الصمت.. من عصر النهضة إلى يومنا هذا

ثقافة 2023/05/27
...

 كامل عويد العامري

(هناك دائما، في الصمت، ما هو غير متوقع، الجمال الذي يفاجئ، نغمة معينة نتذوقها ببراعة ذواق، وطمأنينة ذات نكهة رائعة (...) لم يكن أمر بديهيَّا أبدا، يحدث كما لو كان مدفوعا بقوة داخليّة. يستقر الصمت (...)، وهو يتقدم بخطى مرنة وناعمة). 

جان ميشيل ديلاكومبتي

كلمة قصيرة في مديح عشاق الصمت

يكمن الصمت في داخلنا، في هذه القلعة الداخليّة التي ترعرع فيها عظماء الكتاب والمفكرين والعلماء والنساء ورجال الدين قرونا عديدة. في الوقت الذي تغزو فيه الضوضاء جميع الأماكن، يلقي آلان كوربان في كتابه (تاريخ الصمت من عصر النهضة حتى يومنا) نظرة على تاريخ هذا العصر عندما كان فيه الكلام نادرًا وثمينًا.

لقد تخيل الرهبان آلاف التقنيات لتمجيده، حتى قطط شارتروه الفرنسية التي تعيش فى هيئة مستعمرات طبيعيَّة لكنها لا تموء. قال الفلاسفة والروائيون كم أن الطبيعة والعالم ليسا وسيلة إلهاء عبثية، ومع ذلك، في نهاية الخمسينيات من القرن الماضي، فقد الصمت قيمته التعليميَّة. تجبرنا الوسائط المعلوماتية المفرطة في القرن الحادي والعشرين على أن نكون جزءًا من الكل بدلاً من الاستماع إلى أنفسنا، مما يؤدي إلى تعديل بنية الفرد ذاتها.

إنَّ الصمت ليس مجرد غياب الضوضاء. لقد أصبحت المعالم السمعيَّة مشوّهة وضعيفة وغير مركزيَّة. اشتدَّ الخوف وحتى الرهبة من الصمت.

في الماضي، تذوق الناس في الغرب عمق الصمت ونكهاته. لقد اعتبروه شرطًا للاستغراق في التأمل، والاستماع إلى الذات، والتفكير العقلي، والصلاة، وأحلام اليقظة، والإبداع؛ وعلى وجه الخصوص مكانا داخليا ينبثق منه الكلام. كانوا ينحتون منه الطرائق الاجتماعية. وكانت اللوحة بالنسبة لهم كلمة صمت.

كانت حميميَّة المكان، منسوجة بالصمت. منذ ظهور الروح الحسّاسة في القرن الثامن عشر، كان الرجال الذين ألهمهم رمز السمو، يقدرون آلاف حالات الصمت في الصحراء ويعرفون كيف يستمعون إلى صمت الجبال والبحر والريف.

كان الصمت شاهداً على  حدة اللقاء الرومانسي وكان يبدو أنّه حالة من الانصهار. كان يتكهن بأمد المشاعر والأحاسيس. كيف يمكن التحقق من قيمة ما بقي لنا إن لم يكن من خلال الغوص في اقتباسات العديد من المؤلفين الذين ذهبوا في مهمة جماليَّة حقيقيَّة؟ من خلال قراءتها، يضع الجميع حساسيتهم على المحك. في كثير من الأحيان ادّعى التاريخ أنه  يشرح ذلك. عندما يقترب الصمت من عالم العواطف، فإنّه يحتاج أولا إلى جعل الناس يشعرون، خاصة عندما تختفي الأكوان العقليَّة. هذا هو السبب في أن عددًا كبيرًا من الاقتباسات الكاشفة [بلغت 336 اقتباسا] أمر لا غنى عنه. إنّها وحدها تمكّن القارئ من فهم كيف عانى الناس في الماضي من الصمت.

