الإساءة للقرآن في واقعة ستوكهولم

منصة 2023/08/03
...


تعدُّ (حرية التعبير) أحد أركان الديمقراطيَّة، وثمة سوء فهم هنا في الخلط بين المقصود بحرية التعبير للصحافة والإعلام في النظام السياسي، وبين حرية الفرد في التعبير.
والشرط الأساس هنا يكون بألا تتضمن حرية التعبير الإساءة الى معتقد جماعة، حتى وإنْ كنت تراه سخيفاً؛ ما يعني أنَّه لا يحق للمسلم أو المسيحي أو اليهودي أنْ يسخرَ من الهندوس الذين يقدسون البقرة، ولا يحق لأي مؤمنٍ بدينٍ معينٍ أنْ يسخرَ من معتقدات مؤمنٍ بدينٍ
آخر.
وفي التشخيص السايكولوجي فإنَّ أخطر الأفراد في هذه القضية هم المصابون بـ(الحول العقلي)، وهو مصطلح أدخلناه في علم النفس العربي:
يعني أنَّ المصاب به يرى كل ما هو إيجابي في معتقده ويغمض عينيه عمَّا هو سلبي فيه، ويرى كل ما هو سلبي في معتقد الآخر ويغمض عينيه عمَّا هو إيجابي فيه، وأنَّ معتقده هو الصح ومعتقد الآخر خطأ، ويمكن أنْ نصفَ الحول العقلي بأنَّه مرضُ الشعوب العربيَّة.
وعليه، فإنَّ الضمانة الحقيقيَّة لأنْ يعيش ثمانية مليارات إنسان بسلامٍ هو أنْ تحترمَ حكومات العالم معتقدات الأديان ولا تسمح بالإساءة لها، وأنْ يكون الحوار العلمي هو الوسيلة للتفاهم، وبدونه فإنَّ حرب (المعتقدات) قادمة، وقد يشعلها من يمتلك الذكاء الاصطناعي للسيطرة على الشعوب المأزومة.