على الحسين.. بكت الأرض والسماء

ريبورتاج 2023/08/03
...

 وسام الفرطوسي
توجد روايات معتبرة بلغت حد التواتر تشير إلى بكاء الأرض والسماء وانكساف الشمس والقمر، وبكاء الجن والإنس والوحش والطير، وتزلزل البحار والجبال وجميع ما خلق الله، على سيّد الشهداء الحسين (عليه السلام)، مثل ما ورد في كتاب (كامل الزيارات) لابن قولويه.
1 - محمد بن عبد الله بن علي الناقد، عن عبد الرحمن الأسلمي، عن عبد الله بن الحسين، عن عروة الزبير قال: سمعت أبا ذر وهو يومئذ قد أخرجه عثمان إلى الربذة، فقال له الناس: يا أبا ذر أبشر فإن هذا قليل في الله.
فقال: ما أيسر هذا، ولكن كيف أنتم إذا قتل الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام قتلا أو قال: ذبح ذبحاً، والله لا يكون في الإسلام بعد قتل الخليفة أعظم قتلاً منه، وإن الله سيسل سيفه على هذه الأمة لا يغمده أبداً، ويبعث قائماً من ذريته فينتقم من الناس، وإنكم لو تعلمون ما يدخل على أهل البحار، وسكان الجبال في الغياض والآكام، وأهل السماء من قتله، لبكيتم والله حتى تزهق أنفسكم، وما من سماء يمر به روح الحسين عليه السلام إلا فزع له سبعون ألف ملك، يقومون قياماً ترعد مفاصلهم إلى يوم القيامة، وما من سحابة تمر وترعد وتبرق إلا لعنت قاتله، وما من يوم إلا ويعرض روحه على رسول الله صلى الله عليه وآله فيلتقيان.
2 - أحمد بن عبد الله بن علي، عن عبد الرحمان السلمي، وقال أحمد: وأخبرني عمي، عن أبيه، عن أبي، عن رجل من أهل بيت المقدس أنه قال: والله لقد عرفنا أهل بيت المقدس ونواحيها عشية قتل الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام، قلت: وكيف ذلك؟ قال: ما رفعنا حجرا ولا مدرا ولا صخرا إلا ورأينا تحتها دما [عبيطا] يغلي، واحمرت الحيطان كالعلق، ومطرنا ثلاثة أيام دماً عبيطاً، وسمعنا منادياً ينادي في جوف الليل يقول:

أترجو أمة قتلت حسيناً
شفاعة جده يوم الحساب
معاذ الله لا نلتم يقيناً
شفاعة أحمد وأبي تراب
قتلتم خير من ركب المطايا
وخير الشيب طراً والشباب

