شاعرة ترمّم خرابها بقبلة مهاجرة كما تصف نفسها ذات شعر.. تطوّح الحروف بين رزايا الغربة بقدرة الطيور التي حفظت ملامح البلاد عن ظهر حب، وتلجم نيران قصيدتها بصور ساحرة طالما التقطتها من انفاس الجمال لتعبّد طريقها الممشوق بالرحيل والقلق، علّها تصل الى ضفة الطمأنينة، انها الشاعرة فيان البغدادي التي اشرقت معنا في هذا البوح الجميل.
* المشهد الشعري النسوي مازال يخلو من أسماء جديدة، متى تنتهي هذه
الفرضية؟
- لأنه مازال يرزح تحت ضغط العادات والتقاليد، مازلنا نبحث عن مصداقية الاحساس بالمرأة بعيداً عن جنسها كأنثى، فمعظم النصوص الشعرية بلا وعي وذكوريّة للاسف، الأنثى الشاعرة هي من تلبس قصيدتها فستاناً زهرياً يشي بقوتها كإثبات لأنوثتها في مساواة مع الرجل، و لاشيء يدوم في النهاية فقط القصيدة التي تمس شغاف القلب لأنّ القصائد كلها بتماس مباشر مع الإحساس الذي يترسّب في القلب ولن يصح إلّا الصحيح.
* كيف نؤسس لنص شعري يكسر رتابة التكرار والتشابه بين شعراء اليوم؟
- عندما لا نجد شعراً نقرؤه نبحث عن فكرة غير مستهلكة مفردات لم تطرق مسبقاً، القراءة لها دور كبير ومهم في تثقيف الشاعر وتضيف له وعيا في كتابة القصائد بشكل بهي يسر عيون المتلقي، وعندما يصبح الشاعر قارئا قبل ان يكون شاعرا لأن القراءة والاطلاع أولى نوافذ بيوت الشعر واقتحامها لايكون الا لو تسلّح الشاعر بالاطلاع على كل الممكن لتتفتح قريحته كزهرة تتوج مجده فيما بعد.
* من هو صاحب الفضل عليك في استدعاء شياطين الشعر؟
- ابي الذي لولاه ماشعرت بترنيمة الشعر في روحي، ذكريات الطفولة المعتقة كالشمس والماء، الغربة التي تأكل كل الاخضر وتصهره في ارضي، بلدي الام العراق أصلي له وأرفع أكف الدعاء، مازلت أتشبّث بجلباب الحياة التي اخذت الكثير منا ولَم تبقِ لنا سوى القلق.
* الى اي مدى ساعدت وسائل التواصل الاجتماعي في كشف عورات اللغة الشعرية؟
- ساعدت بشكل كبير في إظهار وكشف الكثيرين، مهما انزاح وانجلى الغبار الذي طالما غطى كل الأعين مازال المزيد هناك ولكن سرعان ما ستشرق الشمس بعد الظلام ويأتي يوم جديد يضج بحياة أخرى لايلمع فيها الا من كان معدنه
اصيل.
* متى تستحضرين طقوس الكتابة وتتأهبين للمشي على جمر القصيدة؟
- الفرزدق يقول: خلع ضرس أهون عليَّ من قول بيت من الشعر! أعانق جمر القصيدة بشغف وحب دائمين، استعداد النفس لدخول محراب الكتابة أمر مختلف بين شاعر وآخر، احياناً تأتي الفكرة في المنام وتختمر في الصحو، واحياناً تجبر الفكرة الشاعر على ان يكتبها مباشرة دون سابق تخطيط، اقرأ بغزارة وأدوّن في هدوء
تام.
* لمن تقرعين أجراس القصيدة في العادة؟
- أجراس قصيدتي تشبه جرس ناقوس الكنيسة حين يقرع للصلاة، الشعر عندي يقرعه ناقوس الانسانية، أدوّن كل مايمس روحي من إحساس بالوطن، السلام ،الفقر، الحرب، الغربة، الحب والكلمة
الصادقة.
* الشاعرة المتمرّدة او الشاعرة المجنونة، اي لقب منهما يسحرك؟
- التمرّد، لولاه لما كنت على ما أنا عليه الآن، الجنون يروقني، أحياناً أكون مجنونة بامتياز.
* أوقدت قناديل الرحيل بشكل مبكر، كيف تلملمين البلاد تحت اثواب الغربة؟
- في غربتي أحملُ على أكتافي وطني مع صورة لأمي وماتبقى من فتات الذاكرة، أحملها جميعاً أينما أكون، ولهذا انا شاعرة، فالشاعر ان لم تكن خارطة الوطن محفورة في رأسه لايمكن ان يشعر حتى باقرب الناس اليه.
* متى تشعرين انك مخذولة ومهزومة؟
- لم أهزم يوماً انا في الحرب أموت او أنتصر، لكن من الموجع بالنسبة لي ان اجد بعض الأسماء المهمة في الساحة الشعرية الشعبية تلهث مع تعليق لقصيدة انثى رغم غياب الشعر فيها، لمجرد انها انثى تجامله بضحكة او دردشة، التصفيق والمجاملات هي التي حالت دون تطور القصيدة وارتقاء الكثيرات منصة ابداع مزيف.
* ما هو سبب رفضكِ وعدم تلبيتكِ دعوات للبرامج التلفزيونية والمهرجانات
الشعرية؟
- ربما احتاج لوقت اكثر كي أثبت هويتي الشعرية بين القلة الواعية، وهو امر ليس باليسير بين عدد كبير جداً من الشعراء، لا احب الظهور فقط للحصول على كنية او لقب، فالالقاب لا تروقني اطلاقاً لانني غنية بما تحمل روحي من حب الناس، وحبهم نعمة اقتات عليها دوماً واهش بها على وجع غربتي، كما انني اكتب ما اشعر به وأحس، الاعلام يسلط على الشاعر سياطاً تحدد مسؤوليته تجاه نفسه ويجعلها تتقولب لما يرضي الناس لا ما يرضي نفسه، وطبعاً يبقى هذا مجرد رأيي الخاص الذي يحدد هويتي كإنسانة قبل ان اكون شاعرة.
من قصائدها:
امرايتي
يمرايتي
يالتارس خدودج كمر
يالفايضه بحضنج سواجي
مخصله بريحة خمر
وعيون
ذيج الواكفه كبالج
بنات زغار
شكرات وسمر
وياما مايج
غازل براكه كناطر
طيف روحي
وضحكن بوجهج
خجل
عثكين برحي
مدللات سنين وسنين وعمر
مدري آنا اتبده
فوك ثياب طولج
مدري كيمر
يشتهي مسامر حلاتج
مدري انتي تشابكيني
وتشتهين
اغزل صفاتج
مدري
احنا ثنينا نحن ونتلاكه
بروح خضره
ومشتهاتي
تفيض
كرمه بمشتهاتج
مدري
قداسي تدك اجراس كلبه
وتبتدي
بكلبج صلاتج
السمار البيج غازلّه شمس
خضر ضواها
خدود متنسيه بورد
وآنا اضيع بهيبتج
وبطيفي اسافر
وارجع اشتاك المحطاتج و ارد
يالمربيتني
اعلى صدرج
يالمدفيتني الصبح
لو جاسني بجفه البرد
وكعد كبالج
وشوفن صورتي
الغركت بمايج
قصه قصه
بدفتر عيونج سوالف تنسرد