تدرك الطالبة زينب علي انها لم تحصل على درجة جيدة من معلمتها في درس الاملاء بسبب كتابتها السيئة وخطها المتردي وكما وصفته معلمتها بـ {الخط المسماري} .
الطالبة ذات العشر سنوات كانت تتطلع الى زميلاتها وردود افعالهن عندما تسلمت درجتها من المعلمة التي قالت إن الطالبة لا تحسن الخط وسينتهي الامر بذهابها الى مرحلة اخرى وهي بهذا الخط
السيئ .
تتذكر الطالبة لبنى محمد سنوات دراستها في المرحلة الابتدائية وسوء خطها وما تسمعه من توبيخ من معلمة اللغة العربية على الرغم من ان المعلمة لم يكن خطها جيدا، وتلاقي الطالبات العناء في فهمه وعند وصول الطالبة لبنى الى مرحلة الاعدادية طرقت مسامعها نفس الكلمات من مدرسة اخرى ايضا وها هي على مشارف الامتحانات الوزارية بنفس المعاناة والمخاوف من الخط الرديء لاسيما أنه سبق لها الحصول على درجة متدنية بمادة الاحياء وبررت المدرسة الامر بانها لم تفسر الخط وتفهم
الاجابة .
وتقول شذى العبيدي وهي ام لاحدى الطالبات: ان غياب درس الخط بشكل منهجي جعل المعلم يبتعد اكثر في اهتمامه بالطلبة وتحسين خطهم لاسيما وأن الكثير منهم يعاني من رداءة الخط، ومن الضروري جعل هذا الدرس ضمن المنهاج الدراسي وهذا ما يحفز الطالب على الاهتمام بخطه وتحسينه، ويشجعه على التنافس مع زملائه من اجل الفوز بدرجة اعلى او شهادة مديح من
المعلم .
كراسات الخط
ويبين حيدر الوكيل صاحب احدى المكتبات أن هناك العديد من كراسات الخط متوفر لدينا يفيد الطالب ومن يرغب بتعلم انواع الخطوط، والطلب مستمر عليه طيلة فترة العام الدراسي، وبدورنا نسعى للحصول على ما هو جديد من الكراسات بأشكال ملونة وطبعات حديثة من دور النشر وبالخطوط المتعارف عليها، وتشجع الطالب على الكتابة والرغبة في
التعلم .
ويقول المشرف المختص باللغة العربية طالب العكيلي: “ان مشكلة ضعف الخط لدى بعض التلاميذ والطلبة بدأت تتسع مع الأسف ولكون الخط مهم ينبغي الانتباه إلى هذه المشكلة ولنتائجها السيئة ومنها عدم حصول التلميذ على درجات عالية في الامتحانات نتيجة عدم فهم خطه، ولذلك يجب أن يكون خط المعلم حسنا وإلا كيف يتعلم منه التلاميذ رسم الحروف بصورة صحيحة؟!
ومن اسباب رادءة خط الدارسين إلغاء تعليم اسياسيات قواعد الخط في المرحلة الابتدائية، وقلة الكتابة في الواجبات اليومية خصوصا في المرحلة الابتدائية وعدم تركيز معلمي القراءة على الخط أثناء الدرس وتصحيح
الإجابات.
واشار العكيلي الى ان كثرة الكتابة في الأجهزة الالكترونية أضعفت خط اليد, أما الضعف الحاصل في المدارس الثانوية فيعود سببه الى المرحلة الابتدائية، ولا ننسى إهمال درسي المطالعة والإنشاء وعدم الاهتمام بهما ولذلك ينبغي الاكثارمنهما في المرحلة المتوسطة لتحسين الخط.
واشار العكيلي الى ان الحلول تكمن في إعادة تدريس كراسات الخط في المرحلة الابتدائية وتعليم التلاميذ كيفية رسم الحروف وكتابة الدرس عدة مرات، ويفضل أن تحتوي الأوراق على سطور تساعد التلميذ في كتابة الكلمات بشكل مستقيم وجميل وعدم الضغط باليدين على الورقة بقوة لأنها تضعف الخط، اذ ينبغي أن تكون الحركة سهلة وان يكون جلوسه مريحا في الكتابة.
أطراف المشكلة
واوضح الكاتب والاعلامي الدكتور حسن عبد راضي انه من المهم الانتباه الى ان هناك اكثر من طرف في هذه المشكلة ابتداء بالمعلم عند قبوله في معهد المعلمين او كلية التربية، وتجاوز مقولة “ لن اصبح سيبويه في المستقبل” التي يرددها الطلبة، واذا تطلعنا الى طلاب كليات التربية والاداب للغة العربية فهناك للبعض مستوى متدنٍ بسبب قدومهم من مراحل لا تعنى باللغة العربية ولا
بالخط.
فيجب تأهيل الاساتذة ومن يدرسون في هذا المجال عن طريق دورات وبرامج خاصة بهم وتأهيلهم ايا كان اختصاصهم، وعدم حصر هذا التوجه بمدرسي اللغة العربية فقط، فالكل معني بتثقيف اولاده والعربية لغة الدين والقرآن ومن باب اولى يجب اتقانها.
ويقر استاذ علم النفس ومدير النشاط المدرسي في تربية الكرخ الاولى الدكتور حيدر الدهوي، ان تردي الخط والكتابة بالنسبة لطلبتنا بمن فيهم الذين وصلوا الى مراحل دراسية عليا سببه القراءة الصورية مع الاسف الشديد، اذ بدؤوا ياخذون الكلمة ككل من دون القراءة الهجائية (الخلدونية) التي تدرب عليها الكثيرون ولكن اجريت عليها تطورات كثيرة اضرت بها.
واضاف الدهوي ان هذه القراءة الصورية ومن جاء بها قد اخذ الكل من دون الجزء وهي طريقة حديثة تدرس في اوربا ولكنه لم ياخذ بنظر الاعتبار ان لغتنا العربية لغة هجائية تختلف عن اللغة الانكليزية، اي ان الكتابة لا تشبه الحروف واننا نقرأ الكلمة من دون التأكيد على حروفها اما في اللغة العربية فنؤكد على الحرف اولا لذا يجب ان يكون معلم الصف الاول معلما بمعنى الكلمة، يعتمد على التنقيط وتحويل الحرف الى رسم ولا يرسم الحرف خطأ، وعليه متابعة التلميذ بصورة مستمرة في السنة الاولى، وعلينا جميعا دعم لغتنا العربية، وهذه مهمة وطنية تحتاج الى وقفة جادة من وزارة التربية لتغيير المناهج بطريقة صحيحة.
أبعاد كثيرة
اما المختص في التنمية البشرية مصطفى منذر فيقول :
الاهتمام بهذا الموضوع له ابعاد كثيرة اذ علينا ان نكتشف المشاكل الصحية والنفسية والعضوية التي تحيط بالطالب ما قبل المدرسة، ونعزز اهتمامه بالخط في وقت مبكر، وكما يقال “ الخط الحسن يزيد الحق وضوحا “ لذا يجب على الأهل متابعة اولادهم قبل فترة المدرسة وتشجيعهم وتوفير مستلزمات الخط من دفاتر والوان واستعمال الموبايل والحاسوب في ذلك، وقضاء بعض الوقت في تعلم برامج تحسين الخط الموجودة للاطلاع على ما هو جديد من اجل تحسين الخط وتلافي المشاكل في اداء الامتحانات، بدلا من قضاء كل اوقاتهم في برامج التسلية والترفيه.