ابن عقيد الجو صباح نوري السعيد.

كان والدها (ت 1983) طياراً للملك حسين بن طلال وقد زار العراق في الثمانينات أول مرة بعد أكثر من ربع قرن على سقوط التجربة الملكيَّة وتفقد بغداد من دون أن يستعيد جنسيته العراقيّة هو  وأسرته!.

كان والدها قبل هذا متزوجا من السيدة نهلة العسكري في بيروت وقد أنجب منها الفنان والرسام التشكيلي صباح عام 1967 وهو مشهور الآن بأعماله الكتابيَّة ورسومه للأطفال في بريطانيا تحت اسم S.F.Said

في سلسلة حكايات عن ميسوبوتاميا.

وميسوبوتاميا هو الاسم الإغريقي الذي يحبه الرسام – الكاتب ولم يره حتى اليوم.

درست زينة في معاهد عمان من مدرسة عبد الحميد شرف الثانوية إلى دخولها الجامعة الامريكية في العاصمة الاردنية متخصصة بإدارة الأعمال.

دخلت زينة بعد ذلك فرعا تدريبياً فنياً في جامعة لندن لدراسة الفن التشكيلي، واكتسبت قبل هذا خبرتها الخاصة في الفنون التشكيلية التي رسّختها تجارب العمل الاحترافي والمعارض العامة المشتركة والمعارض الشخصية في عمان - الامارات - لندن - اوهايو - نيو زيلند- تونس- بيروت - فينا- وايطاليا.

تميزت رحلة زينة التشكيليَّة بذلك الاحتكاك الجميل بين الأسطورة والواقع في لوحات مثل (تراتيل النجوم) و(ظلال الغروب) والعديد من النتاجات التشكيلية المصنوعة بطريقة المنمنمات المجسّدة لايقونات البقاء المضادة للفناء.

يتجلى ذلك في معارضها في ايطاليا وفرنسا واهتماماتها البصريَّة  المجسّدة لتداخل الظل مع الخيال داخل أساطير الخلق المتعددة.

أسهمت زينة السعيد في مشروع اليونيدو الخاص باللاجئين وصنعت مجموعة حقائب جميلة عرضت للبيع في مزاد عالمي في فينا خصص ريعه لهذه الفئة المضطهدة من 

البشر.

استخدم الباحث الدكتور فلاديمير تروبانسكي (الاستاذ في جامعة كاليفورنيا) لوحتها عن اللاجئين في غلاف كتابه المهم (امبراطورية اللاجئين) الذي قدم رؤية جديدة للمشكلة الأزلية للبشر والتي كانت تصيب فنانتنا من طرف خفي.

زينة السعيد دعيت كأستاذة رسم في مدارس الموهوبين العراقية وهي عضو جمعية الفنانين العراقيين رغم عدم اكتسابها الجنسيّة وعضو الجمعية التشكيلية الاردنية وهي أيضا تنتمي إلى جمعيات فنيّة وثقافيّة عدة تهتم بعلاقة المرأة بالفن التشكيلي.