انتشار المشكلات الصغيرة في المجتمع

اسرة ومجتمع 2019/05/03
...

كركوك/ نهضة علي 
ان كنت تدري فتلك مصيبة وان كنت لا تدري فالمصيبة اعظم مقولة متداولة الا ان الامعان فيها يجعلنا نذهب نحو امور نعتبرها  من الصغائر ما يحدث بين الرجل وزوجته ، والعلاقات الاسرية في البيت الواحد ،واهمال متطلبات الاسرة ، وتربية الاولاد والاهتمام بنشأتهم بالصورة الصحيحة في مراحلهم العمرية الاولى ، اصبحت تستدعي وضع معالجات فعالة من اجل الحفاظ على الاسرة ونشأة الجيل 
ام سليمان امرأة اربعينية تعمل في احدى المنظمات النسوية بينت لـ”الصباح” بان المنظمات العاملة في مجال مساعدة المرأة تستقبل شكاوى الكثير من النساء وحالات العنف الاسري والمشاكل الزوجية ، اذ ارتفعت بنسب واضحة، واضحت احداهن تتكلم  بحرقة وبمرارة عما يمر بها، فيما يشكو اخرون من قلة اهتمامهن وانصرافهن الى بهرجات العيش اليومية متناسيات تربية الاولاد وادارة الاسرة ، و ان الكثير من صغائر الامور التي تحدث تترك آثاراً سلبية لها مردودها على الاطفال ونشأتهم، حيث يقصر بعض الازواج من قليلي الثقافة والحرص في الاهتمام بالزوجة والاطفال ومطالبهم و مايتقاضاه من راتب او اجور عمل يغطي بها مطالب ملذاته الشخصية وقد   يكون عصبي المزاج ويمقت اولاده ويعاملهم بقسوة وهوما يسمى بالعنف ضد الطفل واضافت لا يتحمل الرجل وحده التقصير فان المرأة والرجل هما الاثنان امام مسؤولية الحفاظ على الاسرة ونشأة الجيل . 
الدكتور صلاح عريبي المختص في الشأن الاجتماعي  استاذ في كلية التربية جامعة كركوك قال لـ “الصباح “ان الانفتاح الكبير الذي حصل في المجتمع نتيجة التطور التكنولوجي والتبادل المعلوماتي وانتشار البث الفضائي بمختلف المستويات وتوجهه نحو الغرائز الجنسية والشهوانية لمختلف الفئات العمرية للجنسين بما فيها الاطفال واتساع ظاهرة المروجين من اجل المكسب المادي دون الحفاظ على البضاعة اي كان نوعها سواء الثقافية او الاجتماعية او المبيعات الاخرى ، والابتعاد نوعاً ما عن المفهوم الحقيقي للدين وتطبيقه بين التشدد في اتباع طرق الالتزام وبين الحرية الواسعة ، كان له اثره في التقليد والتذكير والتأثير على العقول عامة وكانت النتيجة كثرة المشاكل بين الزوجين وسرعة الزواجات وتصاعد نسبة الطلاق وتوجه المراهقين نحو المخدرات ، والتفكك الاسري وقطع صلة الرحم ، واضاف ان الدور الاكبر يقع حالياً على رجال الدين وقادة الرأي في المجتمع والمؤسسات المسؤولة عن اعداد الشباب ومنظمات المجتمع المدني العاملة في مجال المرأة والاسرة، اضافة الىى اتباع آلية النصح والارشاد ووضع الرقابات الكفيلة بانهاء الحالات الشاذة في المجتمع وتتبع عصابات الاتجار بالبشر من اجل الحفاظ على منظومة القيم الاجتماعية وعدم الابتعاد عن العادات والتقاليد ومراقبة شريحة الشباب والاهتمام بهم وبين ان مجموعة من المنظمات العاملة في المجتمع المدني تقوم بتنفيذ برامج خاصة عن الشباب من اجل اعدادهم بالصورة الصحيحة والاهتمام بالاسر .