عيد الأضحى المبارك.. أفراحٌ وشعائر كردستانية

ريبورتاج 2023/06/26
...

 كولر غالب الداوودي
يستعد العراقيون لاستقبال عيد الأضحى والتعبير عن فرحتهم بارتداء أفضل الثياب والتطيب بأزكى العطور وتقديم الأضاحي وإقامة الولائم وتبادل الزيارات، وفي إقليم كردستان العراق بدأت الأسواق تعجُّ بالمتسوقين لعيد الأضحى، ويحرصُ سكان كردستان على ممارسة الطقوس الخاصة بعيد الأضحى من تبادل التهاني والزيارات.
 وفي إجازة العيد تنشط حالة السفر بين مدن الإقليم والعراق؛ لأنَّ هذه المناسبة مرادفة للدفء الأسري لدى أغلب الناس وأهميَّة رؤية الأهل والأحباب، وهذه الطقوس ينظر إليها كثيرون بمثابة لوحة جامعة معبرة عن طقوس كردستان وتقاليده العريقة في الاحتفال بعيد الأضحى رغم التغييرات التي زحفت على المجتمع من دون أنْ تنال من أصالته.

ذبح الأضاحي
ومن طقوس عيد الأضحى في كردستان نحر الأضاحي وإقامة الولائم وأصناف الطعام ومشاركة الأقارب والأهل في تناول هذه الولائم، ومن أهم هذه الأطعمة المعدة "الباجة" وهي طهي رأس الخروف بطريقة شهيَّة وتؤكل أول يوم العيد في وليمة الطعام المعدة.
يقول شوان محمد برزنجي (متقاعد من زاخو يسكن أربيل): "تعمُّ الفرحة الصغيرَ قبل الكبير وتسود مشاعر الأخوة وتقوى الروابط بين المسلمين في كل مكان وتنتشر مظاهر البهجة والسرور، وفي كل سنة نذبح ضحيَّة العيد ونقيم وليمة وندعو كل الأقارب لمشاركتنا في تناولها، ونوزع بعض اللحم بين المحتاجين ونحن مستعدون لاستقبال هذا العيد بالطقوس والاحتفال ذاتها".
وبين سيروان خورشيد (موظف حكومي) أنَّ "العادات المتبعة في كردستان في أيام عيد الأضحى تبدأ بتبادل التهاني والزيارات في اليوم الأول من العيد وبعدها تذبح الأضاحي وتُقام العزائم بين الأهل والأصدقاء ونذهب في الأيام التالية في نزهات إلى أجواء الطبيعة في الإقليم في الشمال والتي تتسمُ بجمال الطبيعة والمناخ المعتدل".
وأضاف "مع كل عيد يمرّ تتجدد أمنياتنا وأبرزها بأنْ يعمَّ الأمنُ والأمانُ والسلامُ كلَّ أرجاء العراق من الشمال إلى الجنوب".

"الفرحة فرحتين"
تصفُ سراب علي برزان (من دهوك مقيمة بأربيل) فرحتها بقرب قدوم عيد الأضحى المبارك بأنَّها "فرحة تنتظرها كل سنة، وهذه السنة ستكون الفرحة فرحتين بسبب أنه سيصادف عقد قرانها في عيد الأضحى"، وقالت: "سيجتمع جميع الأهل والأقارب والأصدقاء للاحتفال بالعيد وعقد قراني ولقد بدأنا أنا وأسرتي تحضير مستلزمات العيد، وسنذبح أضحية العيد أيضاً ونعمل وليمة لكل الزائرين، وفي الأيام التالية نذهب إلى مصايف الشمال لقضاء أوقاتٍ ممتعة مع الأصدقاء".

صلاة وحلوى
يقول سلمان محمد جلال (مهندس من أربيل): إنَّه "في أول يوم العيد نخرج في وقتٍ مبكرٍ في الصباح لأداء صلاة العيد في المساجد، وتشهد أسواق أربيل في الأيام التي تسبق العيد رواجًا كبيراً من الناس للتسوق، والنساء يحضرن أطباق الحلوى استعداداً لاستقبال الزوار والمهنئين، فهل من أمٍ عراقيَّة لا تعرف كيفيَّة تحضير حلوى (الكليجة) أو هل ننسى عيديَّة الأطفال من النقود، أو تلك اللهفة التي تسبق صباح العيد عند تحضير الملابس المخصصة له، بينما تأتي تلك المراجيح التي تنتشر في ساحاتنا وبين محلات المدن لتستقبل الأطفال وضحكاتهم وفرحتهم، وتتجمع الأسر للذهاب إلى المنتجعات السياحيَّة التي تزيد أواصر التراحم والمحبة والألفة بين الأهل الأقارب، وفي الأخير عيد الأضحى المبارك فرصة قيّمة للتقرب من الله وشكره على نعمه من خلال ذبح الأضاحي والإعفاء عن المسيئين والتصالح مع المتخاصمين وزرع المحبة والخير والفرح في النفوس".