حسين علي الحمداني
الإرهاب يتصدر المشهد الإخباري من جديد ولاحظنا دولاً بعيدة وغائبة عن الأحداث العالمية وجدت نفسها فجأة تتصدر نشرات الأخبار العالمية بفعل الإرهاب الذي ضربها بقوة وقسوة معا،كما في نيوزلندة وما حدث فيها،جاء الدور هذه المرة على سريلانكا التي تضرجت بالدماء في عيد الفصح وكانت كنائسها وفنادقها مسرحا لعمليات إرهابية تركت 290 ضحية وأكثر من 500 جريحا من خلال 8 تفجيرات متزامنة مما يعني هنالك تخطيط لهذه العمليات من قبل شبكات محترفة في الإرهاب وقادرة على اختيار التوقيت والمكان وإيقاع أكبر عدد من الضحايا. وإن هذا البلد- خاصة قليل الخبرة في تعقب التنظيمات
الإرهابية.
وهذا ما يجعلنا نستنتج ان الإرهاب ممتد في جميع دول العالم وان آلاف الخلايا النائمة في مختلف دول العالم تنتهز الفرصة لتنفذ عملياتها في أية دولة من الدول،وبالتالي يجب أن تكون هناك ستراتيجية عالمية لمكافحة الفكر المتطرف الذي ينتج الإرهاب في مختلف دول العالم.وهذه الستراتيجية يجب ان تكون من أولوياتها تجفيف منابع الإرهاب الفكرية والمادية خاصة وإن الجميع يدر حقيقة مهمة إن وقوع تفجيرات كثيرة في بلد واحد وبتوقيت واحد
يؤكد وجود تمويل وتخطيط على مستوى عال جدا يتعدى حدود الجماعات المحلية الموجودة في سريلانكا وإن قائمة الضحايا شملت دول عديدة لسياح من بلدان أوربية وآسيوية مما يعني إن الإرهاب استهدف كل العالم من خلال ما حدث في سريلانكا وهو ما يجعلنا نؤكد مرة أخرى إن هنالك شبكات دولية ترعى الإرهاب وتموله سواء بالمال أو التخطيط ويجب أن تكون مهمة التصدي لها من أولويات المجتمع الدولي الذي تتحمل الكثير من دوله بطريقة مباشرة أو غير مباشرة مسؤولية
ما حدث ليس في سريلانكا فقط،بل في عموم العالم من خلال سكوتها عن الكثير من المجاميع الإرهابية التي ظلت تعمل لسنوات طويلة سواء في أفغانستان أو العراق أو سوريا وكانت هنالك كما يعرف الجميع تسهيلات كبيرة وصلت حد(التهاون والتعاون)في مرور آلاف الإرهابيين لدول المنطقة مما أدى في نهاية المطاف لتمدد هذا الفكر الإرهابي الذي وجهت له ضربات قاصمه في العراق وأخيرا في سوريا.
وما يحدث في دول العالم من هجمات إرهابية هي رسائل من هذه التنظيمات على إنها باقية رغم ما تلقته من هزائم كبيرة سواء في العراق أو سوريا مضافا لها تفكيك الكثير من الخلايا الإرهابية في أوربا وبعض الدول العربية
والإسلامية.
مسؤولية المجتمع الدولي والدول دائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي للتصدي للداعمين للإرهاب سواء أشخاص أو مؤسسات أو دول وفرض العقوبات الشديدة من أجل القضاء على هذا الفكر وأجنحته الإرهابية المتمثلة بعشرات التنظيمات العاملة في دول عدة وبمسميات معروفة للعالم.وإن ما حدث في سريلانكا ممكن أن يحدث في بلدان أخرى في عالمنا المهدد
من قبل الإرهاب.