من الصعب الآن إشاعة الصمت، مما يمنع سماع هذه الكلمة الداخليَّة التي تهدئ وتخفف. يوجب المجتمع نفسه على الانحناء للضوضاء من أجل أن يكون جزءًا من الكل بدلاً من الاستماع إلى نفسه. وهكذا وجدت بنية الفرد ذاتها متغيرة. 

بالتأكيد، هناك عدد قليل من المتجولين الانفراديين، والفنانين والكتاب، ومريدي التأمل، والنساء والرجال الذين اختاروا العزلة في  دير، وبعض من زوّار المقابر، والعشّاق على وجه الخصوص، يبحثون عن الصمت ويظلون حساسين تجاه قوامه. لكنهم يشبهون المسافرين الذين تقطعت بهم السبل في جزيرة، سرعان ما أصبحت مهجورة، وتآكلت شواطئها.

ومع ذلك، فإنّه ليس بقدر ما قد يعتقده المرء أن زيادة شدة الضوضاء في الفضاء الحضري هي التي تشكل الحقيقة الرئيسة. بفضل نشاط النشطاء والمشرعين وخبراء حفظ الصحة والفنيين الذين يحللون الديسيبل، فإنَّ ضوضاء المدينة، التي أصبحت مختلفة، ربما لم تعد تصم الآذان أكثر مما كانت عليه في القرن التاسع عشر. يكمن جوهر الابتكار في المبالغة في وسائط المعلوماتية، وفي الارتباط الدائم، ونتيجة لذلك، في التدفق المستمر للكلمات الذي يفرض نفسه على الفرد ويؤدي به إلى الخوف من الصمت.

هناك أماكن فيها يفرض الصمت وجوده تنطبق عليها نصيحة فاليري: "استمع إلى هذا الضجيج الرقيق المستمر والذي هو الصمت. استمع إلى ما يسمع عندما لا يسمع شيء"؛ هذا الضجيج "يغطي كل شيء، حتى هذه الرمال تتغطى بالصمت... لم يبقَ شيءٌ، ليس هناك ما هو مهول للآذان". ويكتب ماكس بيكار: "لا يمكن رؤية الصمت، ومع ذلك فهو واضح هناك؛ إنّه يمتدُّ بعيدًا وواسعًا ومع ذلك فهو قريبٌ منك، قريبٌ جدًا لدرجة أنّك تشعر به كجسدك". 

في روايات فيركور (جان بروليه) وخاصة في رواية (صمت البحر)، في ذلك المنزل الذي يسكنه العم وابنة الأخت والضابط الألماني فيرنر فون إيبريناك. الذي يمثل الاحتلال الألماني، وبدءا من اليوم الثالث، يشعر به الأخير ويزنه حتى قبل الدخول. وبعد أن يتكلّم، يستمر الصمت، "يزداد كثافة وسمكًا، مثل ضباب الصباح. كثيفاً جامداً"، إنّه "صمت فرنسا". صمت كرامة عام 1941 الذي تحول إلى صمت مقاوم.

ويكتب بول كلوديل: "أي غرفة تشبه سرًا واسعا. لأنّها المكان الحميم  للصمت بامتياز". وفي القرن التاسع عشر، تؤكد ميشيل بيرو، كان الطلب يتزايد للحصول على الغرف الخاصة، ويعلن بودلير عن البهجة التي تمنحه حقيقة أنه، في المساء، يلجأ أخيرًا إلى غرفته. أنه يهرب، كما كتب، مقتبسًا من لا برويير، من "المحنة الكبيرة المتمثلة في عدم القدرة على أن يكون وحيدًا"، على عكس أولئك الذين يركضون وسط الحشد خوفًا "ربما من عدم القدرة على إعالة أنفسهم".

وقام مارسيل بروست بتغطية جدران غرفة نومه بالفلين وقدم رشوة للعمال للتوقف عن العمل  في الشقة التي تعلوه. وأعرب كافكا عن رغبته في أن تكون له غرفة في فندق تسمح له "عزل نفسه، والتزام الصمت، والاستمتاع به، والكتابة في الليل".

