ود حميد
من المراحل التي يمر فيها أغلب الناس، وبالأخص الشباب على مختلف مستوياتهم الفكرية، هي مرحلة الانطفاء وفقدان الشغف وانعدام الرغبة في الإنجاز، فتغرب شمس الأمل في هذه المرحلة، ويتلاشى وهج الحياة، لتنخفض روح العمل ويعجز العقل عن الإبداع، وربما حتى روح التواصل مع الآخرين تقل، وبالرغم من انتشار وتعدد المدربين في التنمية البشرية، والذين يهدفون إلى تقليل الخسائر في هذه الفترة، الا أن هنالك الكثير ممن يجهل طرق التعامل مع هذا الاحباط وتغير الرؤى المفاجئ، الذي غالبا ما يصيب الفرد نتيجة التعب والجهد المتواصل في العمل، والرغبة الملحة بالابداع أو التفكير المستمر، الذي يتزامن مع كثرة المسؤوليات وتعددها، فاحيانا تجد نفسك تفقد المقود، ولا تملك أي خطة، بل ربما لا تملك حتى طريقا للسير، وتكتشف أن الخطط التي أعددتها سابقا، لا تفلح ولا تصلح ولا توصل لأي وجهة ولا تأتي بنتائج المرجوة باختصار تفقد القدرة على التحكم، وتشعر أن الوضع برمتهِ خارج عن سيطرة وحدود تفكيرك
أنا شخصيا أعتبر هذه الفترة رغم صعوبتها نفسياً، إلا أنها فترة صحية جداً، اذا أحسن الفرد التعامل معها، وابتعد عن اتخاذ قرارات مصيرية فيها النابعة من تلاعب المشاعر وتضارب الهوى، واذا حاول قدر الامكان ألا تأثر هذه الأفكار على علاقته مع المحيطين به، سواء من الأهل والأسرة أو الأصدقاء وزملاء العمل، فهذه المرحلة غالبا ما تحمل الرسالة التي يحاول عقلك وجسدك إيصالها لك، بأن تأخذ استراحة من كل شيء، وتتخلص من اغلب المتعلقات، واذا فعلت ذاك حقا ستجد بعد مرور أيام بسيطة نهاية الانطفاء تلوح في الافق وتودعك، مشيرة بيدها وتبدأ الافكار تنهمر عليك مجدداً وبشكل مكثف ومرتب أكثر من السابق، وتجد أن الخطط بدأت تحسن نفسها، وكأن الامر ذاتي لتوصلك لوجهات مهمة ومختلفة
والروحية.
تبدأ بالعودة بشكل مرتفع جداً والحماس ينبض في القلب من جديد، والاشتياق يتجول في كل أعماق جسدك، فهذه الفترة قد تكون نعمة أيضاً، لأن ما يأتي بعدها من شوق إلى الانجاز ورغبة في الابداع والابتكار من شأنهِ تغير الكثير في نفسك، وربما في العالم أيضاً، فباختصار تقبل نفسك في الاشراق والغروب لتستطيع أن تنير جزءًا من ظلمات هذا العالم.