وانكسفت الشمس ثلاثاً، ثم تجلت عنها، وانشبكت النجوم، فلما كان من الغد أرجفنا بقتله، فلم يأت علينا كثير شيء حتى نعي إلينا الحسين عليه السلام.
3 - ابن إدريس، عن أبيه، عن ابن أبي الخطاب، عن نصر بن مزاحم، عن عمر بن سعد، عن أرطاة بن حبيب، عن فضيل الرسان، عن جبلة المكية، قالت: سمعت ميثم التمار قدس الله روحه يقول: والله لتقتل هذه الأمة ابن نبيها في المحرم لعشر يمضين منه، وليتخذن أعداء الله ذلك اليوم يوم بركة، وإن ذلك لكائن قد سبق في علم الله تعالى ذكره، أعلم ذلك بعهد عهده إليَّ مولاي أمير المؤمنين عليه السلام، ولقد أخبرني أنه يبكي عليه كل شيء حتى الوحوش في الفلوات، والحيتان في البحر، والطير في السماء، ويبكي عليه الشمس والقمر والنجوم والسماء والأرض، ومؤمنو الإنس والجن، وجميع ملائكة السماوات والأرضين، ورضوان ومالك وحملة العرش، وتمطر السماء دماً ورماداً. ثم قال: وجبت - لعنة الله - على قتلة الحسين عليه السلام كما وجبت على المشركين الذين يجعلون مع الله إلهاً آخر، وكما وجبت على اليهود والنصارى والمجوس.
ثم قال ميثم: يا جبلة اعلمي أن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام سيد الشهداء يوم القيامة ولأصحابه على سائر الشهداء درجة، يا جبلة إذا نظرت إلى الشمس حمراء كأنها دم عبيط فاعلمي أن سيد الشهداء الحسين عليه السلام قد قتل.
قالت جبلة: فخرجت ذات يوم فرأيت الشمس على الحيطان كأنها الملاحف المعصفرة، فصحت حينئذ وبكيت وقلت: قد والله قتل سيدنا الحسين بن علي عليهما السلام.
4 - علي بن الحسين، ومحمد بن الحسن، عن سعد، عن ابن يزيد، عن أحمد بن الحسن الميثمي، عن علي الأزرق، عن الحسن بن الحكم النخعي، عن رجل قال: سمعت أمير المؤمنين عليه السلام وهو يقول في الرحبة:  وهو يتلو هذه الآية: “ فما بكت عليهم السماء والأرض وما كانوا منظرين” وخرج عليه الحسين عليه السلام من بعض أبواب المسجد، فقال: أما إن هذا سيقتل وتبكي عليه السماء والأرض.
5 - محمد بن جعفر الرزاز، عن محمد بن الحسين، عن الحكم بن مسكين، عن يزداد بن عيسى الأنصاري، عن محمد بن عبد الرحمان بن أبي ليلى، عن إبراهيم النخعي، قال: خرج أمير المؤمنين عليه السلام فجلس في المسجد، واجتمع أصحابه حوله، وجاء الحسين عليه السلام حتى قام بين يديه، فوضع يده على رأسه، فقال:
يا بني إن الله عير أقواما في القرآن فقال: “فما بكت عليهم السماء والأرض وما كانوا منظرين” وأيم الله ليقتلنك بعدي ثم تبكيك السماء والأرض.
6 - محمد بن جعفر الرزاز، عن خاله محمد بن الحسين، عن ابن بزيع، عن أبي إسماعيل السراج، عن يحيى بن معمر، عن أبي بصير، عن أبي جعفر عليه السلام قال: بكت الإنس والجن والطير والوحش على الحسين بن علي عليهما السلام حتى ذرفت دموعها.
7 - عن محمد الحميري، عن أبيه، عن أحمد بن محمد بن يحيى، عن محمد بن سنان، عن المفضل بن عمر، عن الصادق جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده عليهم السلام أن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام دخل يوماً إلى الحسن عليه السلام، فلما نظر إليه بكى، فقال له:  ما يبكيك يا أبا عبد الله؟ قال: أبكي لما يصنع بك، فقال له الحسن عليه السلام: إن الذي يؤتى إلي سم يدس إليَّ فأقتل به، ولكن لا يوم كيومك يا أبا عبد الله، يزدلف إليك ثلاثون ألف رجل يدعون أنهم من أمة جدنا محمد صلى الله عليه وآله وينتحلون دين الاسلام، فيجتمعون على قتلك وسفك دمك، وانتهاك حرمتك، وسبي ذراريك ونسائك، وانتهاب ثقلك، فعندها تحل ببني أمية اللعنة، وتمطر السماء رماداً ودماً، ويبكي عليك كل شيء حتى الوحوش في الفلوات، والحيتان في
البحار.
8 - عن ابن قولوية القمّي عن أبيه (رحمه الله) وعلي بن الحسين، عن سعد بن عبد الله، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن موسى بن الفضل، عن حنان، قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): ما تقول في زيارة قبر أبي عبد الله (عليه السلام) فإنه بلغنا عن بعضهم انها تعدل حجّة وعمرة، قال: (لا تعجب ما أصاب من يقول هذا كلّه، ولكن زره ولا تجفه، فإنه سيّد الشهداء وسيّد شباب أهل الجنّة وشبيه يحيى بن زكريّا، وعليهما بكت السّماء
 والأرض).
9 - عن ابن قولويه القمّي عن أبيه وعلي بن الحسين، عن سعد بن عبد الله، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن الحسن بن عليّ الوشّاء، عن حمّاد بن عثمان، عن عبد الله بن هلال، عن مولانا الإمام أبي عبد الله (عليه السلام)، قال: سمعته يقول: (إنّ السّماء بكت على الإمام الحسين (عليه السلام) ويحيى بن زكريّا (عليه السلام) ولم تبك على أحدٍ غيرهما، قلتُ: وما بكاؤهما؟، قال (عليه السلام): مكثوا أربعين يوماً تطلع الشمّس بحمرة وتغرب بحمرة، قلتُ: فذاك بكاؤها؟، قال (عليه السلام)
 نعم).