كيفن يعقوب صاحب البدايات السعيدة والنهايات الحزينة

الرياضة 2023/07/03
...

  بغداد: محمود الحمداني

 

انتظرت الجماهير العراقية طويلاً لرؤية النجم الشاب كيفن يعقوب، بزيِّ أسود الرافدين، بعد تأخُر إتمام أوراقه الرسمية وكذلك نقل سجله من الاتحاد السويدي الذي مثله في جميع الفئات العمرية، إلى نظيره العراقي، وفي النهاية، تواجد يعقوب في مُعسكر إسبانيا، وأذهل الجميع بما لديه، وفي مقدمتهم المدرّب (خيسوس كاساس) والنجم السابق (يونس محمود)، مسجلاً ظهوره الأول مع منتخبنا الوطني في مباراة كولومبيا التجريبية، حيث أخذ على عاتقه تصويب المُحاولة الأولى لمنتخبنا الوطني على مرمى منافسه، لكن سُرعان ما نزلت الصاعقة على جميع الحاضرين والمشاهدين إذ لم يتمكن من استكمال المُباراة بعد 17 دقيقة فقط، وخرج بتبديل اضطراري، وكانت المُفاجأة الأكبر بعدها، وهي نقله إلى المُستشفى بسبب آلام قوية في ركبته .


الحزن يسود المنتخب

وقد بدا الحزن واضحاً على مُحَيّا اللاعبين إلى جانب عائلته التي كانت متواجدة هُناك قرابة الأربع ساعات، ليتحدد إصابة اللاعب في الرباط الصليبي، بعدها بدأت الأخبار تتسرب بانتظار الفحص النهائي الذي حدث بالفعل في أحد مستشفيات مدينة فالنسيا الإسبانية، والذي أكد وجود قطع في الرباط الصليبي. في المقابل، لم يتوان رفاقه عن دعمه وذات الحال يقال عن الجماهير التي ساندته في مباراة المنتخب الأولمبي العراقي في نصف نهائي بطولة غرب آسيا، ليظهر اللاعب شاكراً الجميع على دعمهم، مؤكدا أنه يستمد قوته من هذا الدعم. 


الصليبي مرة أخرى

هذا المشهد ذكرنا بواقعة تعرّضه لإصابة في الرباط الصليبي في موسم 2019، ويومها أبعدته عن الملاعب لأكثر من عام، بخلاف بدايته الرائعة التي كان يتمناها الجميع، وأثبت فيها مقدار موهبته، وقبلها بسنوات عدّ يعقوب من بين أبرز مواهب السويد، وكانت له رحلة اختبارية بعُمر 14 عامًا مع نادي سندرلاند الذي كان يُشارك حينها في الدوري الإنكليزي المُمتاز، وقابل حينها نجوم الفريق الأول للنادي الذين كان في مُقدمتهم الدولي الإنكليزي السابق (جيرمن ديفو)، وعاد بعدها ووقع لأكاديمية بطل الموسم السابق في السويد (نادي هاكن) بعمر 15 عاما.


 تألق مشهود

بيد أن متوسط الميدان العراقي، نجح في الانضمام للفريق الأول للنادي سريعا، حيث وقّع عقده الاحترافي الأول بعُمر 17 عاما، ونجح بعدها بتسجيل مُشاركته الرسمية الأولى على الإطلاق، في الدوري السويدي المُمتاز، بعُمر 18 عاما، قبل ثلاث جولات من ختام موسم 2018، ولم يكتف بالمشاركة فقط، بل سجّل هدفا بعد أقل من دقيقة من دخوله في الدقيقة 83.


دوري المؤتمر الأوروبي

وبعد شفاء يعقوب من إصابته اللعينة في العام 2019  أعاره ناديه هاكن إلى فريق أوتسيكتن في الدرجة الأولى، وقد استهَلّ هذه التجربة بهدف في أول شوط خاضه مع الفريق، لكن مسيرته مع أوتسيكتن لم تستغرق سوى ثلاث مباريات، عاد بعدها لنادي (هاكن) الذي لم يصل معه لاتفاق يُرضي الطرفين من أجل تجديد عقده، لينهي ارتباطه بالفريق وينتقل لغوتنبورغ الذي تألق معه وكان بوابته نحو الانتقال صوب الدوري الدنماركي، وحقق هناك المركز الثالث في الدوري مع فريقه أرهوس وتأهل لدوري المؤتمر الأوروبي.  الإصابة الأخيرة لن تكون بسيطة على لاعب كرة القدم، لكن يعقوب فعلها وعاد بشكل قوي بعد إصابته الأولى، وبما يملكه من عزيمة وإصرار قويين ودعم كبير، سيعود هذه المرة بشكل أقوى من السابق، ويقود منتخب العراق نحو إنجازات تنتظرها الجماهير العراقية منذ زمن.