{بوهاي وبتروجاينا}

آراء 2019/04/27
...

حسن عودة الماجدي
لا شك انّ في العنوان البارز والصريح في صدر المقالة مفردات قد تبدو غريبة في الّلحظة الاولى من القراءة للمتلقي عن وحدة الموضوع مع انّها هي الحقيقة بذاتها وهي اقرب من القريب تجسيداً وواقعاً ولم تكن تصوراً وتنظيراً , 
انّ الحقيقة الدامغة في الوقت الراهن نرى فيها انفسنا جميعا في زحمة الاستغراق والتداعيات الجمّة بين هذا وذاك لذلك من الصعوبة بمكان التفكر ملياً كما ينبغي بالحيادية والتدبر المنصف كي تتاح لانفسنا وبدون استثناء قراءة الاشياء كما هي والعمل على 
تجسيد الافضل .
وبعد المقدمة هذه وهي بيت القصيد نذكّر بالشّريحة الاكبر في المجتمع العراقي عشائرنا الكريمة التي أبلت البلاء الحسن في الحضور الايجابي في الفترة التي تلت سقوط النظام الدكتاتوري وحدوث الفراغ الامني والانهيار المؤسساتي , فقد وظفت ما بوسعها من عوامل الردع العرفي الثقيل ضد المتطاولين والسراق للاموال العامة والخاصة , 
حيث تم استرداد الكثير من الاموال المنهوبة وكذلك المحافظة على مرافق الدولة المهمّة اذ تبوأت شكلياّ مقام السلطة التنفيذية من خلال فض النزاعات العشائرية وغيرها , لكن الصدمة المثيرة للدهشة في السفر التليد للعشيرة لم يدم كما ينبغي مع الحيلولة والسمو لشيخ العشيرة , بل وبالسرعة المحفوفة بالمخاطر شرعت الحرباء على حين غرة بخلع ثوبها الابهى في بيئتها الى الثوب الذي يلائم مصالح ربحها السحتوي ومهما يكون ذلك كان حقاً ام باطلاً ,المهم هي المغانم تؤخذ بقوة السلاح والتهديد والوعيد والابتزاز الذي اصبح مهنة لعشائر ميسان الساكنين بالقرب من الشركات النفطية والغازية (كشركتي بوهاي وبتروجاينا) الصينيتين والاخطر من ذلك هو سيطرة بعض العشائر على المنافذ الحدودية بين العراق وايران واجبار الوارد والصادر على دفع الأتوات والابتزاز 
والقتل  في وضح النهار في حالة الامتناع من الدفع الفوري الى المنفلت القوي , وهذا الامر قد يفسر على انه مكفول من بعض القوى السياسية او الحزبية المستفيدة من هذا الصراع السحت الحرام والّا كيف تعبث وتستولي بالسر والعلن وكأن الشركتين الصينيتين ارث طبيعي مدور للعشائر
الميسانية من لدن الرئيس الصيني الاسبق (ماوتسي تونغ) والشاهد الصريح على ما يقال هو السفير الصيني (تشن وتشينغ) الذي حزم امره وتوجه الى ميسان والاجتماع برؤساء العشائر لقضاء الكحلاء وناحية الحلفاية بتاريخ 3/8/2016 في مضيف احد شيوخ جنوب ميسان (حسين الحاج حطاب الماجدي) وتم التوافق على مضض من قبل  السفير لكونه يجهل ما في النفوس الضعيفة في المجتمع العراقي والميساني على وجه الخصوص , ومع ذلك انه قد فات المجتمعين ان ذلك الرجل الاجنبي سياسي وحاذق وبارع اذ توجس من خلال الاجتماع ضعف الحكومة العراقية من خلال منظومتها الامنية من حماية منشآتهم النفطية والغازية في الحاضر والمستقبل , هذا ومن خلال التواجد لكاتب الاسطر الميداني والوقوف عن كثب منذ التأسيس الاول للشركات المذكورة , نقترح الآتي:
1 - العمل على تشكيل قوة امنية صارمة اشبه بوحدات الفرقة الذهبية ترتبط بالمباشر برئاسة الوزراء كي لاتخشى لومة لائم او (اكوامة من يكاوم!)
2  - ان تجعل من القوة المقترحة اولاً :مقومات الدولة العراقية الاربعة , الشعب الاقليم,الحكومة,
السيادة 
3 - ابعاد العناصر الامنية المنخرطة من القوة المقترحة من عشائر ميسان والبصرة خشية المؤثرات العشائرية والغطرسة العبثية 
4 - الامثل ان تكون عناصر القوة من بغداد والمحافظات الشمالية والغربية 
5 - على الشركات النفطية المعنية التعاقد مع تشكيلات وزارة والاعمار والاسكان الرصينة وصاحبة الخبرة الفذة في السفر العراقي بدلاً من معدات الافراد الواهنة
 المحلية البسيطة وذلك من اجل ابعاد التدافع المحموم والابتزاز والرشا والقضاء على الغابة الموحشة للمفترسات الميسانية.