من الواضح أن الروائي الفرنسي في القرن العشرين المهووس بصمت غرفة النوم، ويخضع لضرورة تحليله، ليجعل منه محسوسًا، هو جورج برنانوس. يتضح هذا الشعور بشكل خاص عند قراءة روايته (السيد وين). حيث الصمت يعبر عن اليأس ويصاحب موتا يسبقه عذاب طويل.

ويستحضر ألبير كامو، في الصفحات الأخيرة من روايته (الغريب)، الموضوع نفسه. فقد لجأ أوبرمان دي سينانكور إلى المكتبة (الوطنية) للتغلب على الملل الذي لا يطاق الذي يعيشه في باريس. هناك، يعلن، "أشعر بسلام بين الناس الصامتين مثلي، أكثر من السلام بمفردي في وسط سكان مضطربين، ويضيف: "نادرًا ما أخرج، إلى الفناء، من دون أن أتوقف لمدة ربع ساعة في هذا المكان الصامت".

ويؤكد موريس دي غيران أن أصواتًا تجعل من الصمت يتردد صداه وفي ذات الوقت تضفي على المكان عمقًا. ويشارك ماكس بيكارد ذات النوع من القناعة. يكتب:  إن "الأشياء في الطبيعة مملوءة كلها بالصمت... الطقس نفسه مشبع بصمت خاص و "كل فصل يأتي من صمت الموسم السابق". خلال فصل الشتاء، "الصمت مثل شيء مرئي"؛ وفي الربيع، يبدو أن اللون الأخضر قد مر بصمت من شجرة إلى أخرى"، ويرى نيكولا كلوتز أن الأفلام الجميلة صامتة... وأن "الصمت"، "ليس على الإطلاق الصمت ذاته". يربط شاتوبريان الصمت الليلي بتأثيرات القمر. "عندما تقاوم أولى فترات الصمت في الليل ونغمات النهار على سفوح التلال، وعلى ضفاف الأنهار، وفي الغابات وفي الوديان، عندما تصمت الغابات...  عندها يبدأ الطائر في الغناء ويكشف عن صمت الليل. وكتب فيكتور هوغو في (التأملات): "أنا الكائن المائل (...) / الذي يسأل الليل عن سر الصمت" وشاتوبريان، الذي فهم "الشرق سماعا"، يصوره صمتا هائلا من الخراب الناجم عن الاستبداد. هذا النظام السياسي، في نظره، يرعب الناس والعالم. في القسطنطينية، الصمت مستمر. لا تسمع أصوات عربات. أو أجراس، "لا ترى من حولك غير حشد صامت".  وعندما سافر عبر اليونان، كان قد عانى من صمت الشرق الاستبدادي: "أنقاض سبارتا، كانت صامتة حولي"، هذا الصمت يدل على العبوديَّة وموت روح اليونان القديمة. باختصار، يبدو الشرق لشاتوبريان عالمًا مهددًا بـ "الهجر والنسيان".

ويشير غاستون باشلار إلى أن الليل يضخم الرنين السمعي الذي يكافئ فناء الألوان. وطبقا لهذه الحقيقة فإنَّ الأذن هي حاسَّة الليل. وبينما الأشكال موجودة في الفضاء الليلي، فإنَّ الضوضاء تكون مرصَّعة في الصمت وتصل إلى الأذن بطريقة غير محسوسة. في عام 1555، كتب الأب اليسوعي بالتاسار ألفاريز (رسالة في الصلاة الصامتة). وفي نص طويل حول طرائق الصلاة، يحدد إغناطيوس دي لويولا كيف أنّه من الضروري منح الكلام للأنفاس، من أجل الوصول إلى المواساة والتغلّب على الخراب الذي تسبّبه الأرواح الشريرة التي "تدخل بضجيج واضطراب في النفس"، بينما يتسلّل فيها الملاك الصالح بسلام و"صمت".

