سرور العلي
وعن ذلك أشارت إلى أنها بدأت بموهبتها تلك منذ سن صغيرة، فحين كانت تحتاج لأكثر من دمية مع شقيقاتها، لغرض الاستمتاع وقضاء الوقت، كانت تقوم بصناعتها بنفسها، وخياطة الثياب لها، لتبقى محافظة على تلك الموهبة مع مرور السنوات، وعندما تخرجت من الجامعة، وعملت بوزارة الكهرباء لمدة أربع سنوات، وبعد انتهاء مدة العقد كان هناك الكثير من الوقت، استثمرته بصناعة الدمى، وتوفير مصدر دخل لها.
طموح
انضمت رؤى للعديد من دورات إدارة المشاريع وريادة الأعمال، وحصلت على الكثير من الشهادات في تلك المجالات، ومنها شهادة من الأكاديمية الدولية للدراسات والعلوم الاجتماعية، وأيضاً دخلت في العديد من دورات الرسم والخياطة، لتطوير إمكانياتها، كذلك كانت تبحث باستمرار عن هذا الفن في المواقع على شبكة الإنترنت، كما انضمت لكورسات في صناعة الدمى، وتطمح للوصول إلى العالمية بهذا المجال، مؤكدة أنها تستطيع أن تبتكر أشياء وأفكارا جديدة.
صعوبات
واجهت رؤى العديد من التحديات، ومنها نقص المواد الأولية والخامات، وصعوبة الحصول عليها، إضافة إلى كيفية جعل الآخرين يرغبون بهذا النوع من الفن وتسويقه، والبحث المتواصل عن كل ما يتعلق به من دورات، ومعرفة الآراء حوله، وبرغم من ذلك استطاعت أن تتجاوز هذه التحديات، بوقوف زوجها وأسرتها بجانبها، وتقديم لها جميع الدعم الذي تحتاجه، مضيفة «وبالتأكيد أواجه بعض الصعوبات أمام الدمى المستوردة من الخارج، كونها تقلل من فرص البيع المباشر، وأيضاً الزبائن تجدها حاضرة بدلا من أن تأخذ وقتا في تنفيذها، إن كانت هدية مستعجلة مثلاً».
نجاح
وأكثر ما يميز عملها هو صناعتها لدمى تشبه شخصيات معينة، أو بحسب ما يطلب منها، وعن ذلك قالت رؤى «بالطبع منذ بدء عملي بصناعة الدمى، وأنا أصنعها نسخة مصغرة من الزبون، أو شخصية كرتونية معينة، والنتيجة هي الرضا من قبل الآخرين في كل مرة ولله الحمد، خاصة أن لدي موهبة الرسم، واستثمرتها في رسم وجه الزبون على الدمية، ليكون هناك نوعٌ مميزٌ من الدمى، هي مزيج بين الخياطة، والرسم والصناعة».
وفي سؤالنا لها عن الوقت المستغرق لصناعة النموذج الواحد، لفتت روى إلى أنه ليس هناك وقت محدد لصناعة الدمى، فمنها من تأخذ يومين، ومنها ثلاثة أو أربعة، وحتى هناك شهر للدمى المفصلية المجسمة الأبعاد.
ومن أهم الأدوات المستخدمة في صناعة الدمى، هي ماكنة الخياطة، ومسدس السيليكون، وأدوات إضافية مساعدة، والأقمشة، وألياف الشعر، والجلود، والدانتيلات، والخيوط، والفلين، والأسلاك، والكثير من المواد والخامات الأخرى، كذلك أدوات الرسم والألوان، ومن أهم تفاصيل العمل للبدء بصناعة دمية، هو معرفة شكل الزبون لرسم الباترون الخاص به، ومن ثم تنفيذه بحسب الصورة المرسلة من قبله، لتكون مشابهة له.
تميز
لم تشارك رؤى بأي معرض فني، كون الدعوة تأتي بوقت متأخر، لا سيما أن عملها يؤخذ منها الوقت الطويل، لإنجاز أكثر من دمية مختلفة ومميزة، ومن خلال أعمالها تودُّ إيصال فكرة بأن في العراق هناك الكثير من الموهوبين والمبدعين بمجالات مختلفة، ولكن ينقصهم الفرص، والتشجيع والدعم والتمويل، ولو تهيأت الظروف الملائمة لهم لنجحوا بتأسيس مشاريعهم الخاصة، وتشغيل الكثير من الأيدي العاملة، ومستقبلا تسعى لإدخال نوع خاص من المواد، بعيداً عن الخياطة في صناعة الدمى.
استثمرت منصات التواصل الاجتماعي في الترويج لمشروعها وتسويقه، وأصبح لديها جمهور واسع يثني على أعمالها، لجمالها ودقتها واتقانها.
وختمت حديثها بالقول:
رسالتي للفتيات أن يبحثن في أنفسهن عما يجيدنه من مواهب وهوايات يمتلكنها، وتطويرها وتأسيس مشاريع تخدم
المجتمع».