د.حسين القاصد
ما أن اعلن الصيف عن نفسه ، وأخذت درجات الحرارة بالارتفاع ، على الرغم من الاصرار الجميل على استمرار المطر ، حتى بدأت المعاناة العظمى التي يعاني منها المواطن في بغداد ؛ فعلى الرغم من فتح بعض الطرق التي كانت مغلقة الا ان جحيما يحرق الاعصاب ويصيب نفسية المواطن بالشلل التام في وقت انتهاء الدوام الرسمي ، حتى صار المواطن يفكر طيلة ساعات الدوام الرسمي بلحظة مواجهته للشارع المكتظ بالسيارات الواقفة او التي تمشي مسافة نصف متر كل ساعة تقريبا!!.
اسباب كثيرة لهذا الاختناق منها ازدياد عدد السيارات قياسا بالطرق المفتوحة في بغداد ، وهذا الأمر يحتاج الى معالجة جذرية من الجهات المختصة ؛ فضلا عن ان تعطيل العمل بالاشارة المرورية في التقاطعات ضاعف معاناة المواطن ، ليبقى المواطن تحت رحمة اشارة شرطي المرور الذي هو الآخر يئن تحت سياط الشمس اللاهبة ؛ ولو اعيد العمل باشارة المرور وعاد شرطي المرور الى مظلته ليراقب المخالفات فقط لتجنبنا كثيرا من المعاناة والاختناقات المرورية . في تقاطعات الشوارع ، ايضا ، هناك ظاهرة خطيرة تكمن في تحويل كل تقاطع الى مرآب تقف فيه الباصات وتنادي على الركاب باسماء المناطق التي تتجه اليها ؛ وهذه الظاهرة استشرت بشكل خطير وتسببت في اختناق اعناق الشوارع ، حيث صار اجتياز هذا التقاطع او ذاك من الامنيات الكبرى لدى المواطن الذي يريد العودة الى بيته بعد نهار متعب من العمل وطريق منهك بالسير
البطيء .
لقد اصبحت ( الكراجات ) نوعا من الأثر، واضحت فارغة ، بينما تحولت تقاطعات الشوارع الى كراجات محمية ، حيث نجدها تقف في التقاطعات وبالقرب منها افراد من الشرطة الاتحادية يقومون بتنظيم وقوفها والسماح لهذا الباص بالوقوف ومنع الباص الاخر . وبين هجرة السيارات للكراجات ، وتحويل التقاطعات الى كراجات شبه متفق عليها ؛ وبين غياب دور اشارة المرور وعدم استيعاب الطرق لعدد السيارات الهائل في بغداد ، يبقى المواطن في دوامة الضجر من طريقه الى العمل
والعودة منه .
لابد من اجراء سريع يجعل تقاطعات الطرق خالية من الاختناق ، ولابد من تنظيم دقيق يقلل عدد السيارات في الشوارع ؛ وهنا اقترح ان يتحول عمل بعض الدوائر الخدمية الى الدوام المسائي ؛ فلو تقرر العمل بالدوام المسائي لبعض اقسام ودوائر امانة بغداد ، لاسيما تلك التي اعمال ميدانية في الشارع ، لانخفضت نسبة اختناقات الطرق الى النصف تماما ؛ ولقد توقف نشاط العمل المسائي ايام الاضطرابات الامنية ، لكننا الان في وضع امني مستقر يشجع فرق التنظيف واليات الحفر وادامة الشوارع على العمل ليلا ، وبهذا نتخلص من عدد كبير من السيارات التي تربك السير