وهذا ما يقودنا إلى استحضار المتصوّفة. فيوحنا دو لاكروا، يحدد الليل الهادئ، ليعيش هدوءا، وعزلة مع الله، "في هدوء وصمت الليل وفي معرفة النور الإلهي، تكتشف الروح (...) توافقا معينا مع الله". ويجري إنشاء تناغم موسيقي راقي "يفوق كل الحفلات وكل ألحان العالم" وهذه الموسيقى تسميها الروح "الموسيقى الصامتة" لأنّها (...) معرفة هادئة ومسالمة، من دون صوت تذوق رقة الموسيقى وهدوء الصمت". "قد تكون هذه الموسيقى صامتة بالنسبة للحواس والقوى الطبيعيَّة، لكنها عزلة صائتة للغاية بالنسبة للقوى الروحيَّة"، وهو يحدد فوائد التفكير في "حكمة الله الخفيَّة والسريَّة": "من دون ضجيج الكلمات (...) كما في صمت سكون الليل، ومن دون معرفة كل ما هو معقول وطبيعي، فإنَّ الله يثقف الروح. فصمتها شرط ضروري لمجيء الله إلى الروح. فالوصول إلى الله لايتحقق إلا في الصمت كما ترى تيريزا أفيلا.

ولدى الإغريق، الإله هربوقراطيس، الذي يضع إصبعه على فمه ليأمر  بهذه البادرة بالصمت، فكان إلها للصمت والأسرار والسريَّة في الديانة الهلنستيَّة التي طُوِّرت في الإسكندرية البطلميَّة (وأيضًا تجسيدًا للأمل وفقًا لبلوتارخ). وعلى مرِّ التاريخ، كان الأمر بالصمت متعدد ومألوف. إنّه ينطوي على تدريب وتمرّن، فهو ليس لذاته. يكتب ماترلينك "أن الذين لا يشعرون بالصمت والذين يقتلون الصمت من حولهم. هم الكائنات الوحيدة التي تمر من دون أن يلاحظها أحد" لأنّنا "لا نستطيع تكوين فكرة دقيقة عن الشخص الذي لم يصمت أبدًا. يبدو كما لو أنَّ روحه ليس لها وجه".  يعد تعلّم الصمت أكثر أهمية لأنّه العنصر الذي تتشكّل فيه الأشياء العظيمة. لذلك، من الضروري تعلّمه. "لذا حاول أن تمسك لسانك ليوم واحد، وستكون في اليوم التالي وكأنَّ مقاصدك وواجباتك أكثر وضوحًا! الكلام، على العكس من ذلك، غالبًا ما يكون فن خنق الفكر وتعطيله، الذي يعمل فقط في الصمت. لكل هذه الأسباب نخاف الصمت ونقضي جزءًا كبيرًا من حياتنا، كما يكرر ماترلينك، في البحث عن أماكن لا يسود فيها.

وتعزز الثقافة الجسديَّة هنا ضرورة الصمت... فمنذ النصف الثاني من القرن التاسع عشر، أصبحت ممارسة التنسّك الدائم مدرسة رهيبة للصمت. يجب على المؤمنين، وغالبًا ما يكونون من المراهقين أو حتى أطفالًا، أو تلاميذ في كلية أو مدرسة ثانويّة كاثوليكيّة، أن يعبّدوا، بمفردهم وفي صمت، في الكنيسة أو كنيسة المؤسسة، القربان المقدّس المعروض في إناء خبز القربان. ويمكن أن يستمر هذا التمرين، الذي يجمع بين إتقان الصمت ومعرفة وضعيَّة الجسم، لمدة ساعة. وأشار جان نويل لوك أنه في القرن التاسع عشر، تعلّم الصمت منذ الحضانة. 

وفي كثير من الأحيان، الصمت هو كلام - حتى خارج استخدامه التكتيكي، لكنّه كلام متزامن مع ما يُلفظ شفاهاً. "الكلمة تمنع الصمت من التكلّم"، كما كتب أيونسكو في مذكراته و"أن روح الأشياء ليست في الكلمات" كما كتب أنطونان أرتو.

