طور فريق أبحاث الذكاء الاصطناعي التابع لشركة “فيسبوك”، تقنية جديدة باسم “Vid2Play”، تسمح باستخراج شخصيات يمكن التلاعب بها من مقاطع الفيديو لأشخاص حقيقيين، وذلك بهدف تطوير ألعابٍ تشبه تلك التي انتشرت في ثمانينيات القرن الماضي، مثل: لعبة “Night Trap”.
شبكات عصبيَّة
وأوضح فريق الذكاء الاصطناعي أنه يمكن للشبكات العصبية تحليل مقاطع الفيديو العشوائية لأشخاص يقومون بأعمال محددة، ثم إعادة إنشاء تلك الشخصيات، والحركة في أي بيئة، وذلك على نحو يتيح للاعبين التحكم فيها باستخدام وحدات التحكم.
واستخدم الفريق شبكتين عصبيتين تسميان: Pose2Pose، و Pose2Frame. وتعتمدان آلية العمل على أن تُعالج مقاطع الفيديو أولًا في شبكة “Pose2Pose” العصبية المصممة لأنواع محددة من الإجراءات، مثل: الرقص، أو لعب التنس، أو المبارزة.
ثم يحدد النظام بعد ذلك مكان الشخص مقارنة بالخلفية؛ بغية عزله عن الخلفية. وبعد ذلك تأخذ شبكة “Pose2Frame” الشخص إلى جانب ظله، وأي أشياء يحتفظ بها، ويدخلها في مشهد جديد مع الحد الأدنى من الآثار. ويمكن للاعبين بعد ذلك التحكم في حركته، استنادًا إلى أشكال من الفيديو، باستخدام وحدات التحكم أو لوحة المفاتيح.
وبحسب الفريق، فإن الأمر استغرق بضعة مقاطع فيديو قصيرة عن كل نشاط، مثل: المبارزة، والرقص، ولعب التنس، لتدريب النظام. وبعد ذلك كان النظام قادرًا على تصفية الأشخاص الآخرين، والتعويض عن زوايا الكاميرا المختلفة.
“التعبئة المعرفية للمحتوى”
ويشبه البحث تقنية “التعبئة المعرفية للمحتوى” الخاصة بشركة أدوبي، والتي تستخدم أيضًا الذكاء الاصطناعي لإزالة عناصر من الفيديو، مثل: السياح، أو علب القمامة. وقد استخدمت شركات أخرى، مثل: إنفيديا، الذكاء الاصطناعي لبناء تقنية تسمح بتحويل الفيديو الواقعي إلى مناظر طبيعية مناسبة للألعاب.
وتهدف فيسبوك من خلال تقنية “Vid2Play” إلى جعل ممارسة الألعاب ذات سمات شخصية أكثر، ما يتيح للاعبين إدراج شخصيتهم أو شخصية يوتيوب المفضلة في الألعاب.
وكتب الفريق: “إنها تتصدى لمشكلة حسابية لم تُلبَّ بالكامل من قَبل، ما يمهد الطريق لإنشاء ألعاب الفيديو برسومات واقعيَّة”.
مساعد رقمي
الى ذلك كشفت فيسبوك عن أنها تعمل على تطوير مساعد رقمي صوتي لمنافسة المساعدات الرقمية الأخرى، التي بدأت تحظى بشعبية كبيرة، مثل: “أليكسا” Alexa من أمازون، و”سيري” Siri من آبل، و”أسيستنت” Assistant من غوغل.
وتهدف فيسبوك، التي تمتلك أكبر شبكة للتواصل الاجتماعي في العالم بأكثر من 2.3 مليار مستخدم نشط شهريًا، إلى استخدام المساعد الرقمي الذكي الذي تعمل على تطويره في تشكيلتها من المنتجات، خاصةً جهاز “بورتال” Portal، الذي يستخدم للوصول إلى شبكتها الاجتماعية، والتراسل عن طريق خدمة التراسل الفوري التابعة لها، “مسنجر” Messenger. وقال متحدث باسم الشركة: “نعمل على تطوير تقنيات المساعدة الذكية والصوتية، التي يمكن أن تعمل في عائلة منتجاتنا للواقع الافتراضي، والواقع المعزز، بما في ذلك “بورتال” Portal، و”أوكولوس” Oculus، والمنتجات المستقبلية”.
ومع ذلك، لا يزال من غير الواضح كيف تتصور فيسبوك بالضبط الأشخاص الذين يستخدمون مساعدها الرقمي، ولكن من المحتمل استخدامه على مكبر الصوت الذكي “بورتال” للدردشة المرئية أو الصوتية، أو نظارات الواقع الافتراضي “أوكولوس”، أو غيرها من المشاريع المستقبلية.
سوء إدارة البيانات
وفي السياق يناقش المنظمون الفيدراليون في الولايات المتحدة كون مارك زوكربيرغ Mark Zuckerberg، الرئيس التنفيذي لشركة فيسبوك، مسؤولًا شخصيًا عن سوء إدارة البيانات الخاصة بالمستخدمين، وكيفية مساءلته.
ويأتي ذلك وفقًا لتقرير نشرته شبكة “إن بي سي نيوز” NBC News، نقلًا عن مصادر مطلعة على المناقشات، طلبت عدم الكشف عن هويتها؛ لأنَّ تحقيق لجنة التجارة الفيدرالية سري بموجب القانون، لكن المصادر لم توضح التدابير التي يجري بحثها على وجه التحديد. وذكر تقرير لصحيفة “الواشنطن بوست” أن المنظمين كانوا يستكشفون إمكانية فرض المزيد من الرقابة على مارك زوكربيرغ، وقال الأعضاء الديمقراطيون في لجنة التجارة الفيدرالية (FTC): إن الوكالة يجب أن تستهدف بشكل فردي المديرين التنفيذيين عند الحاجة. يذكر أن لجنة التجارة الفيدرالية لا تستهدف في كثير من الأحيان المديرين التنفيذيين، في الحالات التي تجد فيها أن الممارسات التجارية للشركة تنتهك خصوصية مستخدمي الويب.
لكن المنتقدين قالوا: إن استهداف زوكربيرغ يمكن أن يُظهر لشركات التكنولوجيا الأخرى أن الوكالة مستعدة لمحاسبة كبار المديرين التنفيذيين، في ما يتعلق بتصرفات شركاتهم. وجاءت المناقشات التي دارت حول كيفية مساءلة زوكربيرغ عن سوء تعامل فيسبوك مع البيانات في سياق المحادثات بين لجنة التجارة الفيدرالية، وفيسبوك، وقد تؤدي هذه المناقشات إلى إجراء تسوية تتعلق بالتحقيق الذي أجرته الحكومة منذ أكثر من عام. ويمكن لمثل هذه الخطوة أن تخلق مشاكل جديدة لأحد أشهر قادة الشركات في وادي السيليكون، إذ يعد مارك زوكربيرغ المؤسس المشارك لشركة فيسبوك، والرئيس التنفيذي للشركة، ورئيس مجلس الإدارة، وأكبر مالك للأسهم فيها.