"نحن نتحدث فقط في الساعات التي لا نعيش فيها، كما يكتب ماترلينك، وهو يرى، أن الحياة الحقيقية، والحياة الوحيدة التي تترك بعض الأثر، مجبولة فقط من الصمت"، ومن أجل "قوتها المظلمة فإن الصمت يلهمنا  خوفا عميقا. إن لغة الروح هي الصمت. التي تترجم إلى كلمات. 

من الجائز القول إن الكلام يأتي من الامتلاء بالصمت، وهذا يمنحه شرعيته، كما يكتب غابرييل مارسيل، الذي يؤكد أن "صفة الصمت فوق الزماني". وبحسب ماكس بيكار، فإنَّ الكلمة التي ولدت من الصمت "تذوي عندما لا تعود مرتبطة بالصمت"، عندما "تخرج من الصمت، من الامتلاء بالصمت"، والتي هي فقط الوجه الآخر، والصدى. "في الصمت تحتفظ الكلمة بأنفاسها وتملأ نفسها مرة أخرى بالحياة الأوليَّة"، "في كل كلمة شيء صامت يشير إلى مصدر الكلمة"، و "عندما يتحدث رجلان، هناك دائمًا طرف ثالث حاضر: الصمت، يستمع".

إنَّ "الكلام المتحول هو الصمت. لا يوجد كلام في حد ذاته. الكلام من خلال صمته. صمت غير قابل للتجزئة، ضمن أصغر كلمة"، "الصمت هو ذروة لغة الوعي الأسمى. يؤكد لنا باسكال كينيار أن "اللغة ليست وطننا. لقد ولدنا من الصمت ووقعنا في الضلال عندما كنا لا نزال نزحف". تسمح هذه القناعة بإعادة تأهيل اللغة من خلال الصمت، الذي دعا إليه الفيلسوف النمساوي البريطاني لودفيغ فتغنشتاين الذي عمل أساسًا في المنطق وفلسفة الرياضيات وفلسفة العقل وفلسفة اللغة. عقب هنري دي ثورو، الذي يعتقد أنه لاستعادة السيطرة على كلماتنا، ومن ثم على حياتنا، يجب المرور عبر بالصمت.

في القرن السادس عشر، أكد يوحنا  دو لاكروا على حضور كلمة الله الصامتة التي سمعت في سكون صمت الليل المظلم. واختبر كثيرون الصمت على أنه كلمة غير منطوقة. وكتب فيكتور هوغو في (التأملات) أن "كل شيء يتكلم" في الخلق: الهواء، الزهرة، نصل العشب...

الصمت هو "رسول مجهول لكل حب" ويتوقف مصير الحب كله على "نوعية هذا الصمت الأول الذي ستشكله روحان". إذا لم يلتق اثنان من العشاق في هذا الصمت الأول، "لن تكون أرواحهما قادرة على حب بعضهما البعض، لأن الصمت لا يتحول (...) بين روحين (...) وطبيعته لن تتغير أبدًا. من ناحية أخرى، لا تعبر الكلمات أبدًا عن العلاقات الحقيقية والخاصة الموجودة بين كائنين. حقيقتنا عن الحب، والموت، والمصير، "لا يمكننا إلا أن نلمحها في صمت)"، في الصمت السري لكل واحد منا. "إذا قلت لأحدهم أنك تحبه، فلن يفهم ربما قلت ذلك لألف آخرين؛ لكن الصمت الذي سيتبع، إذا أحببته حقًا... سيجلب اليقين. ويختتم ماترلينك بأسئلة: "أليس الصمت هو الذي يحدد نكهة الحب ويصلحها؟ فلو حُرمت من الصمت لما كان للحب طعم أبدي ولا رائحة. من منا لم يعرف تلك الدقائق الصامتة التي فصلت الشفتين لتجمع النفوس؟ عليك أن تبحث عنها باستمرار. لا يوجد صمت أكثر طواعية من صمت الحب: وهو حقًا الصمت الوحيد الذي نعيشه وحدنا".... "عندما تريد أن تحب شخصًا عزيزًا بعاطفة جيَّاشة، وأن تغفر له كل شيء، ما عليك سوى النظر إليه برهة من الوقت في صمت".